رهان لبناني على قطر لدعم الجيش مع انكفاء دولي

المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني لم يعد ضمن الأولويات.
الخميس 2025/10/09
قائد الجيش اللبناني في ضيافة قطر

الدوحة- تحمل زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إلى الدوحة، بدعوة رسمية من رئيس أركان القوات المسلحة القطرية الفريق الركن طيّار جاسم بن محمد المناعي، دلالات مهمة.

وتأتي الزيارة التي تستمر ليومين، في توقيت بالغ الدقة مع بدء الجيش اللبناني في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة نزع سلاح حزب الله، والتي من غير الوارد أن يتخطاها للمرحلة التالية طالما أنه لا يملك الإمكانيات اللازمة، وفي ظل الانكفاء الدولي.

ومنذ اندلاع الأزمة المالية والاقتصادية، في لبنان في العام 2019، حرصت قطر على تقديم دعم للجيش اللبناني، ضمن الحد الأدنى بما لا يؤدي ذلك إلى انهياره، خصوصا وأن الدولة اللبنانية باتت عاجزة عمليا عن توفير أبسط الضروريات، ومنها الرواتب.

وما كان هذا الدعم ليحصل حينها لولا اتفاق مع الولايات المتحدة، التي من صالحها ضمان صمود الجيش اللبناني وعدم تفككه.

ومع التحولات التي طرأت على لبنان بعد المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله والتي انتهت بخروج الأخير منهكا وضعيفا بعد الخسائر التي تكبدها على مستوى قياداته وترسانته العسكرية، برزت حاجة ماسة لزيادة جرعات الدعم للجيش، في ظل ضغوط أميركية تطالب بتجريد حزب الله من سلاحه.

الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: قطر ستواصل وقوفها إلى جانب مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني

وتحت تأثير تلك الضغوط صادقت الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام في أغسطس الماضي على قرار يقضي بنزع كامل سلاح الحزب قبل نهاية العام الجاري، وكلفت الجيش بإعداد خطة للغرض.

لكن قائد الجيش أبلغ المسؤولين السياسيين وبينهم رئيسا الحكومة والجمهورية بصعوبة الالتزام بذلك، حيث أن الجيش لا يملك الجهوزية الكافية لتنفيذ القرار، خصوصا مع معارضة حزب الله.

واكتفى هيكل بعرض خطة أمام مجلس الوزراء في سبتمبر تتضمن إخلاء منطقة جنوب الليطاني من سلاح الحزب الموالي لإيران خلال ثلاثة أشهر، على أن يستكمل الجيش المهمة شمال الليطاني، حينما تتوفر له الإمكانيات والظروف.

وأثارت خطة الجيش تحفظات أميركية ودولية، ترجمت في مواقف عدد من المسؤولين الغربيين، وبينهم المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، وأيضا في تراجع الحديث عن مؤتمر دولي لدعم الجيش، وليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا المؤتمر ما يزال مطروحا على الطاولة.

ومن المرجح أن تكون دعوة قطر لهيكل لزيارتها، جاءت بتنسيق مع الولايات المتحدة، للحفاظ على الدعم المقدم من قبلها للجيش، مع الإبقاء على الضغوط قائمة على لبنان بشأن سلاح حزب الله.

ولا يستبعد البعض في أن تزيد قطر جرعة الدعم للجيش اللبناني، خلال الفترة المقبلة، مع تقييم أميركي لمدى تقدمه في نزع سلاح الحزب.

والتقى قائد الجيش اللبناني خلال زيارته إلى الدوحة، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني الذي أكد مواصلة قطر وقوفها إلى جانب مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني. فيما أعرب العماد هيكل عن شكره للدعم القطري على جميع المستويات من دون شروط.

كما التقى قائد الجيش نائبَ رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني، وتناول الاجتماع آخر التطورات في لبنان والمنطقة، والمهمات التي ينفذها الجيش لحفظ أمن لبنان واستقراره في مختلف المناطق اللبنانية، وكذلك مهماته في الجنوب وتعاونه مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، إضافة إلى العمل على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وكان هيكل استهلّ زيارته بلقاء رئيس أركان القوات المسلّحة في وزارة الدفاع القطرية، حيث أقيمت مراسم استقبال وتشريفات رسمية، ثم جرى النقاش حول تطوير التعاون بين جيشَي البلدين على مختلف الصعد، وسبل دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.

2