ستيلانتيس تنسحب من سباق شاحنات البيك أب الكهربائية الكاملة
أمستردام - في خطوة مفاجئة تعكس التحولات الكبيرة في سوق السيارات الكهربائية، أعلنت شركة ستيلانتيس مؤخرا عن وقف تطوير شاحنتها رام 1500 ريف الكهربائية بالكامل، مشيرة إلى تراجع الطلب على المركبات الكهربائية كاملة الحجم في أميركا الشمالية.
وجاء هذا القرار بعد سلسلة من التأخيرات وإعادة التقييم الإستراتيجي للمنتجات، مما يظهر كيف أن الواقع الميداني يفرض نفسه أمام الطموحات العالية والتوقعات الكبيرة التي رُفعت قبل أعوام.
وبدأ المشروع في البداية بإطلاق مفهوم رام 1500 ريف كهربائي في عام 2023، مع خطة لإنتاجه وطرحه في الأسواق بحلول نهاية 2024، لكن مع مرور الوقت تغيرت الجدوال الزمنية أكثر من مرة.
وتم تأجيل الإطلاق إلى 2025، ثم إلى عام 2026، قبل أن تتجه ستيلانتيس أخيرًا إلى إيقاف المشروع بالفعل.
كان من المفترض أن تكون رام 1500 ريف منافسا مباشرا في فئة نصف طن لنماذج من فورد وجنرال موتورز وتسلا
وكان من المفترض أن تكون هذه الشاحنة الكهربائية منافسا مباشرا في فئة نصف طن، وتنافس نماذج من فورد وجنرال موتورز وتسلا، وتصرّف جهدا كبيرا في تطوير منصة أس.تي.أل.أي فرام التي استُخدمت لبناء هذه الشاحنة وغيرها من المركبات الكبيرة.
ومن أبرز أسباب القرار، كما أعلنت الشركة، هو تباطؤ نمو الطلب على الشاحنات الكهربائية كاملة الحجم، خصوصا بين المشترين التقليديين الذين يفضلون المركبات التي تعرّفها القدرة على السحب والحمولة، والتكيّف مع البنى التحتية الحالية.
وجاءت التحديات المتعلقة بالبنية التحتية للشحن، وتكلفة البطاريات، والاعتماد على الإمكانيات الكهربائية وحدها، لتُشكل عوائق حقيقية أمام انتشار هذا النوع من المركبات في مناطق واسعة من الريف والمناطق النائية، حيث المسافات طويلة والبنى التحتية أقل تطورًا.
في المقابل، قررت الشركة الأم لعلامات سيارات أميركية عريقة، بما في ذلك كرايسلر ودودج وجيب ورام تراكس توجيه جهودها نحو نسخة مُمتدة المدى من المشروع، كانت تُعرف باسم “رام شارجر”.
ويجمع هذا الإصدار الأنيق والمفعم بالتكنولوجيا والقوة بين مكونات كهربائية ومحرك بنزين يُستخدم كمولد، ليكون بديلا وسطا أكثر قبولا للمستخدمين القلقين من مدى القيادة والاعتماد الكهربائي الكامل.
وقد أعلنت الشركة أيضا أنها ستعيد تسمية هذه النسخة إلى رام 1500 ريف وهو الاسم الذي كان مخصصا مسبقا للنموذج الكهربائي الكامل، في محاولة لتعزيز العلامة وتسويق المنتج الذي يُعد مزيجا هجينا أو مُمتد النطاق بدلا من كهربائي خالص.
وكانت هذه السيارة ستُمثل رد رام على منافسيها من سيارات البيك أب الكهربائية المحلية في الولايات المتحدة، مثل فورد أف 150 لايتنينغ وشيفروليه سيلفرادو الكهربائية.
وعند طرحها، خططت رام لتقديم شاحنة كهربائية بمجموعة كاملة من التكوينات، بما في ذلك خيار بطارية قياسية بقوة 168 كيلوواط في الساعة بمدى مستهدف يبلغ 563 كيلومترا أو بطارية بقوة 229 كيلوواط في الساعة بمدى مستهدف عند 804 كيلومترات.
وبالإضافة إلى ذلك، روّجت رام لقدرة حمولة تصل إلى 2700 رطل وقدرة سحب تبلغ 14 ألف رطل، بالإضافة إلى ميزات متميزة مثل نظام صوتي كليبسش مزود بـ23 مكبر صوت في تكوين تونغستن المتطور.
رام خططت لتقديم شاحنة كهربائية بمجموعة كاملة من التكوينات، بما في ذلك خيار بطارية قياسية بقوة 168 كيلوواط في الساعة بمدى مستهدف يبلغ 563 كيلومترا
وفي نوفمبر 2023، أصبح مسار رام الكهربائي غامضا بعض الشيء مع طرحها لسيارة رام 1500 رام تشارجر، حيث تجمع النسخة ريف بين محرك سداسي الأسطوانات بينتستار سعة 3.6 لتر وبطارية كهربائية، وتعمل كقاطرة ديزل هجينة.
ومحرك بنتاستار الموجود أسفل غطاء المحرك غير متصل بالعجلات، فهو يعمل فقط كمولد للبطاريات، ويبدأ بالعمل عند الحاجة للشحن.
ونظريا، تعمل سيارة ريف كشاحنة تعمل بالبنزين، وليس كسيارة كهربائية، مع إمكانية شحنها بالطريقة التقليدية عبر قابس كهربائي. مع ذلك، تُصرّح رام بأن ريف يمكنها قطع مسافة تصل إلى 1110 كيلومترات بمجرد نفاد خزان الوقود والبطارية تماما.
وهذا التوجه ليس مسألة خاصة بستيلانتيس وحدها، بل يعكس اتجاها أوسع في صناعة السيارات حيث بعض الشركات الكبرى تواجه صعوبات في دفع مبيعات الشاحنات الكهربائية الكاملة إلى مستويات مربحة.
لكن في المقابل يفضل الكثير من المشترين خلطا بين الأداء والكفاءة والتكلفة، ويترددون في التخلي تماما عن محركات الاحتراق، خصوصا عند الحاجة إلى أداء قوي أو سفر لمسافات طويلة.
والتحدي الآن أمام الشركة هو أن تُثبت أن هذه الوسيلة الوسطى ليست مجرد حل بديل مؤقت، بل خيار مستدام يرضي المستهلك، ويحقق الأرباح، ويُحافظ على صورة التزام بيئي في عالم يتحول نحو الصفر الكربوني.