عمر الأب يلعب دورا في نتيجة الحمل

عمر الأب يؤثر في نتائج الحمل خصوصا مع شيوع الطفرات الجينية الضارة في الحيوانات المنوية لدى الرجال الأكبر سنا.
الثلاثاء 2025/10/14
الطفرات الجينية في الحيوانات المنوية تضعف الإخصاب

ستانفورد (الولايات المتحدة) - أظهر بحث جديد أن عمر الأب يلعب دورا في نتائج الحمل مع شيوع الطفرات الجينية الضارة في الحيوانات المنوية لدى الرجال الأكبر سنا.

وذكر تقرير في دورية “نيتشر” أن الباحثين اكتشفوا أيضا أن الزيادة في الطفرات ترجع إلى شكل دقيق من أشكال الانتقاء الطبيعي. فبعض الطفرات تحظى بميزة تنافسية في أثناء إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين، إلى جانب التراكم المستمر للتغييرات العشوائية في الحمض النووي مع تقدم الرجال في السن.

ووجد الباحثون أنه في 81 متطوعا صحيحا كان هناك نحو اثنين في المئة من الحيوانات المنوية لدى الرجال في أوائل الثلاثينات من العمر تحمل طفرات مسببة للأمراض، مقارنة بما بين ثلاثة إلى خمسة في المئة من الحيوانات المنوية لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 43 و74 عاما، و4.5 في المئة من الحيوانات المنوية لدى الرجال الذين يبلغون من العمر 75 عاما.

وأشار الباحثون إلى أن بعض الطفرات ارتبطت في السابق بنمو الخلايا وتطورها، في حين يرتبط بعضها باضطرابات النمو العصبي الحادة لدى الأطفال وخطر الإصابة بالسرطان الوراثي. وقالوا إن البعض الآخر قد يضعف الإخصاب ونمو الأجنة أو يؤدي إلى فقدان الحمل.

وقال مات هيرلز الأستاذ بمعهد ويلكوم سانجر في هينكستون بإنجلترا في بيان “لا تستمر بعض التغيرات في الحمض النووي فحسب، بل تنمو داخل الخصيتين، مما يعني أن الآباء الذين سينجبون في وقت لاحق من حياتهم قد يكونون أكثر عرضة دون علم لنقل طفرة ضارة إلى أطفالهم”.

◙ بعض الطفرات ارتبطت في السابق بنمو الخلايا وتطورها، في حين يرتبط بعضها باضطرابات النمو العصبي الحادة لدى الأطفال

وفي دراسة تكميلية شملت أكثر من 54 ألفا من الآباء والأمهات وأبنائهم و800 ألف شخص صحيح ونُشرت أيضا في نيتشر، حلل بعض الباحثين أنفسهم الطفرات التي انتقلت بالفعل إلى الأطفال، بدلا من تلك التي قيست مباشرة في الحيوانات المنوية.

وحددوا أكثر من 30 عاملا وراثيا، حيث تمنح الطفرات خلايا الحيوانات المنوية ميزة تنافسية عن طريق الانتقاء الطبيعي، ومنها العديد المرتبط باضطرابات النمو النادرة والسرطان. ويتداخل العديد من هذه الطفرات مع مجموعة العوامل الوراثية التي تُرصد مباشرة في الحيوانات المنوية.

وقال الباحثون إن هذا العمل البحثي يسلط الضوء على كيفية ملاحظة الانتقاء الطبيعي داخل الحيوانات المنوية على نحو مباشر في الحمض النووي للأطفال، مما يزيد احتمال وراثتهم بعض الاضطرابات الجينية.

وقال هيرلز الذي شارك في إعداد الدراستين “تكشف النتائج التي توصلنا إليها عن وجود خطر وراثي خفي يزداد مع تقدم عمر الأب”. بدورها كشفت دراسة حديثة من جامعة ستانفورد عن تأثيرات غير متوقعة لتأخر الإنجاب عند الرجال، مقدمةً رؤى جديدة حول كيفية تأثير عمر الأب على صحة ومستقبل الأبناء.

ومن بين النتائج التي توصلت إليها الدراسة، يظهر أن الأطفال المولودين لآباء تجاوزوا سن الـ50 يواجهون مخاطر أعلى قليلا للولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن الآباء الأكبر سناً، أي الذين يبلغون من العمر 70 عاماً أو أكثر، كانوا أقل احتمالاً لإنجاب الذكور. ويضيف هذا الاكتشاف بُعداً جديداً لفهم كيفية تأثير عمر الأب على عملية الإنجاب وجنس الطفل.

كما توصلت الدراسة إلى أن الآباء الأكبر سناً أكثر عرضة لإنجاب أطفال من أمهات لأول مرة تجاوزن سن الـ 25. ويسلط هذا الارتباط الضوء على تأثيرات متعددة لعمر الأب ليس فقط على صحة الطفل، ولكن أيضاً على طبيعة العلاقة بين الوالدين.