تونس تستعد لجني محصول قياسي من الزيتون

هذا الإنتاج القياسي على ترسيخ مكانة تونس بين أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، وهو منتج يشهد اهتماما متزايدا من المستهلكين والمستثمرين على حد سواء.
الخميس 2025/10/23
مصدر رزق مهم لآلاف الفلاحيين

تونس- تستعد تونس لموسم استثنائي في إنتاج الزيتون، وسط مؤشرات تفيد بتحقيق محصول قياسي يعزز مكانتها كإحدى أبرز الدول المنتجة والمصدّرة لزيت الزيتون في العالم.

ويعزو خبراء هذا الأداء إلى تحسّن الظروف المناخية وتوسّع المساحات المزروعة وتبنّي ممارسات فلاحية أكثر كفاءة، ما يُتوقع أن ينعكس إيجاباً على العائدات الزراعية والصادرات، ويدعم الاقتصاد الوطني في ظرفية اقتصادية دقيقة.

وقالت نجاح سعيدي حامد رئيسة غرفة منتجي الزياتين لرويترز الخميس إن بلادها “تتوقع تحقيق ارتفاع قوي في إنتاج زيت الزيتون هذا الموسم.”

نجاح سعيدي حامد: زيادة المحصول بسبب هطول جيد للأمطار هذا الموسم
نجاح سعيدي حامد: زيادة المحصول بسبب هطول جيد للأمطار هذا الموسم

وقدرت المسؤولة الزيادة بأنها تقارب 50 في المئة عن العام الماضي لتصل إلى مستوى قياسي يبلغ 500 ألف طن، مما سيوفر دعما حيويا لاقتصاد البلاد الهش ويعزز قطاعها التصديري الرئيسي”.

وتظهر الإحصائيات أن إنتاج زيت الزيتون في تونس خلال موسم 2024 – 2025 بلغ حوالي 340 ألف طن، بزيادة تُقدَّر بحوالي 55 في المئة على أساس سنوي. وهذا الرقم يعكس تحسناً ملحوظاً بعد فترات من الإنتاج المتقلِّب.

وفي الموسم الذي سبقه كانت التقديرات أقل بكثير، وقد اتسمت بانخفاض في الإنتاج بسبب تأثر بعض المناطق بالجفاف وقلة الأمطار.

وأرجعت حامد زيادة المحصول بسبب هطول جيد للأمطار هذا الموسم، والتي تساعد في وفرة الإنتاج مثل الموسم الماضي بعد جفاف استمر لسنوات.

وسيساعد هذا الإنتاج القياسي على ترسيخ مكانة تونس بين أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، وهو منتج يشهد اهتماما متزايدا من المستهلكين والمستثمرين على حد سواء.

ويعد إنتاج الزيتون من أكثر القطاعات الحيوية التي تضررت خلال السنوات الأخيرة وتراجعت مردوديته بسبب الجفاف الذي زاد من متاعب الاقتصاد الذي يحاول الخروج من أزماته المزمنة.

ورغم ظروف الطقس السيء حققت تونس، التي تعتبر من بين كبار المنتجين في العالم، حصادا وافرا وعوائد غير مسبوقة خلال الموسمين الماضيين، وهي في منافسة قوية مع دول حوض المتوسط وخاصة إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال.

وأوعز الرئيس قيس سعيد بدعم منتجي زيت الزيتون، وتسهيل حصولهم على قروض لمواجهة مصاريف العصر والتخزين.

وجاء ذلك خلال استقبال الرئيس سعيّد الثلاثاء بقصر قرطاج، وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري عز الدين بن الشيخ، وفق بيان للرئاسة نشرته الأربعاء.

وقال البيان إن “سعيد وجه بالوقوف إلى جانب صغار الفلاّحين في مستوى عصر الزيتون وتخزين الزيت وتبسيط إجراءات حصولهم على قروض ميسّرة،” مبينا أن محصول الزيتون بالموسم الحالي يعتبر “قياسيا”.

500

ألف طن حجم الإنتاج المتوقع من ثمار الزيتون للموسم الحالي، وفق المسؤولين التونسيين

وأكد سعيد على “ضرورة العمل من أجل تصدير زيت الزيتون إلى أسواق جديدة خاصّة وأنّ عديد الدّول في أمريكا اللاّتينيّة وفي آسيا أبدت استعدادها لتوريده مع التّشجيع على تعليبه في تونس”.

وفي مقابلة سابقة مع الأناضول قال عضو البرلمان خالد حكيم مبروكي إن تونس تنتظر “محصولا قياسيا” من زيت الزيتون، مع توقعات بأن يصل الإنتاج نصف مليون طن بزيادة 30 في المئة عن الموسم الماضي.

ودعا مبروكي الحكومة إلى اعتماد “إجراءات عاجلة” منها تقديم دعم مسبق وتمويل للمزارعين وأصحاب المعاصر لتحمل نفقات الموسم، وتسوية أوضاعهم في البنوك”.

واشترط لإنجاح “الموسم الاستثنائي” لإنتاج زيت الزيتون أن تضخ وزارة المالية حوالي 677.9 مليون دولار لدعم المعاصر وصغار الفلاحين والمصدرين.

ووفق المرصد الوطني للفلاحة الحكومي، سجّلت عائدات صادرات تونس من زيت الزيتون بين نوفمبر 2024 وأغسطس 2025، نحو 1.1 مليار دولار لمجموع 252.7 ألف طن.

وهذا المستوى من الإيرادات أقل من الرقم المسجل في الموسم السابق له عند حوالي 1.58 مليار دولار، بحسب بيانات المرصد، وهو ما يعد الأكبر في تاريخ البلاد.