فشل توقعات الأداء العالية من الذات يصيب الفرد بعقدة النقص

العلاج النفسي يساعد المريض في المقام الأول على تقبل نفسه كما هو، مع العمل على زيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات.
الأربعاء 2025/07/09
إحساس بالدونية

برلين - يشير خبراء علم النفس إلى أن عقدة النقص، هي أحد الاضطرابات الشخصية التي تتسبب في إحساس المرء بالدونية تجاه ذاته، وأنه ذو شأن أقل مقارنة بالآخرين من حوله.

وقال المعالج النفسي الألماني جريجور مولر إن عُقدة النقص هي شعور أساسي بالشك الذاتي وانعدام الثقة بالنفس، حيث يشعر المرء بالدونية وعدم الكفاءة وعدم القدرة على جذب الانتباه.

وأضاف مولر أن الشك الذاتي يهيمن على جميع أفكار الشخص المصاب بعُقدة النقص وأفعاله، حيث يشعر بأنه فاشل ويعتقد أنه دائما ما يخطئ في كل شيء وأنه بذلك عديم الفائدة ولا قيمة له أو غير محبوب.

بدورها، قالت المعالجة النفسية الألمانية إيفا ماريا كلاين إن الشخص المصاب بعقدة النقص يعاني من تناقض بين “ذاته المثالية والواقع”، موضحة أن هذا التناقض ينشأ عندما تكون لديه توقعات أو مطالب عالية من نفسه، وغالبا ما يكمن سبب ذلك في توقعات الأداء العالية، التي وضعها الوالدان في طفولته. وإذا لم يتوافق الواقع مع هذه التوقعات والمطالب، فإن المرء كثيرا ما يقع فريسة لعقدة النقص.

وشددت كلاين على ضرورة الخضوع للعلاج النفسي في أقرب وقت ممكن، وذلك لتجنب العواقب الوخيمة، التي قد تترتب على عُقدة النقص والمتمثلة في الإصابة بالاكتئاب وإيذاء النفس أو الآخرين.

الشك الذاتي يهيمن على جميع أفكار الشخص المصاب بعقدة النقص وأفعاله، حيث يشعر بأنه فاشل ويعتقد أنه دائما ما يخطئ

ويساعد العلاج النفسي المريض في المقام الأول على تقبل نفسه كما هو، مع العمل على زيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات من خلال تحديد مواطن القوة والنقاط الإيجابية، التي يتمتع بها المرء، وكذلك تحديد النجاحات والإنجازات، التي حققها المرء في حياته.

ومن المهم أيضا تحديد مواطن الضعف والنقاط السلبية في شخصية المرء والعمل على علاجها وتغييرها.

وقد تحدث عقدة النقص دون سبب واضح أو مبرر، لذا عند إحساس الفرد بتلك العقدة يجب أن يلجأ إلى علاجها على الفور، حيث يتمتع المركز النفسي الخاص بالفرد بإمكانيات متقدمة لعلاجها والتخلص منها بشكل نهائي، وبالتالي سيتمكن الفرد من العيش بحياة طيبة وسلسة خالية من المقارنات.

ويمكن إجمال مصطلح عقدة النقص في وجود العديد من الأحاسيس والأفكار السلبية الداخلية، التي تتسبب في مقارنة الفرد بالآخرين من حوله والإحساس بأنه أقل منهم سواء في الإنجازات أو السعادة أو الشكل، حيث إن النقص في الشخصية دائما ما يتجلى بالتبعية والشخصية الانطوائية والاعتمادية بالوقت نفسه.

يجد من يعاني من عقدة النقص نفسه في حالة مكافحة دائمة لأجل إثبات أنه أفضل أمام ذاته، على الرغم من عدم رؤيته لنقاط قوته ومميزاته، وفي الغالب ما تظهر عقدة الإحساس بالنقص في العدوانية الشديدة أو المنافسة المفرطة أو الانطواء.

وتُصنف عقدة الإحساس بالنقص إلى نوعين أساسيين: النمط الأولي ويبدأ ظهوره في مرحلة الطفولة، كرد فعل طبيعي للإحساس بالعجز ومقارنة الفرد بالأطفال الآخرين بصورة سلبية من قبل العائلة، أو بسبب التعرض للتنمر.

والنمط الثانوي ويبدأ في البلوغ، حيث يكون إحساسا ممتدا من الطفولة، ويظهر في تدني احترام النفس، وتتفاقم الحالة عند عدم تمكن الفرد من بلوغ أهدافه أو تحقيق خطته.

16