جرعة خفيفة من التدريبات الرياضية يوميا تساعد في الحفاظ على صحة القلب
سان فرانسيسكو ( الولايات المتحدة) - كشفت دراسة علمية أجريت بالتعاون بين عدة جامعات أوروبية أن “جرعة خفيفة من التديبات البدنية يوميا” تساعد في الحفاظ على صحة القلب.
وأظهرت الدراسة التي أجراها فريق بحثي من جامعات رين الفرنسية وبرمنجهام البريطانية وجنوب الدنمارك وأوفيدو الإسبانية أن ممارسة تدريبات بدنية معتدلة إلى نشيطة لمدة خمس دقائق أو أقل عدة مرات يوميا على مدار الأسبوع تساعد في الحفاظ على صحة القلب والرئة.
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “بريتش جورنال اوف سبورتس ميدسين” المتخصصة في مجال الطب الرياضي، فحص الباحثون نتائج 11 تجربة إكلينيكية شملت أكثر من 400 شخص بالغ يعيشون حياة خاملة خالية من الحركة. وكان يطلب من المتطوعين في الدراسة الالتزام ببرنامج رياضي يتضمن ممارسة التدريبات البدنية لفترات لا تزيد عن خمس دقائق عدة مرات يوميا على مدار 12 أسبوعا ضمن الروتين اليومي الخاص بهم.
وتبين من نتائج الدراسة أن الجرعات الخفيفة من التدريبات الرياضية حققت تحسنا ملموسا في صحة القلب والجهاز التنفسي للمتطوعين، ولكنها لم تسفر عن تغيرات رئيسية في الوزن أو ضغط الدم أو الكوليسترول.
وتبين أن أكثر من 82 في المئة من المتطوعين التزموا بممارسة الجرعات الرياضية الخفيفة طوال فترة التجربة. ونقل الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث العلمية عن أعضاء بالفريق البحثي قولهم إن هذه الملاحظة تنطوي على أهمية كبيرة نظرا لأن غياب الحافز وضيق الوقت يعتبران من الأسباب الرئيسية لعدم ممارسة الرياضة بشكل عام.
الجرعات الخفيفة من التدريبات الرياضية حققت تحسنا ملموسا في صحة القلب والجهاز التنفسي للمتطوعين، ولكنها لم تسفر عن تغيرات رئيسية في الوزن أو ضغط الدم أو الكوليسترول
ويرى الباحثون أنه نظرا لأن قرابة ثلث عدد البالغين في العالم لا يمارسون قدرا كافيا من الحركة والنشاط البدني على حد قولهم، فإن هذه الجرعات الرياضية الخفيفة قد تكون وسيلة سهلة لاستعادة النشاط خلال اليوم. كما خلصت نتائج دراسة علمية أن الرياضة يمكنها منع الإصابة بأمراض القلب. لكن لكي يكون لذلك تأثير إيجابي يجب ممارستها في الصباح.
وخلص باحثون من جامعة ليدن الهولندية أن ممارسة الرياضة في ساعات الصباح مفيدة بشكل خاص لصحة القلب. لكن الباحثين في المركز الطبي بالجامعة شددوا على أن النشاط الرياضي يبدو أكثر فائدة في وقت محدد خلال اليوم. وأظهرت نتائج الدراسة التي أجريت بشكل خاص أهمية اختيار وقت ممارسة الرياضة لدى النساء.
وخلال الدراسة قام الباحثون بتقييم بيانات أكثر من 86 شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 42 و 78 عامًا. ولم يكن أي من الأشخاص المشاركين في الدراسة مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية في بداية الدراسة. وتم وضع جهاز تعقب النشاط على معصمهم لقياس نشاطهم البدني. وخلال فترة المتابعة التي استمرت من ست إلى ثماني سنوات، أصيب 2911 شخصًا بمرض الشريان التاجي و 796 شخصًا.
ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب كان أقل لدى المشاركين الذين كانوا أكثر نشاطًا في ساعات الصباح. من أجل مزيد من التحقيق في هذه النتيجة، قسم الباحثون الأشخاص إلى أربع مجموعات في خطوة ثانية، اعتمادًا على وقت نشاطهم. تضمنت المجموعة الأولى أولئك الذين يمارسون الرياضة في الغالب في وقت الغداء. أما المجموعة الثانية فضمت النساء والرجال الذين تدربوا في الصباح الباكر (حوالي 8 صباحا). أما المجموعة الثالثة فهي نشطة بشكل خاص في الصباح (حوالي الساعة 10 صباحًا)، والمجموعة الرابعة في المساء (ابتداء من الساعة 7 مساءً).
وبعد تقييم النتائج خلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين كانوا أكثر نشاطًا في الصباح الباكر أو في الصباح لديهم خطر أقل بنسبة تتراوح ما بين 11 في المئة إلى 16 في المئة للإصابة بأمراض القلب التاجية ،أما أولئك الذين كانوا أكثر نشاطًا في وقت متأخر من الصباح كان لديهم خطر أقل بنسبة 17 في المئة للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بالمجموعة المرجعية.