مساعد المكابح العكسي يدعم السلامة في السيارات الحديثة

الأنظمة في بي.أم.دبليو إكس 3 وفولكسفاغن تويغان وفولفو إي.إكس 3 ألترا وفورد بوما الأفضل استجابة.
الأربعاء 2025/08/27
الاختبارات لن تتوقف لمعالجة العيوب

برزت أنظمة الدعم الذكي كعوامل حاسمة في تقليل الحوادث وتعزيز حماية الركاب والمشاة في ظل التطور السريع لتقنيات السلامة في صناعة السيارات. ومن بين الأنظمة، يُعد مساعد المكابح العكسي أحد الابتكارات الحديثة التي تسهم بفاعلية في منع التصادمات أثناء الرجوع إلى الخلف رغم ما يحمله من عيوب.

زيورخ (سويسرا)- مع التعمق في عالم تكنولوجيا السيارات المعقد، من الضروري فهم ميزات السلامة المختلفة المصممة لحماية السائق والركاب على الطريق.

وتتميز السيارات القديمة المجهزة بتقنية مساعدة الفرامل المدمجة بما يُعرف بأنظمة مساعدة الفرامل الميكانيكية.

تستخدم هذه الأنظمة عتبات محددة مسبقا لاكتشاف حالات الكبح الطارئة بناءً على تصرفات السائق وعند ضبطها ميكانيكيا، يتم تفعيلها بمجرد تجاوز قوة كبح السائق لهذه العتبات.

وعند هذه النقطة، تنتقل قوة الكبح بسلاسة من صمام مكبس الفرامل إلى معزز الفرامل، مما يعزز فاعلية كبح السيارة.

وبخلاف نظيراتها الحديثة، فإن أنظمة مساعدة الفرامل الميكانيكية ليست مصممة للتكيف مع أنماط السائقين المختلفة، مما يجعلها حلا شاملا يناسب الجميع ضمن تقنية أنظمة مساعدة الفرامل.

وفي المركبات الحديثة، ازداد انتشار أنظمة مساعدة الفرامل الإلكترونية، موفرةً ميزة وجود وحدة تحكم إلكترونية (إي.سي.يو) لتحليل أنماط الكبح وفقًا لحدود محددة مسبقًا.

وبخلاف الأنظمة التقليدية، تُقيّم وحدة التحكم الإلكترونية في نظام مساعدة الفرامل الإلكتروني سلوك الكبح لدى السائق، وتقارنه بالمعايير المحددة، وتُفعّل قوة الكبح في حالات الطوارئ عند الضرورة.

وتتقدم الإصدارات الأكثر تطورًا من هذه الأنظمة خطوةً أبعد من خلال تسجيل معلومات حول أنماط الكبح لكل سائق، مما يسمح بتكييفها خصيصًا مع عادات كل سائق الفريدة، مما يُعزز السلامة والاستجابة.

ولكن يبرز الآن نظام مساعد الفرامل العكسية أو مساعد مكبح الطوارئ عند الرجوع للخلف، الذي حظي باهتمام كبير في السنوات الأخيرة لقدرته على منع الحوادث وتقليل شدتها.

وهذا النظام هو ميزة أمان مصممة لمنع أو تخفيف الاصطدامات عند الرجوع للخلف، ويستخدم مجموعة من المستشعرات والكاميرات والبرامج لاكتشاف المخاطر المحتملة وتشغيل الفرامل تلقائيًا عند الحاجة.

ويتم تفعيل هذه الميزة عادةً عندما تكون السيارة في وضع الرجوع للخلف ولا ينتبه السائق لما يحيط به، والهدف الرئيسي من نظام مساعدة الفرامل العكسية هو منع الحوادث الناتجة عن الاصطدام بالمشاة أو المركبات الأخرى أو الأشياء.

ويوجد نوعان رئيسيان من أنظمة مساعدة الفرامل العكسية: النشط والسلبي. ويستخدم نظام مساعدة الفرامل العكسية النشط مجموعة من المستشعرات والكاميرات لاكتشاف المخاطر المحتملة وتشغيل الفرامل تلقائيًا.

وعادةً ما يكون هذا النظام مزودًا بكاميرا للرؤية الخلفية، وأجهزة استشعار بالموجات فوق الصوتية، وأجهزة استشعار رادار. وتوفر الكاميرا رؤية واضحة للمحيط، بينما تكتشف أجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية الأجسام ضمن نطاق معين.

ومن ناحية أخرى، تكتشف أجهزة استشعار الرادار سرعة ومسافة المركبات الأخرى. في حال اكتشاف النظام لخطر محتمل، يُنبه السائق ويُشغّل الفرامل تلقائيًا لمنع الاصطدام.

أما نظام مساعدة الفرامل العكسية السلبي، فيعتمد على تدخل السائق لتفعيل المكابح، وصُمم كلا النظامين لمنع الحوادث، لكن الأنظمة النشطة أكثر تطورًا وتوفر حماية أكبر.

ويعتمد هذا النظام على مدخلات السائق لتفعيل الفرامل. وعادةً ما يكون هذا النظام مزودًا بكاميرا للرؤية الخلفية وأجهزة استشعار بالموجات فوق الصوتية.

وفي حال عدم انتباه السائق للمحيط واكتشف النظام خطرا محتملا، يُنبه السائق ويُصدر تحذيرا. إذا فشل السائق في الاستجابة، فلن يقوم النظام بتطبيق الفرامل تلقائيًا، بل سيعتمد على السائق لاتخاذ الإجراء اللازم.

وأوردت مجلة السيارات السويسرية “أوتوموبيل ريفيو” أن مساعد مكبح الطوارئ عند الرجوع للخلف يمكن أن يحول دون وقوع حوادث خطيرة أو مشكلات عند صف السيارة للانتظار.

وللتحقق من مدى موثوقية عمل مثل هذه الأنظمة المساعدة، قامت شركة الاستشارات (تي.سي.أس) بالتعاون مع نادي السيارات الألماني (اي.دي.أي.سي) باختبار مساعد المكابح العكسية في 8 سيارات.

وأظهرت نتائج الاختبار أن تكلفة السيارة لا تؤثر على جودة عمل مساعد مكبح الطوارئ عند الرجوع للخلف، حيث عملت جميع الأنظمة، التي خضعت للاختبار بشكل يتجاوز الحد الأدنى المطلوب قانونيا.

ولا تدخل الأنظمة، التي تقوم بتفعيل وظيفة الكبح تلقائيا عند اكتشاف مركبة متوقفة أو تقترب من السيارة، أو تتعرف على وجود دراجة هوائية أو مشاة، ضمن باقة التجهيزات القياسية، رغم أن عروض التجهيزات في السيارات، التي تم اختبارها، مشجعة للغاية.

وقد كان مساعد كبح الطوارئ عند الرجوع للخلف من ضمن التجهيزات القياسية في 6 سيارات من إجمالي 8 سيارات خضعت للاختبار.

وهذه السيارات بي.أم.دبليو إكس 3 وفولكسفاغن تويغان وفولفو إي.إكس 3 ألترا ومرسيدس إي 220 وهيونداي أيونك 5 وبي.واي.دي سيل، ويتوافر هذا النظام ضمن التجهيزات الاختيارية لسيارتي فورد بوما ورينو 5.

وشمل الاختبار سيناريوهات مختلفة في ثلاث فئات؛ المشاة والعوائق الثابتة والخروج من حارة الانتظار، وحققت أربع سيارات أداءً ممتازا بنسبة 100 في المئة.

وتعرفت سيارات بي.أم.دبليو إكس 3 وفولكسفاغن تويغان وفولفو إي.إكس 3 ألترا وفورد بوما، وهي الأقل تكلفة بين السيارات الأربع، على العوائق ومستخدمي الطريق الآخرين بدقة فائقة.

◄ قوة الكبح تنتقل بسلاسة من صمام مكبس الفرامل إلى معزز الفرامل، مما يعزز فاعلية كبح السيارة
قوة الكبح تنتقل بسلاسة من صمام مكبس الفرامل إلى معزز الفرامل، مما يعزز فاعلية كبح السيارة

وامتازت سيارة هيونداي أيونك 5 بقدرتها على اكتشاف العوائق والكبح بكفاءة عالية عند الرجوع للخلف أثناء السير بسرعة 4 كيلومترتا في الساعة في جميع الفئات، بالإضافة إلى تنبيه السائق من خلال اهتزاز المقود عند اقتراب السيارة من أي عائق.

ولكن عند الرجوع للخلف بسرعة 8 كيلومترات في الساعة لا تتعرف السيارة على الطفل في عربة الأطفال، كما تتعرف مرسيدس إي 220 على العوائق ومستخدمي الطريق الآخرين وتقوم بالكبح بكفاءة عالية، باستثناء الدمية الموضوعة في عربة الأطفال.

ولكن سيارة بي.واي.دي سيل لم تقم بالكبح إلا في حركة المرور عند التقاطعات، أما سيارة رينو 5 فقد تخلت عن المكابح في حركة المرور عند التقاطعات، ولكنها تقوم بتنبيه السائق من خلال إشارات صوتية وتشير إلى اتجاه العائق.

ونصحت تي.سي.أس بالتحقق من وجود مساعد مكبح الطوارئ عند الرجوع للخلف قبل الشراء، وفي حالة توافره أوصى الخبراء باستثمار بعض النفقات وتجهيز السيارة به.

15