نظام عماني مبتكر مدعوم بالذكاء الاصطناعي لإدارة النفايات

النظام الذكي يهدف إلى تحسين عمليات جمع وفرز ومعالجة النفايات، وتقليل الأثر البيئي، وزيادة معدلات إعادة التدوير.
الأحد 2025/10/05
هذه مجرد تجربة ولدينا المزيد من الأفكار

مسقط - أطلق مبتكرون في سلطنة عُمان نظامًا جديدا لإدارة النفايات يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي محاولة في سياق سعى البلد الخليجي لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز كفاءة إدارة الموارد.

ويهدف هذا النظام الذكي إلى تحسين عمليات جمع وفرز ومعالجة النفايات، وتقليل الأثر البيئي، وزيادة معدلات إعادة التدوير. ويعد هذا التوجّه خطوة نوعية نحو بناء منظومة بيئية متكاملة توظف التكنولوجيا الحديثة لخدمة الاستدامة وتحسين جودة الحياة في المدن العُمانية.

وللذكاء الاصطناعي إمكانات واسعة في إدارة النفايات، فمن خلال تحسين دقة الفرز، يُمكن لهذه التقنية المتقدمة تقليل حجم النفايات المرسلة إلى مكبات النفايات بشكل كبير وزيادة كمية المواد المستعادة لإعادة التدوير.

ويعد الابتكار العُماني إينف دوت أي.آي نظام ذكي لفرز المخلفات البلاستيكية بدقة عالية، بما يسهم في تسهيل عمليات إعادة التدوير وتقليل التلوث ودعم جهود الاستدامة.

وتعتمد آلية عمل النظام على حاويات ذكية مزودة بكاميرات عالية الدقة ومعالجات متصلة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، بحيث تقوم الكاميرات بالتعرف على نوعية البلاستيك وفقا للمعايير العالمية، ومن ثم توجيه النفايات إلى الحاوية المخصصة لها بشكل آلي.

كما تمكن الشاشات التفاعلية المدمجة في النظام من رفع وعي المستخدمين من خلال رسائل توعوية حول أهمية فرز النفايات وإعادة التدوير.

وأوضح سيف بن جمعة الحشار طالب تخصص تقنية المعلومات (أمن سيبراني) في الجامعة التقنية والعلوم التطبيقية فرع مسقط وأحد مؤسسي المشروع أن الفكرة بدأت في مطلع عام 2025، حيث عمل الفريق منذ ذلك الوقت على بناء النموذج الأولي واختباره ميدانيا.

وأشار خلال تصريحاته لوكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى أن المشروع اليوم وصل إلى مرحلة متقدمة من التطوير تمكنه من الدخول في تجارب أوسع مع المؤسسات المعنية مواكبة مع توجهات رؤية عُمان 2040 في مجال الاستدامة.

آلية عمل إينف دوت أي.آي تعتمد على حاويات ذكية مزودة بكاميرات عالية الدقة ومعالجات متصلة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي.

وقال إن “المشكلة تكمن في أن جزءا كبيرا من النفايات البلاستيكية يختلط يوميا مع النفايات الأخرى، مما يعرقل عمليات إعادة التدوير ويتسبب في تلوث بيئي متزايد، إضافة إلى صعوبة فرز أنواع البلاستيك المختلفة يدويًّا في مواقع الجمع والمعالجة.”

وذكر أن مشروع إينف دوت أي.آي جاء كحل مبتكر يقوم على حاويات ذكية قادرة على فرز النفايات البلاستيكية آليا بدقة عالية، الأمر الذي يقلل من الأخطاء البشرية ويرفع كفاءة إعادة التدوير.

وبين الحشار أن المشروع حظي بفرص مميزة للعرض والمشاركة، من بينها تمثيل سلطنة عُمان في منتدى لندن الدولي للشباب العلمي 2025 بالمملكة المتحدة، حيث عرض الابتكار أمام نخبة من العلماء والباحثين من مختلف دول العالم.

كما شارك المشروع في عدد من المسابقات والبرامج المحلية كمسابقة قمم صناع الأفكار والوصول إلى المراحل النهائية، والهاكاثون الوطني بمحافظة جنوب الشرقية الذي حقّق فيه المركز الثاني من بين أكثر من 60 فريقًا.

وأشار الحشار إلى أن هذه المشاركات أسهمت في تطوير المشروع وتعزيز جاهزيته ليصبح منتجًا عمليًّا قابلا للتطبيق، مؤكدا على أن العمل جار لتوسيع نطاق التجارب الميدانية وبناء شراكات إستراتيجية مع الجهات المعنية.

ويطمح مشروع إينف دوت أي.آي أن يكون من أبرز الحلول التقنية الذكية في مجال إدارة النفايات وعبر توظيف الذكاء الاصطناعي والابتكار لدعم الاستدامة البيئية.

وفي يوليو أضفت السلطنة على مسار إعادة التدوير، التي صارت ضمن دائرة اهتماماتها أسوة بما يقوم به جيرانها في الخليج، المزيد من الزخم مع استكمال المناقشات حول اعتماد إستراتيجية للاقتصاد الدائري.

وتتمثل أهمية الاقتصاد الدائري بدوره المحوري في تعزيز الاستدامة، وكفاءة استغلال الموارد وتقليل الهدر وإعادة التدوير كنموذج مستدام بدلا من النموذج التقليدي القائم على استنزاف الموارد.

ولدى المسؤولين قناعة كبيرة بأن بلدهم لديه الفرص والإمكانات والأدوات اللازمة حتى يضع الاقتصاد على درب النهوض وتعزيز جاهزيته للمستقبل وتطوير حلول مبتكرة للتحديات القادمة لمواكبة متطلبات المرحلة المقبلة وصولا إلى تحقيق أهداف رؤية 2040.

وضمن أهداف الرؤية، تستهدف السلطنة تقليل إنتاج النفايات إلى أقل من كيلوغرام واحد للفرد يوميا بحلول عام 2040، وإعادة تدوير ما يقارب 80 في المئة من النفايات الصلبة بحلول 2030، وفق البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية لبرنامج استثمر في عمان.