فوائد مذهلة للمشي الخفيف بعد الوجبات

المشي بعد الطعام ليس مجرد عادة لتحسين الهضم، بل إستراتيجية وقائية مهمة على المدى الطويل.
الأحد 2025/09/14
الحركة بعد الوجبات مفيدة للجسم

لندن ـ ينصح الكثير من الأطباء بالمشي الخفيف، وبحسب الخبراء، فإن فعالية المشي الخفيف تبرز حال ممارسته بعد الوجبات، فيمكن لهذه العادة أن تساعد في تحسين الهضم، وضبط مستويات السكر في الدم والتقليل من مخاطر أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

ولا يحتاج المشي الخفيف بعد تناول الطعام إلى مجهود كبير ولا إلى وقت طويل، لكنه يقدم فوائد مذهلة للصحة الجسدية والنفسية، لعل أبرزها:

تحسين الهضم وتخفيف الانتفاخ وتخفيف أعراض القولون العصبي وضبط مستويات السكر في الدم.

ومن أكثر المشكلات شيوعاً بعد تناول الطعام شعور بعض الأشخاص بالانتفاخ والغازات. هنا يأتي دور المشي الخفيف كحل سهل للتخلص من الانتفاخ، فقد أظهرت أبحاث أن المشي بعد الأكل يساعد على تحفيز حركة الأمعاء وتسريع عملية الهضم، مما يقلل من تراكم الغازات ويخفف من حدة الانتفاخ.

ويؤكد الخبراء أن المشي بعد الطعام ليس مجرد عادة لتحسين الهضم، بل إستراتيجية وقائية مهمة على المدى الطويل. فالتحرك بعد الوجبات يساهم في تحسين عملية التمثيل الغذائي (الميتابوليزم) للجسم، مما يقلل من تراكم الدهون الضارة. وهذا التأثير له انعكاسات مباشرة على الوقاية من أمراض القلب والسمنة. فالمشي بعد الوجبة يقلل من الدهون الثلاثية في الدم، ويمنع ارتفاع مستويات السكر الحاد، وكلاهما من العوامل الخطرة التي تُضعف صحة القلب والأوعية الدموية.

المشي الخفيف بعد تناول الطعام لا يحتاج إلى مجهود كبير ولا إلى وقت طويل، لكنه يقدم فوائد مذهلة للصحة الجسدية

ويشير الأطباء إلى أن المشي لمدة 10 دقائق بعد تناول الطعام قد يفيد الصحة بشكل كبير، فهذه العادة البسيطة قد تُسهم بشكل كبير في الحفاظ على النشاط، وتعزيز عمل الأنسولين، والوقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري، إذ يُمكن أن يُسيطر المشي بعد الأكل على ارتفاع سكر الدم بنسبة 30 في المئة أو أكثر، حتى للأشخاص غير المصابين بالسكري.

ويُمكن للنهوض والقيام بنزهة خفيفة بين الحين والآخر أن يُحسّن عملية الأيض واليقظة والمزاج. كما يُوفر المشي بعد تناول الطعام ميزة إضافية تتمثل في موازنة مستويات سكر الجلوكوز عندما تكون في ذروتها، بين 30 و60 دقيقة بعد تناول الطعام، والمعروفة أيضًا باسم فترة ما بعد الوجبة.

قد تُسهم هذه الارتفاعات المفاجئة في سكر الدم، حتى لدى الأشخاص الأصحاء، في مقاوَمة الأنسولين، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، ومشاكل الكلى، وتلف الأعصاب على المدى الطويل. ولهذا السبب، يُؤخَذ مرض ما قبل السكري على محمل الجد، إذ قد يؤثر على صحة الشخص، حتى قبل ظهور السكري.

ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الطب الرياضي، هناك أدلة كافية على أن تحريك الجسم خلال 30 دقيقة من تناول الوجبة هو أفضل وقت للحفاظ على الصحة. بعد هذه الفترة، قد تنخفض قدرة الجسم على خفض مستويات الجلوكوز بالرياضة.

وتشير الدراسات إلى أن مدة 10 أو 15 دقيقة من المشي أو التمرين كافية لتقليل ارتفاعات الجلوكوز بشكل فعال، والمساعدة في الحفاظ على صحة التمثيل الغذائي وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري وغيره من المشاكل الصحية.

أفضل وقت للمشي هو خلال 30 دقيقة بعد تناول الطعام. في هذه الفترة يكون الجسم في ذروة عملية امتصاص الجلوكوز،

في الدراسة المنشورة في مجلة “ديابتولوجيا”، وجَد باحثون من نيوزيلندا أن 10 دقائق من المشي بعد الأكل قد يخفض مستويات الجلوكوز اليومية بشكل أكثر فعالية من المشي لمدة 30 دقيقة في أي وقت آخر خلال اليوم. وإذا مشى كبار السن ثلاث مرات بعد كل وجبة لمدة 15 دقيقة، فقد يتحكّمون في مستويات الغلوكوز لديهم بشكل أفضل مقارنةً بجلسة مشي واحدة لمدة 45 دقيقة، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “ديابتز كير.”

ولا تقف فوائد المشي بعد الوجبات عند حدود الجسد، بينما تمتد إلى الحالة النفسية والمزاجية، حيث ثبت علمياً أن الحركة الخفيفة تساعد على تحسين المزاج والتخفيف من مشاعر سلبية مثل الكسل والنعاس التي قد تصيب الكثيرين بعد تناول الوجبات الدسمة. كما أن المشي في الهواء الطلق بعد الغداء أو العشاء يساعد على الاسترخاء الذهني، ويمنح الجسم دفعة من النشاط، مما ينعكس إيجاباً على جودة النوم لاحقاً.

ورغم الفوائد العديدة، ينصح الخبراء بعدم ممارسة تمارين عنيفة مباشرة بعد الأكل، إذ قد تسبب اضطرابات في المعدة. المطلوب هو المشي الخفيف أو المتوسط فقط، وبخطوات هادئة لا ترهق الجسم.

كما يُفضل أن يبدأ الشخص بمدة قصيرة (10 دقائق) ويزيدها تدريجياً حسب قدرته. بالنسبة إلى كبار السن أو مرضى القلب، يمكن أن يكون المشي بعد الوجبات وسيلة آمنة لتحريك الجسم من دون إجهاد، بشرط استشارة الطبيب عند وجود مشاكل صحية خاصة.

ويشير الباحثون إلى أن التوقيت له أهمية كبيرة في تحقيق فوائد المشي بعد الوجبات. وأفضل وقت للمشي هو خلال 30 دقيقة بعد تناول الطعام. في هذه الفترة يكون الجسم في ذروة عملية امتصاص الجلوكوز، وبالتالي فإن النشاط البدني يساعد على توجيه السكر مباشرة إلى العضلات بدلاً من تراكمه في مجرى الدم.

وحتى المشي الخفيف أو المتوسط، مثل التحرك في أرجاء المنزل أو القيام بجولة قصيرة حول الحي، يكفي لتحقيق هذه الفوائد. لا يحتاج الأمر إلى تمارين مكثفة أو ساعات في صالة الألعاب الرياضية، بل مجرد خطوات متواصلة بعد الوجبة.

وتعد الحركة بعد الوجبات روتينا مفيدا لصحة الجسم وكذلك للصحة النفسية، ويمكن في هذا الصدد ممارسة المشي الخفيف مع الالتزام بالإرشادات السابقة.

14