باقة من الإصدارات تغير اتجاهات ابتكار السيارات في 2026
تتسابق شركات السيارات لمواكبة التحديثات الجديدة في إصداراتها الكهربائية والهجينة في عام 2026 وما بعده، والتي أصبحت أحد محددات بناء نماذج تنسجم مع روح العصر، حيث ستحمل السائقين والركاب إلى عالم جديد من القيادة السلسة الممزوجة بالراحة، والأهم أنها ستمنحهم المتعة في القيام برحلات يومية قصيرة أو طويلة منسجمة مع البيئة.
لندن- تشهد صناعة السيارات حاليًا منعطفًا حاسمًا، وستُظهر السنوات القليلة القادمة كيف سيبدو ذلك، حيث تم تجاوز مرحلة التبني المبكر للسيارات الكهربائية، ودخل العالم عصرًا تحتاج فيه هذه النوعية من المركبات إلى أن تكون مناسبة للأشخاص العاديين ذوي الميزانيات المحدودة.
ومن الواضح أن عالم السيارات يمر بفترة انتقالية غير مسبوقة، وفي خضم التقدم التكنولوجي سريع التغير الذي يهيمن الآن على الصناعة، باتت التحسينات في القوة والتصميم والانسيابية عناصر لم يغفل عنها المطورون في إصدارات 2026.
وتسير صناعة السيارات بخطوات متسارعة نحو عالم الدفع الكهربائي الخالص بفضل مزاياه العديدة المتمثلة في قلة الانبعاثات الضارة بالبيئة وقلة استهلاك الوقود.
وتُحرز تكنولوجيا البطاريات تقدمًا ملحوظًا، وتزداد لغات التصميم جرأة، وتُخصص العلامات التجارية العريقة أخيرًا موارد كبيرة للكهرباء.
والسيارات القادمة في عام 2026 وما بعده ليست مجرد تكرارات، بل يُمثل العديد منها تحولات جوهرية في طريقة تفكير الشركات المصنعة في تصنيع السيارات، بحسب أوليفيا ريتشمان، محررة الرياضات الإلكترونية والسيارات في منصة غيسينغ هيدلايتس.
وأورت المنصة في تقرير نشرته قبل أيام 12 مركبة تُبرز دورها في دفع الصناعة نحو آفاق جديدة، والذي يعد أيضا بالمزيد من المفاجآت التي يبحث عنها المولعون باتجاهات قطاع السيارات عموما.
وتعد ريفيان آر 2 موديل 2026 من بين أهم الإصدارات الجديدة. ويبدأ سعر سيارة الكروس أوفر المدمجة من ريفيان من 45 ألف دولار.
ومن المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في أوائل عام 2026، ما يجعلها أول محاولة حقيقية للشركة لإنتاج سيارة موجهة للسوق العام.
وهذا مهم لأن ريفيان أثبتت قدرتها على إنتاج سيارات كهربائية ممتازة، منها سيارتا آر 1 تي وآر 1 أس المذهلتان حقًا لكنهما باهظتا الثمن.
وتتبنى آر 2 نفس الفلسفة وتسعى لجعلها في متناول الجميع، وهو بالضبط ما يحتاجه سوق السيارات الكهربائية حاليًا.
والسيارة الثانية هي سوني هوندا أفيلا 1 التي ستصل في عام 2026 مزودة بنحو 40 مستشعرًا تُغذي نظام مساعدة السائق من المستوى الثاني ومجموعة من الشاشات الممتدة على لوحة القيادة.
وهذا ما يحدث عندما تتعاون شركة عملاقة في مجال الترفيه مع شركة تصنيع سيارات بدلاً من مجرد ترخيص البرمجيات.
وتتعهد شركة سوني هوندا موبيليتي بتكنولوجيا متطورة تعتمد على خبرة الشركتين، ورغم أن هذا يبدو مجرد كلام تسويقي، إلا أن مجموعة المستشعرات وحدها تشير إلى جديتهما في هذا الأمر.
وستكون ألفا روميو جوليا الكهربائية واحدة من المركبات اللافتة أيضا، وسيتميز إصدار 2026 بشحن سريع، ومدى قيادة مثير للإعجاب، وأداء عالٍ، مع إنتاج طرازات تصل قوتها إلى 1000 حصان.
ولطالما ركزت ألفا روميو على ديناميكيات القيادة، ويمكن للكهرباء أن تعزز هذه الديناميكية بدلاً من أن تضعفها. ومن المتوقع أن تنتج النسخة الأساسية قوة 345 حصانًا.
12 سيارة من أبرز الموديلات الجديدة
- ريفيان آر 2
- سوني هوندا أفيلا 1
- ألفا روميو جوليا الكهربائية
- بورش 718 بوكستر كايمان الكهربائية
- لوسيد غرافيتي
- فولكسفاغن سكاوت تيرا وترافلر
- نيسان ليف كروس أوفر كهربائية
- تويوتا بي.زد 4 إكس الكهربائية
- دودج تشارجر دايتونا الكهربائية
- كيا إي.في 3
- مرسيدس – بنز سيدان سي.أل.أي
- بي.أم.دبليو آي.إكس 3
وإذا أتقن السائق توزيع الوزن وشعور التوجيه، فقد تكون هذه السيارة السيدان الرياضية التي تُظهر للعلامات التجارية الفاخرة كيفية استخدام السيارات الكهربائية بشكل صحيح.
وبورش 718 بوكستر كايمان الكهربائية واحدة من النماذج الرائعة، ولم تنشر الشركة الألمانية رسميًا صورًا لسيارتها القادمة، لكن الصور التجسسية للنماذج الأولية تشير إلى أنها ستستعير الكثير من أسلوب تصميم تايكان، لاسيما المصابيح الأمامية الأفقية الرفيعة والخطوط الانسيابية المنحوتة.
وتقول ريتشمان إن أبعاد السيارة لا تزال تعكس طابع 718 المميز، ولكنها مُعدّلة لعصر السيارات الكهربائية.
وستعتمد السيارة على منصة جديدة كليًا مُحسّنة لنظام دفع كهربائي، ما يجعلها خفيفة الوزن ورشيقة، مع محرك واحد ونظام دفع خلفي قياسي.
وأجّلت بورش موعد الإطلاق مرة واحدة على الأقل، ولا تزال مترددة بشأن جدولها الزمني الأوسع لإنتاج سيارات كهربائية، ما يجعل هذا الطراز جديرًا بالمتابعة.
ومع انتقال السيارة الرياضية الأكثر سهولة في الوصول إلى الطاقة الكهربائية بالكامل، قد يكون هذا التحول محوريًا.
وعلى غرار سيارة كايين قبل عقدين من الزمن، قد تُثير سيارة إي.في 718 جدلاً واسعاً أو تُعيد تعريف توقعات عشاق السيارات من العلامة التجارية، وربما من السيارات الرياضية عموماً.
وهناك إصدار آخر لا يقل أهمية يتمثل في سيارة لوسيد الثانية وهي غرافيتي متعددة الأغراض (أس.يو.في) موديل 2026، وتتميز بمقصورة داخلية راقية ومدى أقصى يُقدر بنحو 724 كيلومتر لكل شحنة.
وقد أثبتت سيارة لوسيد أير سيدان إتقان الشركة لهندسة محركات كهربائية فعّالة، حيث أن 724 كيلومترا من مدى السير بشحنة واحد في سيارة أس.يو.في تُعدّ منافسة شرسة.
وتحظى السيارة بالفعل بتقييمات إيجابية، منها ما ورد في مجلة “كار آند درايفر”. والسؤال المطروح هو: هل يمكنهم توسيع نطاق الإنتاج والخدمة بما يتناسب مع طموحاتهم الهندسية؟
وفي خضم ذلك ستتوفر طرازات سكاوت تيرا وترافلر موديل 2026 و2027 مع مُوسِّع مدى يعمل بالبنزين، ما يزيد من مسافة القيادة الإجمالية إلى 800 كيلومتر، باستخدام محرك صغير كمولد.
وتُعيد فولكسفاغن إحياء علامة سكاوت التجارية كمشروع كهربائي بامتياز، ويُعدّ خيار مُوسِّع المدى خيارًا ذكيًا، إذ يُعالج قلق الرحلات البرية الذي لا يزال يُبعد بعض المشترين عن السيارات الكهربائية دون أن يُصبح اعتمادها على البنزين. وصُممت هذه السيارات لمنافسة شاحنات ريفيان المخصصة للطرق الوعرة، وقد ينجح هذا النهج.
وبالنسبة إلى شركة نيسان سيتم تحويل سيارة ليف 2026 الجديدة كليًا إلى سيارة كروس أوفر كهربائية صغيرة متعددة الاستخدامات، تتسع لخمسة ركاب، ويبلغ مداها 487.5 كيلومتر، وتتميز بشحن سريع.
وكانت الشركة اليابانية أول من ابتكر مفهوم السيارات الكهربائية السائدة بسيارة ليف الأصلية، والآن تعيد ابتكارها كسيارة كروس أوفر، لأن هذا ما يشتريه الناس بالفعل. ويُعدّ مدى 487.5 كيلومتر ميزة عملية للغاية، وإذا حددت نيسان سعرها بشكل صحيح، فقد تصبح سيارة رائجة.
أما تويوتا فتهدف إلى إطلاق أول سيارة كهربائية تعمل ببطاريات الحالة الصلبة بالكامل في عامي 2027 أو 2028، على أن يبدأ الإنتاج التجاري حينها، ومن المتوقع بدء الإنتاج الضخم في عام 2030 أو بعد ذلك.
وتعد بطاريات الحالة الصلبة بشحن أسرع، ومدى أطول، وسلامة أفضل من تقنية أيونات الليثيوم الحالية، وتعد بي.زد 4 إكس الكهربائية موديل 2025 أحد النماذج التي تستخدم هذه البطاريات.
ولطالما اتبعت تويوتا منهجيةً في التحول إلى السيارات الكهربائية، ولكن إذا نجحت في تطبيق بطاريات الحالة الصلبة على نطاق واسع، فقد تتجاوز سنواتٍ من التحسينات التدريجية.
وستطلق ستيلانتيس أسطولًا تجريبيًا من سيارات دودج تشارجر دايتونا الكهربائية المجهزة ببطاريات فاكتوريال الصلبة بقدرة 390 واط لكل كيلوغرام بحلول عام 2026. وهذا أسطول تجريبي، وليس إنتاجًا، ولكنه مهم لأنه جزءٌ لا يتجزأ من المركبات الحقيقية.
ويفصل العالم خمس سنوات عن تقنية بطاريات الحالة الصلبة منذ حوالي 15 عامًا، لذا فإن رؤيتها في سيارات تشارجر الفعلية حتى لو كانت بأعداد محدودة، سيكون تقدمًا ملموسًا.
ومن المتوقع إطلاق سيارة كيا إي.في 3 في عام 2026 بأسعار تبدأ من أقل من 35 ألف دولار، ومدى يبلغ حوالي 434.5 كيلومتر وفقًا لوكالة حماية البيئة الأميركية.
وشهدت كيا مؤخرًا تطورًا جذريًا في تصميمها، وتبدو إي.في 3 أنيقة، مع سعر مناسب هو أقل من 35 ألف دولار قد يُحدث نقلة نوعية في المبيعات.
وإذا تمكن هذا الإصدار من قطع هذه المسافة وبهذا السعر، فستبدأ بمنافسة سيارات الكروس أوفر العاملة بالبنزين من الناحية العملية، وليس فقط من الناحية البيئية.
وستتوفر سيارة مرسيدس – بنز سيدان سي.أل.أي المدمجة، التي أُعيد تصميمها بالكامل، بنسختين كهربائية وهجينة، مع توفر النسخة الكهربائية بالكامل بنظام دفع خلفي أو رباعي.
ويُعدّ بناء مرسيدس لسيارة سيدان كهربائية مدمجة أمرًا بالغ الأهمية، إذ يُشير إلى أنها تأخذ مسألة الكهربة على محمل الجد في فئاتها واسعة الانتشار، وليس فقط في طرازاتها الرئيسية.
وتُشير إستراتيجية نظام الدفع المزدوج الكهربائي والهجين إلى أن ليس كل سوق أو مشترٍ مستعدًا بعد للانتقال إلى السيارات الكهربائية بالكامل.
وتُعدّ سيارة بي.أم.دبليو آي.إكس 3 موديل 2026 السيارة الكهربائية الشقيقة الجديدة كليًا لسيارة إكس 3 متعددة الأغراض (أس.يو.في) التي تعمل بالبنزين من الجيل التالي، وتأتي بتصميمها المُبتكر.
ويُعدّ نهج الشركة الألمانية العريقة في تطوير نسخ كهربائية وأخرى تعمل بالبنزين بالتوازي منطقيًا في فترة انتقالية.
ومن المُتوقع أن تستفيد سيارة آي.إكس 3 من الدروس المُستفادة من طرازي آي 4 وآي.إكس. ونظرًا إلى أن إكس 3 تُعدّ من أكثر سيارات بي.أم.دبليو مبيعًا، فإن تحقيق ذلك بشكل صحيح أمر بالغ الأهمية في إطار خطتها الزمنية للتحول الكهربائي في المستقبل القريب جدًا.
وتؤكد ريتشمان أن القاسم المشترك بين معظم هذه المركبات هو العملية، أي مدى واسع وأسعار في متناول الجميع وميزات تهمّ من يقودون السيارات يوميًا.
وبما أن التكنولوجيا تتطور بشكل ملحوظ، يبدو أن الصناعة تتخطى المرحلة التي كانت فيها السيارات الكهربائية مجرد تصريحات. وترى ريتشمان أن بعض هذه المركبات سينجح، وبعضها الآخر لن ينجح، لكنها مجتمعةً تُمثّل صناعةً تُنتج أخيرًا سيارات كهربائية للجميع.