فن وتراث في أول مهرجان إيراني بالإمارات

المهرجان يُعتبر الأول من نوعه الذي يحظى بهذا الزخم، حيث جمع الجالية الإيرانية مع الإماراتيين في أجواء ثقافية رائعة.
الاثنين 2025/09/15
لحظة فخر

دبي - شهدت دبي مساء السبت حدثًا استثنائيًا مع انطلاق أول مهرجان إيراني يقام في الإمارات، حيث غصّ بالزوار من الجالية الإيرانية والمقيمين، الذين جاءوا للاحتفاء بالموسيقى والفنون والثقافة الإيرانية. اعتلت المسرح مجموعة من أبرز الفنانين الإيرانيين، بينهم همايون شجريان وكرزان قاسمي وعلي قمصاري، في حفل حمل عنوان “جشن إيران”. وتنوعت الفعاليات بين عروض موسيقية ولوحات فنية ومعارض للحرف اليدوية والطعام التقليدي، لتقدم صورة شاملة عن التنوع الثقافي الإيراني.

وقالت نوردين إسكندر، المولودة في الإمارات، إن المهرجان لحظة فخر للجالية، “أن نرى ثقافتنا تُقدَّم بهذا الشكل الرائع ولجمهور واسع هو شعور لا يوصف، ووجود شجريان على المسرح يمثل قيمة كبيرة بالنسبة إلينا.”

حضر الفعالية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات، الذي أكد في كلمته أن المهرجان يعكس الاحترام المتبادل بين الشعبين الإماراتي والإيراني، مضيفًا “نحن شركاء في تاريخ طويل من التجارة والتواصل والتبادل الثقافي، ونسعى معًا لتعزيز السلام والاستقرار.”

الاستقبال الحار وشديد الحماسة الذي لاقاه هذا المهرجان من قبل الإماراتيين يدل على أن الثقافة والفن هما أفضل وسيلة لتعزيز التقارب والقرب الإنساني

وشدّد علي رضا محمودي، القنصل العام لإيران، على عمق الروابط التاريخية والاجتماعية بين الشعبين، واصفًا الإمارات بـ”الوطن الثاني” للجالية الإيرانية.

وأضاف أن الاستقبال الحار وشديد الحماسة الذي لاقاه هذا المهرجان من قبل الإماراتيين يدل على أن الثقافة والفن هما أفضل وسيلة لتعزيز التقارب والقرب الإنساني. كما أعرب عن تقديره للدعم الذي قدمه المسؤولون الإماراتيون، آملا في تكرار هذه التجربة الناجحة في مدن إيرانية مثل أصفهان وطهران وشيراز.

وأعربت مهرة محمود، إحدى الزائرات، عن سعادتها بالحدث قائلة “كل شيء كان رائعًا. أحب الأجواء التي تعيدني إلى بلدي الأصلي، وأكثر ما جذبني هو حضور شجريان،” بينما قالت نيكي شريف “أعشق المهرجان، وخاصة المأكولات والفنون والموسيقى. أشعر بأن ثقافتي الإيرانية حاضرة بقوة هنا في الإمارات، وهذا أمر أقدّره كثيرًا.”

أما علي ريزا فأكد أن المهرجان “حدث شيق للغاية، ويُعتبر الأول من نوعه الذي يحظى بهذا الزخم، حيث جمع الجالية الإيرانية مع الإماراتيين في أجواء ثقافية رائعة،” مضيفًا أن الحفلات الموسيقية المرافقة تمنح الفعالية رونقًا خاصًا.

الاستقبال الحار وشديد الحماسة الذي لاقاه هذا المهرجان من قبل الإماراتيين يدل على أن الثقافة والفن هما أفضل وسيلة لتعزيز التقارب

بدوره اعتبر علي فاربود أن المهرجان “فرصة رائعة للتقريب بين الثقافات، ولتعريف المقيمين من مختلف الجنسيات بالثراء الحضاري والمأكولات والفنون الإيرانية،” مشيرًا إلى أن الأنشطة المختلفة أحيت لديه مشاعر الحنين إلى الوطن.

أما أمير حسين عبيدي فعبّر عن فرحته قائلاً “جئت خصيصًا لحضور حفل همايون شجريان، وأنا سعيد جدًا برؤية الإيرانيين هنا بابتساماتهم الجميلة، فهذا المهرجان يجسد روح التواصل والانتماء.”

من بين المشاركين أيضًا عبدالعزيز موييني، صاحب متجر”ميلانو كوتور” الذي تأسس قبل 65 عامًا في دبي، والذي شارك بجناح عرض فيه تصاميم تقليدية. وقال “بدأ والدي العمل ببيع الأحذية، ثم توسعت عائلتنا في تصميم الأزياء التقليدية، واليوم نشهد لأول مرة تجمعًا بهذا الحجم للاحتفال بثقافتنا.”

ومن الفقرات اللافتة عروض الفنون القتالية الإيرانية التقليدية (البهلواني) التي قُدمت باستخدام عصي خشبية ثقيلة.

تخلل المهرجان أيضًا الإعلان عن مسابقة الكتابة الإماراتية التي تنظمها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع “صندوق الوطن”، تحت شعار “ماذا تعني لي الإمارات”. ودُعي الحاضرون للمشاركة بقصصهم وتجاربهم عبر مقالات أو قصائد أو رسائل، على أن تُنشر الأعمال الفائزة في كتب تذكارية بالعربية والإنجليزية.

18