"موجة جديدة": تحية إلى سينما جان لوك غودار

ريتشارد لينكليتر يصنع فيلما بالأبيض والأسود لإضفاء واقعية على الأحداث.
الجمعة 2025/10/24
استعادة لتجربة مخرج مميز

من الأفلام المميزة التي عرضت في مهرجان كان السينمائي الذي انعقد هذا العام ونافست على السعفة الذهبية، الفيلم الفرنسي "موجة جديدة" للمخرج الأميركي ريتشارد لينكليتر. من العنوان نكتشف أن الفيلم تحية للموجة الفرنسية الجديدة في السينما وروادها وخصوصًا جان لوك غودار حيث يروي الفيلم قصة صناعة فيلم "منقطع الأنفاس" الذي أنجزه غودار عام 1960 ونال عنه الدب الفضي في مهرجان البندقية في حينها.

يروي الفيلم قصة المخرج جان لوك غودار (غيوم ماربيل) الناقد في مجلة دفاتر السينما العريقة والذي يقرر أن يصنع فيلمًا لأول مرة بعد أن شاهد صديقه في المجلة فرنسوا تروفو قد أنجز فيلمه "400 ضربة" وصديقه الآخر آلان رينيه قد أنجز فيلمه "هيروشيما حبيبتي".

يقرر غودار أن يصبح مخرجًا سينمائيًا وينجز فيلمًا بوليسيًا فيطلب من صديقه تروفو أن يكتب السيناريو له ويقرر أن يسند دور البطولةفيه للممثل الشاب جان بول بلموند (أوبري دولين) والذي سيصبح نجمًا لاحقًا وبطل معظم أفلامه، أما البطولة النسائية فيقرر أن يعطيها إلى الممثلة الفاتنة جين سيبيرغ (زوي دويتش).

يبدأ غودار البحث عن تمويل ويجد منتجًا وتبدأ التحضيرات للفيلم ويبدأ تصويره، لكن المخرج لا يلتزم بالنص المكتوب ويبتكر لغة بصرية توليفية (مونتاج) خاصة فيه ميزت مخرجي الموجة الجديدة في حينها، مما يعرضه إلى خلافات مع المنتج.

نشاهد كل مراحل صناعة فيلم منقطع الأنفاس الذي يروي قصة ميشيل الذي يسرق سيارة في مرسيليا فيلاحقه شرطي فيطلق ميشيل النار عليه ويقتله فيصبح مطلوبًا للعدالة فيضطر للتخفي ويلجأ إلى صديقته الصحفية باتريشيا وهي طالبة في كلية الصحافة وتبيع جريدة أميركية على أحد أرصفة باريس فتخبئه في منزلها وتحمل طفلًا منه إلا أنها في النهاية تشي به إلى الشرطة ويموت مقتولًا أثناء مطاردتهم له.

صور لينكليتر فيلمه هذا بالأبيض والأسود من أجل إضفاء واقعية على الأحداث، وكمخرجي الموجة الفرنسية الجديدة اعتمد على الكاميرا المحمولة معظم الوقت، تلك الكاميرا التي تلاحق الشخصيات، إلى جانب اللقطات القريبة بكثرة والعامة والقطع المفاجئ، الذي ميز غودار في فيلمه "منقطع الأنفاس".

ولا يخفى على أحد أن الفيلم جاء كنوع من التذكير بسينما رواد الموجة الفرنسية الجديدة وتحية لهم كفرنسوا تروفو وكلود شابرول واريك رومير وآلان رينيه وغودار الذي خصص له الفيلم.