دعم وفد برلماني إيطالي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية يمهّد لتجاوز حياد الحكومة

الوفد البرلماني يعبر عن رغبته في تعزيز التعاون البرلماني والمؤسساتي بين المغرب وإيطاليا بما يعزز علاقات الصداقة المتينة بين البلدين.
الأحد 2025/10/26
تطور تنموي واضح في الأقاليم الجنوبية

الرباط- أدى وفد برلماني إيطالي يضم ممثلين عن الأحزاب، زيارة رسمية إلى مدينة العيون، بهدف دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، والاطلاع على المشاريع التنموية التي تقودها المملكة في الأقاليم الجنوبية.

وعبّر أعضاء الوفد عن إعجابهم الكبير بالمستوى المتقدم للتنمية الذي تشهده جهة العيون – الساقية الحمراء، وبالتطور الملحوظ في البنى التحتية والمرافق العمومية العصرية، مؤكدين دعمهم الكامل لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتبارها الإطار الواقعي الكفيل بإيجاد تسوية نهائية للنزاع وضمان الاستقرار الإقليمي.

كما عبّر أعضاء الوفد عن رغبتهم في تعزيز التعاون البرلماني والمؤسساتي بين المغرب وإيطاليا، وتطوير التعاون وتبادل الخبرات، بما يعزز علاقات الصداقة المتينة بين البلدين.

وقدم رئيس مجلس جهة العيون – الساقية الحمراء سيدي حمدي ولد الرشيد، بمقر الجهة، عرضا مفصلا للوفد الإيطالي حول أبرز المشاريع التنموية المهيكلة التي تعرفها جهة العيون – الساقية الحمراء في مختلف القطاعات.

محمد سالم عبدالفتاح: الموقف الإيطالي لا يمنع وجود اعتراف ضمني بالسيادة المغربية.

 وأشار إلى أن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه العاهل المغربي الملك محمد السادس سنة 2015، مكن من إحداث تحول نوعي في المنطقة، حيث تم تنفيذ مشاريع كبرى في مجالات الطرقات والموانئ والطاقات المتجددة والصناعة والسياحة والتكوين المهني، إلى جانب تعزيز الخدمات الاجتماعية لفائدة السكان المحليين.

 وشدد ولد الرشيد على أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي قدّمها المغرب كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء، تمنح لهذه الأقاليم صلاحيات موسعة لتدبير شؤونها المحلية، في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة، كما تمثّل إطاراً يضمن الكرامة والعيش الكريم لجميع سكان المنطقة، موضحاً أنها تسعى إلى تحقيق حلّ متوازن وعادل يحفظ مصالح جميع الأطراف، دون أن يكون هناك غالب أو مغلوب.

من جانبه أثنى رئيس الوفد البرلماني الإيطالي إيتوري روزاتو، في تصريحات صحفية، على القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، معتبرا أن المغرب يسلك مسارا مهما على مستوى الأمم المتحدة في نزاع الصحراء، وأن مبادرة الحكم الذاتي تمثل الحل الواقعي والأوحد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء.

وأشار إلى أن البرلمان الإيطالي يولي أهمية كبيرة لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع المغرب، سواء في المجالات الاقتصادية أو الثقافية، لافتا إلى أن الزيارة تمثل فرصة للإطلاع على مؤهلات المنطقة وفرص التعاون المشترك لتحقيق منفعة متبادلة للبلدين.

 وأكد محمد سالم عبدالفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن “زيارة الوفد البرلماني الإيطالي إلى مدينة العيون لها أهمية بالغة مرتبطة بالموقع الإستراتيجي لإيطاليا ودورها الاقتصادي، كإحدى الدول المؤثرة في أوروبا، والتي لا تزال مترددة في موقفها الرسمي تجاه المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، على الرغم من عدم اعتراف روما رسميا بأي كيان انفصالي في المنطقة، رغم محاولة خصوم المملكة التدخل في ملفات إستراتيجية بالنسبة إلى إيطاليا، مثل توريد الغاز والهجرة السرية للتأثير على موقفها.”

وشدد في تصريح لـ”العرب” على أن “الموقف الإيطالي المحايد لا يمنع وجود اعتراف عملي وضمني بالسيادة المغربية، خاصة من خلال الشراكات متعددة الأطراف عبر إطار الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل مجالات الزراعة والصيد البحري والتنسيق الأمني لمكافحة الهجرة السرية والإرهاب، وتمتد إلى الأقاليم الجنوبية وسواحلها.”

كما أشار عبدالفتاح إلى أن “الزيارة بمثابة مقدمة موضوعية لمناقشة تطور الموقف الإيطالي نحو تبني مقاربات أكثر واقعية وعقلانية، بما يتماشى مع الاعتراف بالسيادة المغربية، على غرار شركاء إيطاليا الآخرين داخل الاتحاد الأوروبي مثل إسبانيا وألمانيا،” لافتا إلى أن “الزيارة تأتي في لحظة إعادة تموضع شاملة على مستوى موازين القوى، حيث أصبح الحكم الذاتي المغربي المرجعية الوحيدة المقبولة دوليًا لتسوية النزاع.”

وقدّم محافظ الإقليم لمحة مفصلة عن العلاقات المغربية – الإيطالية، واستعرض مختلف المشاريع التنموية في جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، مشددا على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لهذه المشاريع، التي تشمل التعليم والصحة والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية، وتستهدف جميع شرائح المجتمع من نساء وأطفال وشباب وشيوخ.