لقاح روسي جديد ضد الإنفلونزا يدخل مرحلة الاختبارات قبل السريرية

اللقاح يعمل بتقنية الرنا المرسال ويستهدف أكثر الأنواع انتشارا.
الاثنين 2025/09/29
لقاحات أكثر كفاءة

تؤكد منظمة الصحة العالمية الحاجة الملحة إلى تطوير جيل جديد من اللقاحات الشاملة ضد الإنفلونزا، باعتبار تغير تركيبة الفايروسات المسببة لها. وتعمل روسيا على تجربة لقاح جديد ضد الإنفلونزا بتقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال من شأنه أن يطلق استجابة مناعية تؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة وتوفير الحماية من العدوى. وتعتبر الإنفلونزا من الأمراض التنفسية التي تفرض عبئا على المنظومات الصحية.

موسكو ـ تستعد روسيا لتجربة لقاح جديد ضد الإنفلونزا، بعد نجاحها في تطوير لقاح جديد ضد سرطان القولون والمستقيم.

وأعلن علماء من مدينة نوفوسيبيرسك عن استعدادهم لبدء الاختبارات قبل السريرية للقاح ضد الإنفلونزا من نوع جديد.

وأفاد غريغوري ستيبانوف، رئيس مختبر التعديل الجيني بمعهد البيولوجيا الكيميائية والطب الأساسي التابع لفرع سيبيريا من أكاديمية العلوم الروسية، بأن فريقه أصبح مستعدا للشروع في الاختبارات قبل السريرية للقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال ضد إنفلونزا (أيتش1أن1).

وأوضح ستيبانوف أن لقاحات الرنا المرسال تختلف عن اللقاحات التقليدية التي تعتمد على نسخ ضعيفة أو ميتة من الجرثومة، إذ تعمل على تعليم خلايا الجسم كيفية إنتاج بروتين أو جزء منه، ما يطلق استجابة مناعية تؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة وتوفير الحماية من العدوى.

وقال ستيبانوف “لقد أكملنا مرحلة المشروع البحثي وطورنا اللقاح، وأكدنا فرضيتنا، وأظهرنا أن لقاحنا يحمي فعليا من سلالة فايروس إنفلونزا ‘أ’ من النوع ‘أيتش1أن1’ غير المتجانسة. والخطوة التالية هي تحديد تركيبته بدقة، ثم الانتقال إلى الاختبارات قبل السريرية الجديدة”.

وأشار إلى أن الفريق لا يزال يبحث عن مصدر للتمويل لاستكمال المشروع.

لقاحات الرنا المرسال تعمل على تعليم خلايا الجسم كيفية إنتاج بروتين أو جزء منه، ما يطلق استجابة مناعية كبيرة

ويعد نوع إنفلونزا “أ” من أكثر أنواع العدوى انتشارا وتغيرا في العالم، حيث تتحور فايروساته باستمرار، مما يجعل تطوير لقاحات وأدوية فعالة ضده تحديا مستمرا.

تعتبر الإنفلونزا من الأمراض التنفسية الرئيسية التي تفرض عبئا ثقيلا على نظم الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. يُعد التطعيم الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الإنفلونزا والسيطرة عليها. وتوفر اللقاحات الموسمية الحالية حماية ضد ثلاثة سلالات مختارة فقط وتحتاج إلى تحديث سنوي. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تنخفض فعاليتها بشكل كبير إذا لم تتطابق الفايروسات المنتشرة مع السلالات المختارة لكل عام. كما أن هذه اللقاحات لا توفر حماية ضد العدوى البشرية الناجمة عن فايروسات الإنفلونزا الحيوانية مثل سلالات الطيور، مما يشكل تهديدا محتملا بجائحة عالمية. لذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية الحاجة الملحة إلى تطوير جيل جديد من اللقاحات الشاملة ضد الإنفلونزا.

وفي 2023 قدم فريق بحثي بقيادة جامعة بوفالو الأميركية، نهجا جديدا للتطعيم ضد الإنفلونزا ينافس الأساليب الحالية.

ويعد لقاح الإنفلونزا المؤتلف المبتكر الخاص بهم، والذي يعتمد على الجسيمات الشحمية النانوية، بتعزيز الفعالية ومناعة أوسع ضد فايروسات الإنفلونزا.

وغالبا ما تفشل لقاحات الإنفلونزا التقليدية، المستمدة من أشكال الفايروس المعطلة أو الضعيفة، في توفير الحماية المثلى بسبب الطبيعة المتغيرة لسلالات الإنفلونزا.

وقدم اللقاح الجديد، الذي يستفيد من منصة الجسيمات الشحمية النانوية المسماة كوبالت – بورفيرين – فوسفوليبيد، طفرة في تصميم اللقاح من خلال عرض البروتينات المعززة للاستجابة المناعية بدقة على سطحه.

وقال جوناثان لوفيل، الباحث المشارك في الدراسة التي نشرت بدورية “سيل ريبوتيز ميدسين”، “نعتقد أن اللقاح المرشح لدينا لديه القدرة على تحسين لقاحات الإنفلونزا الحالية عن طريق تحفيز مناعة أقوى وأوسع، مما يقلل في النهاية من احتمالية المرض والوفاة”.

وقام فريق البحث بتصميم الجسيمات الشحمية النانوية لحمل ستة بروتينات من مجموعتين مختلفتين (الهيماجلوتينين) و(النورامينيداز)، بالإضافة إلى مادتين مساعدتين لتعزيز الاستجابة المناعية.

Thumbnail

وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات حماية فائقة ضد سلالات الإنفلونزا الشائعة، بما في ذلك “أيتش1 أن1” و “أيتش3 أن2” و”النوع ب”، حتى عند الجرعات المنخفضة مقارنة باللقاحات المرخصة.

وقال المؤلف الرئيسي زاكاري سيا إن اللقاح الجديد يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة وظيفية وتنشيط الخلايا التائية المهمة لمكافحة عدوى الإنفلونزا الخطيرة.

وأكد بروس ديفيدسون، المؤلف المشارك بالدراسة، أهمية توسيع المناعة من خلال إنتاج لقاحات أكثر كفاءة.

وبينما يجري المزيد من الاختبارات، فإن هذه النتائج المبكرة تمثل خطوة واعدة نحو إحداث ثورة في التطعيم ضد الإنفلونزا والاستعداد للتهديدات المعدية المستقبلية.

والإنفلونزا، التي تُسمى كذلك النزلة الوافدة، عَدوى تصيب أجزاء الجهاز التنفسي، وهي الأنف والحنجرة والرئتان. وتحدث بسبب أحد الفايروسات. وتختلف فايروسات الإنفلونزا عن فايروسات “إنفلونزا المعدة” التي تُسبب الإسهال والقيء.

ووفق حبراء “مايوكلينيك”، يتحسن أغلب المصابين بالإنفلونزا من تلقاء أنفسهم، إلا أن مضاعفاتها في بعض الأحيان يمكن أن تكون قاتلة. للمساعدة على الحماية من الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، يمكن  الحصول على تطعيم الإنفلونزا السنوي، ورغم أن اللقاح ليس فعالا بنسبة 100 في المئة، فإنه يقلل من احتمالية الإصابة بالمضاعفات الحادة للإنفلونزا. وهذ الأمر ضروري خصوصا للأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا.

وتنتشر الفايروسات المسببة لانتشار الإنفلونزا بمستويات عالية خلال أوقات معينة من السنة في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي. وتُسمى هذه الأوقات مواسم الإنفلونزا. عادةً ما يمتد موسم الإنفلونزا في أميركا الشمالية بين شهري أكتوبر ومايو. وتشيع أعراض الإنفلونزا مثل التهاب الحلق وسيلان الأنف أو احتقانه.

10