طيران الرياض تدشن أعمالها بأول رحلة تجارية إلى لندن
الرياض - تعتزم شركة طيران الرياض بدء أولى رحلاتها التجارية في وقت لاحق من الشهر الجاري، حيث سيكون مطار هيثرو في لندن الوجهة الأولى لهذه الانطلاقة التي طال انتظارها في سوق الطيران السعودي والخليجي عموما.
وأعلنت الشركة خلال مؤتمر صحفي الأربعاء أن الرحلات اليومية بين الرياض ولندن ستُخصص لمجموعة مختارة من المسافرين، بهدف التحقق التشغيلي المتسلسل لرحلات الطيران، تمهيدا للتشغيل التجاري الكامل المقرر قبل نهاية عام 2025.
وأوضح الرئيس التنفيذي لطيران الرياض توني دوغلاس أن المرحلة التالية من التشغيل ستشمل إطلاق رحلات إلى دبي ضمن خطة تدريجية للتوسع في الوجهات الإقليمية والدولية.
وقال خلال المؤتمر الصحفي في العاصمة الرياض “لقد أصبحنا على بُعد خطوات من التشغيل الكامل، وسوف نعلن خلال الأسابيع المقبلة عن بدء تسيير الرحلات إلى وجهات جديدة مع بدء استلام طائراتنا الجديدة”.
وذكر أنها ستبدأ استقبال طائراتها من طراز بوينغ 787 – 9 خلال الأشهر المقبلة. وتتوقع الشركة المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي (صندوق الثروة السيادي) بيع التذاكر للجمهور اعتبارا من ديسمبر.
وأكد أن بيع التذاكر التجريبية بدأ الأربعاء لموظفي صندوق الثروة في إطار مرحلة الاختبار التشغيلي الداخلي قبل الإطلاق التجاري المنتظم.
وتُعد الشركة جزءا من مبادرة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط من خلال تطوير قطاع النقل الجوي التجاري، بما يجعله مساهما في الناتج المحلي الإجمالي.
وتسعى السعودية إلى تحقيق أهداف طيران طموحة كجزء من رؤية 2030 الإصلاحية واسعة النطاق التي بدأت تنفيذها في عام 2016، بما في ذلك زيادة حركة الملاحة الجوية السنوية بأكثر من ثلاثة أضعاف إلى 330 مليون مسافر بحلول نهاية العقد الجاري.
وقال دوغلاس إن بدء إطلاق الرحلات “يُعد تجسيدا لرؤية تهدف إلى ربط المملكة بالعالم كركيزة لرؤية السعودية 2030. وتحقيق التزامنا ببدء العمليات في 2025”.
وتُعد لندن ودبي من أكثر الوجهات ازدحاما بالنسبة لشركات الطيران في الشرق الأوسط، إذ تُسيّر طيران الإمارات نحو 12 رحلة يوميا إلى العاصمة البريطانية، وهي وجهة مفضلة لسكان الخليج.
وفي سياق المنافسة على حصص الشرق الأوسط، تخطط الخطوط الجوية القطرية لتسيير 10 رحلات يوميا بين مطار هيثرو والدوحة هذا الشتاء.
ومنذ تأسيسها في 2023 بتمويل كامل من الصندوق، وضعت طيران الرياض طموحات كبيرة لتصبح من الشركات الوطنية الكبرى التي تربط البلد الخليجي بالعالم، متجهة بقوة نحو المنافسة مع كبريات شركات الطيران الخليجية مثل طيران الإمارات والخطوط القطرية.
وطلبت الشركة أكثر من 150 طائرة من شركتي بوينغ وأيرباص، لكنها لم تتسلم أيّا منها حتى الآن. وتخطط الشركة لإطلاق رحلاتها لمئة مدينة بحلول نهاية العقد الحالي.
150
طائرة حجم الأسطول الذي تستهدف الشركة امتلاكه بحلول عام 2030، وفق المسؤولين السعوديين
وسبق أن أبرمت اتفاقيات لشراء ما لا يقل عن 39 طائرة من طراز بوينغ 787 – 9، مع خيار لشراء 33 طائرة إضافية. ومن المقرر أن تبدأ عمليات تسليم طائراتها من أيرباص ذات البدن العريض في العام المقبل.
وكان دوغلاس، الذي كان يرأس شركة الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي، قد صرح في نوفمبر الماضي بأن طيران الرياض ستستلم أول طائرة أيرباص أي 321 خلال النصف الثاني من 2026، على أن يتم تسليم آخر طائرة في 2030.
وأكد حينها أن الشركة ستقرر لاحقا عدد الطائرات من طرازات أيرباص أي 321 وأي 321 أل.آر وأي 321 إكس.أل.آر الأكبر حجما التي قد تشملها الطلبية.
وجاء إتمام هذه الصفقة بعد أشهر من التكهنات حول تقرير يفيد بأن طيران الرياض اختارت شراء 100 طائرة بوينغ 737 ماكس على الأقل لتلبية احتياجاتها من الطائرات ضيقة البدن إلى جانب طائرات بوينغ 787 الأكبر حجما.
وتستهدف الشركة امتلاك أسطول بحجم 150 طائرة بحلول عام 2030، بحسب تصريحات سابقة للمسؤولين السعوديين.
وتستعد طيران الرياض من خلال إطلاق أولى رحلاتها التجارية، لإحداث ثورة في عالم الطيران والنقل الجوي وتجارب السفر حول العالم، عبر تبنّيها أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال.
وستزود طائراتها بالميزات الأكثر تطورا والأحدث مع التصميمات الداخلية المبتكرة والأفضل في فئتها، بما في ذلك الجيل القادم من أنظمة الترفيه الرقمية على متن الطائرة وحلول الاتصال.
