لقاحات كوفيد تحفز المناعة على مقاومة السرطان

اللقاح يعمل مثل صفارة إنذار تنشط الخلايا المناعية في كافة أنحاء الجسم.
الخميس 2025/10/23
لقاحات كورونا مفيدة لمرضى السرطان

واشنطن - أظهرت أبحاث أولية نشرت في مجلة نيتشر أن مرضى السرطان المتقدم في الرئة أو الجلد الذين يتلقون أدوية مناعية معينة عاشوا مدة أطول بشكل ملحوظ إذا كانوا قد تلقوا جرعة من لقاحي فايزر أو موديرنا خلال مئة يوم من بدء علاجهم، ما يعني أن اللقاحات الأكثر استخداما ضد كوفيدـ19 قد تحمل فائدة مفاجئة لبعض مرضى السرطان، إذ يبدو أنها تحفز جهاز المناعة لديهم لمساعدتهم على مقاومة الأورام.

ولا علاقة لهذه النتائج بعدوى فايروس كورونا، بل تشير الدراسة إلى أن الجزيء المسؤول عن فعالية تلك اللقاحات، وهو الحمض النووي الريبوزي المرسال يبدو أنه يساعد جهاز المناعة على الاستجابة بشكل أفضل للعلاجات المناعية الحديثة ضد السرطان، وفقا لباحثين من مركز “إم دي أندرسون” للسرطان في هيوستن وجامعة فلوريدا.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور آدم جريبين من مركز إم دي أندرسون “يعمل اللقاح مثل صفارة إنذار تنشط الخلايا المناعية في أنحاء الجسم كافة”، مضيفا: “نحن نجعل الأورام المقاومة للمناعة أكثر استجابة للعلاج المناعي”.

♦ الحمض النووي الريبوزي المرسال يبدو أنه يساعد جهاز المناعة على الاستجابة بشكل أفضل للعلاجات المناعية الحديثة ضد السرطان

يأتي ذلك في وقت أثار فيه وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور شكوكا حول لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال ، معلنا خفض تمويل بقيمة 500 مليون دولار لاستخدامات معينة لهذه التقنية.

وفي بريطانيا، يجرى حاليًا استخدام تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال إلى جانب لقاحات فايروس كورونا لخلق لقاحاتٍ مخصصة لمرضى السرطان. ويقود الدكور لينارد لي، وهو أخصائي الأورام بالخدمة الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة والمدير الطبي لمعهد ” إليسون” للتكنولوجيا بأكسفورد،

مشروعا يحظى بأهمية كبرى وهو مشروع لقاحات السرطان المعتمدة على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال .ويرى هذا النوع الجديد من تلك اللقاحات المعتمِد على نفس تقنية لقاحات كوفيد التي طوَّرتها أولاً شركتا “بيونتيك” و”موديرنا” على أنه طفرة ممكنة لمحاربة السرطان.

وقال لينارد لي “لم يكن لقاح السرطان مجالًا مناسبًا للبحث قبل الجائحة، إذ فشلت جميع التجارب السريرية تقريبًا، باستثناء واحدة. لكن مع تفشي الجائحة، أثبتنا إمكانية العلاج باستخدام لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال.”

وأضاف أن لقاحات السرطان تعمل بهذه التقنية عبر إعطاء الجسم تعليمات لصنع البروتينات المسببة للسرطان بشكل غير ضار، مما يدرب الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية الحاملة لهذه البروتينات ومهاجمتها. يمكن تشبيه ذلك بتدريب حراس الأمن؛ فاللقاح يزود الجهاز المناعي بدليل حول شكل مرض السرطان، فيستجيب بما يتطلب الأمر من حماية وإزالة.

وتابع "انتقلنا بدقة من لقاحات كوفيد العاملة بهذه التقنية إلى لقاحات السرطان باستخدام نفس البروتوكولات، والمعدات، ونظام التخزين في الثلاجات، فلم يتغير إلا المرضى. في هذه التجارب، نأخذ عينة من المريض ونقوم بسلسلة أنسجته، ثم نرسلها إلى الشركة الصيدلانية لتصميم لقاح شخصي مخصص لا يناسب غيره، وكأن الأمر من خيال علمي”.