الإفراط في النظر لشاشة المحمول يؤثر على مهارات التعلم لدى الأطفال
واشنطن - يؤثر إفراط الطفل في النظر إلى شاشة الهاتف المحمول أو أجهزة الكمبيوتر اللوحي بشكل عام، لاسيما في مرحلة الطفولة المبكرة، على مهارات تعلم اللغة، وفق ما أثبتته دراسة علمية أميركية. وتقول سارة كوشر، أخصائية علم النفس بجامعة “ساوثرن ميثوديست” بولاية دالاس الأميركية، إن الأطفال في السن الصغيرة يتعلمون عن طريق لمس الأشياء الحقيقية واستكشاف طبيعتها.
وأوضحت في تصريحات للموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث العلمية أن “عند تعلم كلمة جديدة مثل الموز، على سبيل المثال، من المهم أن يتلمس الطفل ثمرة الفاكهة ويتعرف على ملمسها ورائحتها وينظر إليها من مختلف الزوايا حتى يراها باعتبارها شكلا مجسما”.
وأضافت أن “مجرد النظر إلى ثمرة الموز على شاشة المحمول أو من خلال مقطع فيديو سريع لا يعطي الطفل نفس القدر من المعلومات مقارنة بالتعاطي مع الثمرة الحقيقية”. وأكدت كوشر أن النظر إلى صورة الشيء على الشاشة لا يوازي التعامل مع نفس الشيء في الواقع.
◙ الأطفال في السن الصغيرة يتعلمون عن طريق لمس الأشياء الحقيقية واستكشاف طبيعتها
وتنصح باحثة علم النفس بضرورة الحد من زمن تعرض الأطفال لشاشات الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، لاسيما خلال مراحل الطفولة المبكرة، ويقصد بها المراحل التي يقوم الطفل خلالها بتكوين وصلات عقلية ذات صلة بالمهارات اللغوية في المخ، نظرا لأن هذه الوصلات تتكون بشكل أفضل من خلال تجارب التعامل المباشر مع الأشياء.
وفي الوقت ذاته، أكدت كوشر أن منع الطفل عن استخدام شاشات المحمول والأجهزة اللوحية بشكل كامل هو أمر سيء أيضا، لأن بعض التطبيقات الرقمية تدعم عملية التعلم، خاصة إذا كانت من نوعية تطبيقات التواصل الاجتماعي. بدورهم، حذر علماء من خطورة ترك الأجهزة الذكية بين أيدي الأطفال الصغار، مؤكدين التأثير السلبي لذلك على أدمغتهم.
وقالت دراسة أجراها علماء من معهد سنغافورة للعلوم السريرية، إن ترك الصغار يحدقون في شاشات الأجهزة الذكية، يؤثر على مستوى يقظتهم، وتحكمهم بعواطفهم، فضلا عن اتباعهم للتعليمات أو أداء مهمات معينة.
وقسّم الباحثون في دراستهم الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عام واحد ضمن مجموعات، الأولى كانت تترك مع الأجهزة الذكية لأقل من ساعة يوميا، بينما سمح للصغار في المجموعة الثانية بمشاهدة الشاشات لما يتراوح بين ساعة وساعتين. وبالنسبة لأطفال المجموعتين الباقيتين، فقد سمح لهم بالبقاء مع أجهزتهم لمدة تمتد من ساعتين إلى أربع ساعات، في حين وصل زمن استخدام المجموعة الأخيرة إلى أكثر من أربع ساعات.
وتم فحص نشاط الدماغ لدى الأطفال المشاركين في الدراسة لفترة امتدت بين 12 و18 شهرا، في سن التاسعة، من حيث الانتباه والتحكم في النبضات والموجات. وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تعرضوا للشاشات لفترة أطول، كانت لديهم موجات منخفضة التردد أكثر للبقاء في حالة تأهب ويقظة. وأشار الباحثون إلى أن الصور السريعة التي تعرض على شاشات الأجهزة الذكية، والأضواء الوامضة، تعيق نمو الدماغ وتؤثر على وظائفه.