نمط الحياة الخامل والعمل المكتبي يسببان آلام الظهر

باريس - تنشأ آلام الظهر غالبا نتيجة تشوهات في العمود الفقري، الذي يتكون من 33 فقرة موزعة على خمسة أجزاء.

وتتصل الفقرات بمفاصل متعددة، بما في ذلك الأقراص التي تسمح للعمود بالحركة في اتجاهات مختلفة. وعلى الرغم من أن العمود الفقري قد يبدو مستقيما، إلا أنه ينحني طبيعيا للأمام والخلف لأداء وظائفه الحيوية.

ويمكن أن تتراوح آلام الظهر ما بين الشعور بألم في العضلات والإحساس بالرشق أو بألم حارق أو ألم يشبه الطعن. ويمكن أن ينتشر الألم أيضًا إلى أسفل الساق. وقد يؤدي انحناء الساق أو ليِّها أو رفعها أو الوقوف أو المشي عليها إلى زيادة الألم.

كشف جراح العمود الفقري، كولين ناتالي، وهو استشاري جراحة العمود الفقري في مستشفى “برانساس غراس”، عن عادات يومية بسيطة تساعد في حماية العمود الفقري، ونصائح هامة لمن يعانون من آلام الظهر.

ورصد ناتالي أن أنماط الحياة الخاملة وانتشار العمل المكتبي ساهما في انتشار مشاكل الظهر. وأكد أن “أفضل طريقة للحفاظ على صحة العمود الفقري هي الحركة المستمرة، وليس مجرد الاعتماد على كرسي مريح .”

وأضاف أن أخذ فترات راحة خلال العمل، مثل ضبط منبه كل ساعة للنهوض والتحرك، يعد أمرا ضروريا للحفاظ على الظهر، لأن الحركة تساعد على تمرين العضلات وتحميل الأنسجة بطريقة تدعم قوة الهيكل العظمي.

وتعد هذه النصيحة مهمة بشكل خاص للأشخاص دون سن 35 عاما، الذين لا يزالون في مرحلة بناء كتلة العظام، حيث تشكل هذه الفترة ذروة كثافة العظام.

وحذر ناتالي من أن عدم تكوين عادات صحية في الشباب قد يؤدي إلى فقدان كتلة العظام في ما بعد، لكنه طمأن بأن البقاء نشيطا وممارسة الحركة مناسب لجميع الأعمار، حتى لمن تجاوزوا سنوات البناء. وأوضح أن الخوف من الألم يدفع الكثيرين إلى الخمول، لكنه أكد أن الاستمرار في الحركة مع تعديل التمارين حسب شدة الألم، هو أفضل ما يمكن فعله .

ولمن يعانون من آلام الظهر، نصح باستبدال التمارين عالية التأثير، مثل الجري، بتمارين أكثر لطفا مثل البيلاتس أو السباحة عند تفاقم الألم. وإذا استمر الألم أكثر من ستة أسابيع مع العلاج الطبيعي وتناول مسكنات الألم دون وصفة طبية، يُنصح بزيارة الطبيب، الذي قد يحيل المريض إلى أخصائي لإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي.

وأشار إلى أن 90 في المئة من حالات آلام الظهر تتحسن بالعلاج الطبيعي ومسكنات الألم دون الحاجة إلى تدخلات طبية معقدة. كما أكد أهمية الحفاظ على نظام غذائي صحي، يتضمن تناول البروبيوتيك يوميا، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة والسكر المكرر، واتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات.