التوصية الغذائية بخمس حصص يومية من الخضروات والفواكه منقوصة

الفوائد الصحية الحقيقية تبدأ بالتراكم عند تناول إحدى عشرة حصة يوميا.
الأحد 2025/09/14
منافع جمة

يوصي خبراء التغذية بتضمين المزيد من الفواكه والخضروات في النظام الغذائي اليومي، ويقترح الخبراء زيادة الحصص في الوجبات الثلاث والوجبات الخفيفة، مع التركيز على التنوع لضمان تحقيق أكبر قدر من الفوائد الصحية. ويشيرون إلى أن التوصية الغذائية بخمس حصص يومية من الخضروات والفواكه منقوصة؛ لأنه حسب رأيهم تبدأ الفوائد الصحية الحقيقية بالتراكم عند تناول إحدى عشرة حصة يوميا.

لندن - أظهرت الدراسات الحديثة أن تناول كميات أكبر من الفواكه والخضروات مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. وأظهرت إحدى الدراسات، التي شملت أكثر من مليوني شخص، أن أكبر الفوائد الصحية تظهر عند تناول نحو عشر حصص يوميا. كما وجدت دراسة بريطانية أن الأشخاص الذين يتناولون سبع حصص أو أكثر يوميا كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 42 في المئة.

وأشار الخبراء إلى أن حملة “خمس حصص في اليوم”، التي أطلقت في المملكة المتحدة وأيرلندا منذ أكثر من 20 عاما، لم تكن تهدف إلى تحديد الهدف المثالي، بل كانت حلا وسطا بين الأدلة الغذائية وما يمكن للناس تحقيقه عمليا. وأصبح هذا الرقم شعارا بسيطا وسهل التذكر، على الرغم من أن أغلب البالغين لا يلتزمون به.

وذلك بعد أن أثار الطاهي البريطاني الشهير جيمي أوليفر جدلا واسعا بتصريحاته حول التوصية الغذائية المعروفة بخمس حصص يوميا من الخضروات والفواكه، واصفا إياها بأنها “كذبة”.

وأوضح أوليفر في حديثه إلى صحيفة التايمز أن الفوائد الصحية الحقيقية تبدأ بالتراكم عند تناول سبع، ثماني، أو حتى إحدى عشرة حصة يوميا.

وتشير التجارب الدولية إلى أن البلدان التي تتبع أنماطا غذائية غنية بالفواكه والخضروات، مثل اليابان والدول المتوسطية، تتمتع بانخفاض معدلات أمراض القلب وزيادة متوسط العمر المتوقع.

البلدان التي تتبع أنماطا غذائية غنية بالفواكه والخضروات، مثل اليابان والدول المتوسطية، تتمتع بزيادة متوسط العمر المتوقع

وحول احتساب الحصة الواحدة، توضح منظمة الصحة العالمية أنها تعادل نحو 80 غراما، أي ما يعادل حفنة من الفواكه أو الخضروات. ويمكن أن تشمل تفاحة واحدة أو قطعتين من البروكلي أو ثلاث ملاعق كبيرة من البازلاء، أو نصف علبة من الفاصوليا. وتشمل الحصص المجمدة والمعلبة والمجففة، بينما يقتصر احتساب العصائر والسموذي على حصة واحدة يوميا بسبب محتواها من السكر.

ولتضمين المزيد من الفواكه والخضروات في النظام الغذائي اليومي، يقترح الخبراء زيادة الحصص في الوجبات الثلاث والوجبات الخفيفة، مع التركيز على التنوع لضمان تحقيق أكبر الفوائد الصحية.

وأفادت الدكتورة ليودميلا سوخوروكوفا، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، أن العنب يعد مصدرا غنيا بالبوليفينولات، وهي مضادات أكسدة تخفض مستوى الكولسترول الضار وتقلل خطر تصلب الشرايين.

وقالت الدكتورة سوخوروكوفا إن العنب يحتوي على مضادات أكسدة تعرف باسم البوليفينولات، والتي تساعد على خفض الكوليسترول الضار وتقليل خطر الإصابة بتصلب الشرايين، كما لها تأثير مفيد على عضلة القلب، مشيرة إلى أن العنب يحتوي أيضا على مادة الريسفيراترول، التي تقوي الأوعية الدموية وترخي جدرانها عند دخولها الجسم، وهو ما يساهم في منع ارتفاع ضغط الدم.

وأضافت أن حبات العنب تحتوي على مركبات الفلافونويد التي تمنع تكون جلطات الدم. ويعد مركب الروتين من أهم هذه المركبات، حيث يمنع تكون الجلطات في الأوعية الدموية، وهو ما يقلل من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية واحتشاء عضلة القلب.

في المقابل حذر باحثون من أن الأطعمة فائقة المعالجة لا تهدد فقط برفع معدلات السمنة، بل تمتد أضرارها إلى إحداث خلل هرموني وتدهور في الخصوبة لدى الرجال، وفقا لنتائج مقلقة كشفتها أبحاث علمية.

وأجرى الباحثون من جامعة كوبنهاغن تجربة سريرية على 43 رجلا بين 20 و35 عاما لمعرفة تأثير الأطعمة فائقة المعالجة على الصحة، حتى مع تساوي السعرات الحرارية والعناصر الغذائية.

مقارنة البيانات أظهرت انخفاضا في خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان بنسبة 12 في المئة لدى الأشخاص الذين يعتمدون على نظام غذائي نباتي

وأظهرت النتائج أن الرجال الذين تناولوا هذه الأطعمة عانوا من زيادة ملحوظة في الكتلة الدهنية بحوالي كيلوغرام واحد، وارتفاع المواد الكيميائية المعطلة للهرمونات، وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون والهرمون المنبه للجريب، مع تراجع جودة الحيوانات المنوية.

ووصف الباحث رومان باريس النتائج بأنها مفاجئة، مشيرا إلى أن هذه الأطعمة تعطل وظائف الجسم المتعددة لدى الرجال والشباب الأصحاء، وتبرز الحاجة إلى مراجعة الإرشادات الغذائية للوقاية من الأمراض المزمنة.

كما أكدت أخصائية التغذية جيسيكا بريستون أن “طبيعة المعالجة في هذه الأطعمة هي ما يجعلها ضارة،”، معتبرة أن الأطعمة فائقة المعالجة تؤثر على الصحة الإنجابية والتمثيل الغذائي، حتى لو لم تُستهلك بكميات كبيرة.

من جهة أخرى أظهرت دراسة طبية حديثة أن اعتماد نظام غذائي خال من اللحوم قد يكون له أثر وقائي ضد عدد من الأمراض السرطانية.

وأشارت مجلة “أميركن جورنال أوف كلينيكل نيتريشن” إلى أن الدراسة شملت قرابة 80 ألف شخص من كندا والولايات المتحدة، لم يكن أي منهم مصابا بالسرطان عند بداية مراقبة حالتهم الصحية، واستمر العلماء بمراقبة نظامهم الغذائي وحالتهم الصحية لمدة 15 سنة.

وأظهرت مقارنة البيانات انخفاضا في خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان بنسبة 12 في المئة لدى الأشخاص الذين يعتمدون على نظام غذائي نباتي، وبنسبة 18 في المئة للأورام ذات “التكرار المتوسط”.

وكان الفرق ملحوظا بشكل خاص في بعض أنواع السرطان؛ حيث انخفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص النباتيين بنسبة 21 في المئة، وسرطان المعدة بنسبة 45 في المئة، والأمراض اللمفاوية التكاثرية بنسبة 25 في المئة، كما لوحظ انخفاض في احتمالات الإصابة بسرطان الثدي والبروستات.

وأشار القائمون على الدراسة إلى أن النظام الغذائي النباتي غني بالألياف ومضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية التي يمكن أن تقلل الالتهابات وتحسّن عملية التمثيل الغذائي في الجسم.

14