نظائر اصطناعية لفيتامين "كيو" قادرة على علاج الزهايمر

الأمراض التنكسية، مثل ألزهايمر وباركنسون، تعد من أبرز التحديات الطبية في العصر الحالي.
الجمعة 2025/10/17
المرض يؤثر في قدرة الشخص على أداء المهام اليومية

طوكيو ـ في تطور علمي واعد، نجح باحثون يابانيون في تطوير شكل جديد من فيتامين” كيو” قد يفتح آفاقا علاجية غير مسبوقة لعلاج الأمراض التنكسية .

وتعد الأمراض التنكسية، مثل ألزهايمر وباركنسون، من أبرز التحديات الطبية في عصرنا، حيث تتعرض الخلايا العصبية للتلف والموت التدريجي، ما يؤدي إلى أعراض منهكة.

ورغم توافر أدوية تخفف من الأعراض، إلا أنها لا توقف التقدم المستمر لهذه الأمراض، ما يبرز الحاجة الملحة لعلاجات جديدة.

وقاد الفريق البحثي الأستاذ المساعد يوشيهيسا هيروتا والأستاذ يوشيتومو سوهارا من معهد شيبورا للتكنولوجيا، حيث تمكنوا من تصميم نظائر اصطناعية لفيتامين “كيو” تفوق فعالية النوع الطبيعي بثلاثة أضعاف.

وتمكن الباحثون من تصنيع 12 مركبا هجينا من فيتامين” كيو” من خلال دمجه مع حمض الريتينويك (المشتق من فيتامين أ) ، واختبروا فعالية هذه المركبات في تحفيز تمايز الخلايا الجذعية العصبية إلى خلايا عصبية ناضجة. وأظهر أحد هذه المركبات ، الذي أطلق عليه اسم ” نوفل في كيو”،  تفوقا ملحوظا، حيث حقق زيادة ثلاثية في تكوين الخلايا العصبية مقارنة بالمركبات الطبيعية.

التجارب على الفئران أظهرت أن المركب الجديد يتميز بخصائص دوائية مستقرة ويعبر الحاجز الدموي الدماغي بفعالية ويتحول بسهولة إلى الشكل النشط في الدماغ

وكشفت الدراسة عن آلية غير مسبوقة لعمل فيتامين” كيو” في حماية الخلايا العصبية، حيث وجد الباحثون أنه ينشط مستقبلات الغلوتامات (ام جي ال يو ار1 ) التي تلعب دورا حاسما في التواصل بين الخلايا العصبية. وأظهرت التحليلات الجزيئية أن النظير الجديد “نوفل في كيو” يتميز بقدرة فائقة على الارتباط بهذه المستقبلات، ما يفسر فعاليته المتزايدة.

وأكدت التجارب على الفئران أن المركب الجديد يتميز بخصائص دوائية مستقرة ويعبر الحاجز الدموي الدماغي بفعالية ويتحول بسهولة إلى الشكل النشط في الدماغ ويحقق تركيزات أعلى في أنسجة المخ مقارنة بفيتامين” كيو” الطبيعي.

وقال الدكتور هيروتا معلقا على هذه النتائج ب: “قد تمهد هذه الأبحاث الطريق لتطوير علاجات ثورية للأمراض التنكسية العصبية. والدواء المشتق من فيتامين “كيو” يمكنه إبطاء تقدم مرض الزهايمر أو تحسين أعراضه لن يحسن فقط حياة المرضى وعائلاتهم، بل قد يخفف العبء الاقتصادي والاجتماعي الهائل لهذه الأمراض”.

ويأمل الفريق البحثي أن تترجم هذه الاكتشافات إلى علاجات سريرية فعالة، ما يبعث الأمل لملايين المرضى حول العالم في معركتهم ضد هذه الأمراض المستعصية.

وداء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف. داء الزهايمر عملية حيوية تبدأ بتراكم البروتينات على هيئة لويحات أميلويد وحُبَيْكات عصبية ليفية في الدماغ. يؤدي ذلك إلى موت خلايا الدماغ مع مرور الوقت وانكماش الدماغ.

وتشمل المؤشرات المبكرة لداء الزهايمر نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. مع مرور الوقت، يؤدي داء الزهايمر إلى فقدان الذاكرة بشكل خطير ويؤثر في قدرة الشخص على أداء المهام اليومية.

لا يوجد علاج لداء الزهايمر. وفي المراحل المتقدمة، يؤدي فشل وظائف الدماغ إلى الإصابة بالجفاف أو سوء التغذية أو العَدوى. ويمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.