عام الحصان في اليابان.. تقاطع بين الفلك والتقاليد
طوكيو - مع اقتراب عام 2026، الذي يصادف عام الحصان وفقًا للتقويم الصيني التقليدي، تتجدد في اليابان مظاهر الاحتفاء بهذا الحيوان الذي يحتل مكانة رمزية وروحية عميقة في الثقافة المحلية. ويُعرف هذا التقويم في اليابان باسم “إيتو”، حيث تتناوب فيه اثنا عشر حيوانًا على تمثيل كل عام، ويُستخدم الحصان في الزخارف الموسمية، وبطاقات التهنئة بالعام الجديد “نينغاجو”، والتقويمات التي تنتشر في أنحاء البلاد بدءًا من ديسمبر حتى مطلع العام.
الخيول في اليابان ليست مجرد رموز فلكية، بل كانت منذ العصور القديمة تُعتبر مخلوقات مقدسة مكرّسة للآلهة في المعابد الشنتوية. وكان الأثرياء يتبرعون بخيول حقيقية لهذه المعابد، لكن مع مرور الزمن ظهرت بدائل رمزية مثل نماذج مصنوعة من الطين أو الخشب أو القش، ثم تطورت إلى ألواح خشبية تُعرف باسم “إيما”، تُزيّن بصور الخيول وتُعلّق في المعابد، حيث يكتب الناس عليها أمنياتهم للعام الجديد، في طقس يجمع بين الجوانب الروحية والتقاليد الشعبية.
ولا تقتصر العلاقة بين اليابانيين والخيول على الرموز فقط، بل تمتد إلى مهرجانات شعبية ذات طابع تاريخي وروحي، أبرزها مهرجان “سوما نوماوي” في محافظة فوكوشيما، حيث يشارك المئات من الفرسان وهم يرتدون دروع الساموراي في عروض تحاكي المعارك القديمة. كما تُقام احتفالات “يابوسامي” في المعابد، وهي طقوس فروسية يطلق فيها الرماة سهامهم على أهداف أثناء امتطائهم الخيول، في مزيج فريد من الرياضة والعبادة.
عام الحصان في اليابان ليس مجرد تقليد فلكي، بل مناسبة لإحياء إرث طويل من التقدير لهذا الحيوان، الذي يجسد القوة والسرعة والارتباط بالسماء، ويُعيد إلى الذاكرة الشعبية مشاهد من التاريخ والأسطورة والبعد الروحي.