جهود لحماية الصحة العقلية للأطفال والمراهقين في الجزائر

الطواقم المحلية الجزائرية تعمل ضمن وحدة متخصصة في التكفل بالصحة النفسية للأطفال تضم مختلف التخصصات الطبية والنفسية والاجتماعية.
الاثنين 2025/10/13
اللعب حق من حقوق الطفل الأساسية

الجزائر ـ تبذل الحكومة الجزائرية جهودا متواصلة لتعزيز التكفل بالطفولة وحمايتها وترقيتها، اعتمادا على برامج وطنية فعالة وترسانة قانونية قوية.

وتندرج الصحة العقلية للأطفال والمراهقين ضمن اهتمامات الدولة الجزائرية التي تسعى إلى توحيد السياسات الصحية والاجتماعية الخاصة بالطفولة، في وقت تشير فيه مؤشرات الصحة العمومية إلى الحاجة الملحة لتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الصحية والنفسية الاجتماعية التي تمس الأطفال.

ومنذ يومين أشرفت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، مريم شرفي، على إطلاق قافلة وطنية للتكفل بالصحة العقلية للأطفال والمراهقين.

وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية، أبرزت شرفي أن المبادرة تندرج في إطار جهود الدولة في مجال حماية ورعاية الطفولة، لاسيما في جانب الصحة العقلية، حيث تهدف القافلة إلى تعزيز التنسيق بين المتخصصين في المجال وتبادل أفضل التجارب في التكفل بهذه الفئة.

100

مؤسسة ومركز متخصص تضمن تمدرس ما مجموعه 2246 طفل يستفيدون أيضا من كل التدابير ذات الصلة بالرعاية الصحية والترفيه

كما أشارت إلى أن هذه القافلة تمثل “تجسيدا لحق من حقوق الطفل الأساسية، وهو الحق في الرعاية الصحية”، مضيفة أن وفدا من الأطباء المختصين في صحة الطفل والمراهق، وهم أعضاء في اللجنة الموضوعاتية للصحة العقلية على مستوى الهيئة، يرافقها في هذه الزيارة التي تتضمن فحوصا للأطفال الذين يعانون من اضطرابات مثل التوحد وبعض الإعاقات الذهنية.

وأكدت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة أن الزيارة تهدف كذلك إلى “تعزيز التنسيق بين الأطباء بوهران والأطباء على المستوى الوطني، والتعرف على واقع التكفل بالصحة النفسية للأطفال”، مشيدة بجهود الطواقم المحلية التي تعمل ضمن وحدة متخصصة في التكفل بالصحة النفسية للأطفال تضم مختلف التخصصات الطبية والنفسية والاجتماعية.

وقالت شرفي إن هذه الزيارة “تندرج ضمن سلسلة زيارات ميدانية تشمل ولايات الوطن كافة، بهدف الوقوف على واقع الطفولة وإعداد مخطط العمل الوطني للطفولة 2025-2030، الذي يشارف على الانتهاء والذي سيكون مستمدا من المعطيات الفعلية عبر التراب الوطني”، مشيرة إلى أن الهيئة ترفع سنويا تقريرا لرئيس الجمهورية، عبدالمجيد تبون، حول واقع الطفولة.

وتهدف الحكومة الجزائرية إلى تعزيز صحة الطفل عبر استراتيجيات متكاملة بين الصحة الجسدية والصحة العقلية.

وفي لقاء جمع وزير الصحة عبد الحق سايحي بمريم شرفي المفوضة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، أكد الطرفان على رغبتهما في تعزيز التعاون بين المؤسسات المعنية، من خلال تعبئة الموارد البشرية والتقنية والتنظيمية للنهوض بصحة الطفل. وتم التأكيد على أهمية تبني مقاربة منهجية تشمل الوقاية، التثقيف الصحي، المتابعة الغذائية، والتشخيص المبكر للأمراض المزمنة واضطرابات النمو.

وشدد الوزير على أن “صحة الطفل تشكل ركيزة أساسية في الإستراتيجية الوطنية للصحة العمومية،” مذكّرًا بأن السلوكيات الصحية تتشكل منذ الطفولة، وأن سياسات الوقاية يجب أن تبدأ في أبكر المراحل الممكنة.

239

مؤسسة للتربية والتعليم المتخصصين و19 ملحقة تؤطرها فرق متعددة الاختصاصات من بينهم مربيين ومختصين اجتماعيين ونفسانيين

وفي كلمته ألح الوزير على ضرورة تكثيف جهود الوقاية التغذوية ومحاربة الخمول البدني، باعتبارهما عاملين رئيسيين في ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية لدى الأطفال والمراهقين، مثل داء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم والسمنة، كما أكد على أهمية إدراج وحدات تربوية حول التغذية المتوازنة والنشاط البدني في البرامج المدرسية، بالتنسيق مع قطاع التربية الوطنية والجماعات المحلية، وذلك لما للصحة الجسدية من تأثير مباشر على الصحة العقلية.

وتولي الجزائر أهمية خاصة لحماية الطفولة وتعزيز حقوقها والسهر على ترقيتها عبر برامج تتصل بقطاعات التربية والتعليم والتكوين المهني والرعاية الصحية مع ضمان الحماية والمرافقة النفسية والاجتماعية لكافة الأطفال من بينهم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويشرف قطاع التضامن الوطني على ما يفوق 100 مؤسسة ومركز متخصص تضمن تمدرس ما مجموعه 2246 طفل يستفيدون أيضا من كل التدابير ذات الصلة بالرعاية الصحية والترفيه.

ويؤكد القائمون على القطاع أن الطفولة الصغيرة تحظى بنفس القدر من الاهتمام من طرف وزارة التضامن الوطني التي أسست لعمل مشترك إستراتيجي مع الجمعيات وممثلي المجتمع المدني الناشطين في هذا المجال، حيث بلغ عدد مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة 4638 مؤسسة، تتكفل بما يفوق 227 ألف طفل من بينهم 3225 من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويحصي القطاع 239 مؤسسة للتربية والتعليم المتخصصين و19 ملحقة تؤطرها فرق متعددة الاختصاصات من بينهم مربيين ومختصين اجتماعيين ونفسانيين لضمان المرافقة النفسية والبيداغوجية لفائدة أطفال من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تكفلت هذه المؤسسات خلال السنة الدراسية 2024-2025 بنحو 36 ألف طفل.