سمير سيروب داود لـ"العرب": على المعماري العربي أن يخرج من قوقعة الماضي
المعمار ليس فنا جماليا فحسب، بل فلسفة تتداخل فيها روافد التاريخ البشري والطبيعة والهويات وغيرها، كما أنه جوهر الحضارة الإنسانية، والعنصر الأساسي لحياة الإنسان. "العرب" كان لها هذا الحوار مع المهندس المعماري والمصمم الحضري العراقي - البريطاني من أصول أرمنية سمير سيروب داود، حول فن العمارة كما يراه.
يجسد المهندس المعماري والمصمم الحضري سمير سيروب داود ملامح الطفولة الهادئة وبدايات الحلم الأول من بغداد إلى أبوظبي – الإمارات، حيث ابتكر رؤيته المعمارية من خلال التصاميم الهندسية التي سعى عبرها إلى تحقيق التوازن بين الإنسان والفضاء الهندسي والطبيعة والمكان مع الحفاظ على أصالة التراث.
انطلق بخطى ثابتة، محمّلة بخبرة طويلة تمتد لعقود، حاملا رؤيته الإقليمية في العمارة، التي تعبّر عن رسالة إنسانية قبل أن تكون ممارسة هندسية، وفنا يسعى من خلاله إلى تشكيل سلوك الإنسان المتحضر المتأثر بالفكر الهندسي والإيحاء الفني.
يؤمن داود بأن العمارة ليست قالبا جامدا أو نمطا متكررا، بل هي فن وممارسة إبداعية متطورة يمارسها المهندس المعماري من خلال أفكاره المستلهمة من بيئته والمتفاعلة مع مناخها وثقافتها وتاريخها. فلكل مشروع تصميمه الخاص، ولكل مكان خصوصيته التي تستحق أن تُصاغ في شكل فني يعكس هويته وروح المكان. ومن هذا المنطلق، يؤكد أن الإبداع الحقيقي يكمن في الإصغاء إلى المكان وفهم احتياجات الإنسان فيه.
العمارة الإقليمية
في هذا الحوار نجدد حضوره في الوسط الثقافي، حيث أعددنا له أسئلة نموذجية تنبع من تلاقح أصوله العراقية والأرمنية وخبرته البريطانية التي شكلت لديه رؤية عالمية تمزج بين الأصالة والحداثة وبين الحنين إلى الماضي واستشراف الحاضر والمستقبل، نستلهم من مشاريعه القيم الإنسانية والجمال المعماري في تأصيل الهوية الثقافية للوطن لتنتج تصاميم تحاكي وجدان الإنسان وتستحضر روح المكان في كل تفاصيل العمران.
في حديثه لـ”العرب” يعرف سمير سيروب داود هويته الشخصية والثقافية مبينا انعكاسها على رؤيته الفنية المعمارية وفلسفته في التصميم، يقول “أنا معماري ومصمم ومفكر حضري عراقي بريطاني من أصول أرمنية، امتدت مسيرتي المهنية قرابة نصف قرن، أخذتني خارج وطني العراق لأمارس فن العمارة في المملكة المتحدة، ثم في السعودية وتونس وقطر والهند، وما زلت اليوم أعمل رئيسا ومصمما أول في مكتبي ‘استشاري الديار’، الذي أسسته عام 1988 في دولة الإمارات.”
ويضيف “جوهر رؤيتي الفنية والمعمارية يحتضن الإنسان والطبيعة ويُعنى بتعايشهما كمحور أساسي للتطور والرخاء المجتمعي، لأن أفلاكي كمصمم معماري تدور حول القيم الإنسانية، فأنا أؤمن بأن ‘كل أرض تُزرع فيها محبة الوطن’.”
ويضيف “بعد تخرجي في جامعة بغداد تابعت مسيرتي الأكاديمية والمهنية في لندن ونتيجة تأثري بأعمال وفلسفة معماريين دوليين عملت معهم في بدايات مسيرتي، أخص بالذكر المرحوم الدكتور محمد مكية (رائد العمارة العربية المعاصرة)، الذي عملت معه عن قرب لعدة أعوام، نشأت لدي رغبة عميقة في اكتشاف ما هو صادق أصيل وإنساني في عملية التصميم سعيا نحو التميز في النتاج المعماري، توجّهتُ بعد ذلك بدراستي الأكاديمية إلى مدرسة الـAA في لندن (الجمعية المعمارية وهي من أقدم وأشهر المدارس المعمارية في العالم)، حيث التقيت المعمارية العالمية الفذة المرحومة زهاء حديد، وعددا من كبار المعماريين الدوليين كمدرسين.”
ويتابع “هناك تعمقت في مفهوم ‘العمارة الإقليمية’ (Regional Architecture)، التي تُعنى باكتشاف الجينات الخاصة بالموقع لأي مشروع وتحليل خصائصه لاستخلاص ما هو ملائم ومكتسب من بيئته وتربته ومناخه المحلي، بما ينسجم مع حضارة وتاريخ وتقنيات المجتمع. ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه المدرسة الفكرية جزءا من هويتي ورؤيتي الفنية المعمارية ونهجا فلسفيا وفكريا أقتدي به في تصاميمي، وما زلت مؤمنا به وملتزما به بكل قناعة وإيمان.”
لا يرى داود أنه من المناسب أن يتشبث المعماري بنمط أو طراز تصميمي واحد يتبعه في جميع الحالات، فيغلب هويته الشخصية على حساب هوية المشروع والموقع والمجتمع، برأيه الأجدر أن يكون المعماري مرن الفكر متكيّفا مع كل حالة تصميمية، متفتح الذهن، ثاقب الرؤية، قادرا على اكتشاف هوية وجينات كل مشروع يتعامل معه كحالة فريدة، تماما كما لكل إنسان خصوصيته وشخصيته المختلفة عن الآخر.
تسأله “العرب” هل هناك اختلاف تقني أو فني أو هندسي بين العمارة العربية والغربية؟ وكيف يوازن بينهما في أعماله؟ فيجيبنا “لا أؤمن بوجود اختلاف جوهري، من حيث الفلسفة الفكرية، بين العمارة الشرقية العربية والغربية، أو في عملية التصميم بين هاتين الحضارتين، ففن العمارة اليوم ذو هوية عالمية، ولا يمكن الفصل بين العمارتين بالمعايير الشكلية والتعبيرية فقط، طالما أن الإنسان هو محور النتاج والإنسانية هي الغاية المنشودة.”
ويستدرك “لكن ما يُحدّد الفارق بينهما هو النهج الفكري والعلمي المتّبع في عملية التحليل والتصميم للوصول إلى النتاج الفني المبدع والأصيل. وهذا الفكر هو ما ينتج عمارة إقليمية متميزة تُعنى بالموقع الجغرافي للمشروع، وتتكيف مع بيئته ومقوماته المناخية والطبيعية والثقافية والاجتماعية والتقنية. ومن هنا تتحدد تبعية التصميم الجغرافي سواء أكان شرقيا أم غربيا أم غير ذلك.”
المعماري يرى أن المدينة العربية اليوم تعيش حالة من الإفلاس البيئي والمعماري والفني والتخطيطي تُهمّش الإنسان والإنسانية
ويتابع “لجأت منذ بداياتي إلى مدرسة ‘العمارة الإقليمية’ في التصميم، وتعمقت فيها منذ دراستي الجامعية في الغرب وما بعدها خلال ممارستي المهنية الدولية. وبالتالي فإن انفتاحي على الحضارات من جهة، وعولمة منهجية هذه الفلسفة التصميمية من جهة أخرى، هما ما يضمنان لي التوازن والتكامل الأمين بين الثقافتين في أعمالي الفنية.”
أما عن اعتبار فن العمارة جسرا يربط بين تراث الثقافات ورغبات الإنسان المعاصر، فيقول “لا يمكن لفن العمارة أن يكون جسرا يربط بين تراث الثقافات من جهة ورغبات الإنسان المعاصر من جهة أخرى، إذا كان فهمنا للتراث الفني وثقافاته مقتصرا على لمحات جامدة من الماضي الجميل، مطوية في الذاكرة الإنسانية كأنماط فنية انتهى زمنها. بهذا الجمود والعزلة الزمنية يفقد التراث قيمته الفنية والحضارية ضمن مفاهيم المعاصرة، الراحلة زهاء حديد، عندما سُئلت في مقابلة تلفزيونية عن رأيها في عمارة العمالقة العرب والعراقيين التقليدية أو المتأثرة بالتراث، أجابت بأن تلك العمارة ‘لا موقع لها اليوم’، ووصفتها بالإنجليزية: Irrelevant.”
ويضيف “أما إذا تقبّلنا أن التراث بثقافاته يُصنع كل يوم في مجتمعاتنا وفي أركان مدننا، وأحيائها وساحاتها وحدائقها، ويُضيف باستمرار إلى المخزون الفني الحضاري، فحينها يصبح المعمار وعماراته خير جسر للتواصل الحضاري والفني، ولترابط الثقافات بما فيها التراثية، من خلال ترجمة أنماط وأساليب المعيشة العصرية للإنسان وبيئته الحضرية.”
ويواصل “برأيي، على المعمار الشرقي العربي أن يخرج من قوقعة الماضي الجميل ويتجاوز اقتباس المفردات والجمل المعمارية البالية والابتعاد عن التشبث بثنائيات ‘ماذا’ و’لماذا’، لأن التاريخ معروف ومسلم به. عليه أن يصنع تراثه اليوم وغدا، ويخوض تحديات ‘الكيف’: كيف يواجه تقنيات وبيئة المستقبل، وكيف يحدد موقعه وقيمته في بناء مدن الغد، وكلما ابتعد المعمار العربي عن هذا المجال ضعفت قدرته على بناء الجسور بين ثقافات التراث والغد خصوصا وأن التقنية في العالم العربي لا تزال متأخرة عن ركب التطور، فكيف سيكون حالها حين نغوص أكثر في عالم الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي؟”
المدينة كائن حي

نسأل داود هل يرى أن هندسة عمارة المدن تؤثر في صقل شخصية الإنسان وهويته داخل المجتمع؟ فيجيبنا “أولا، أود التعقيب بأن تصميم المدن هو فن مدعّم بالعلم وليس عملية هندسية بحتة. إنها عملية مشتركة تتداخل فيها تخصصات بيئية وفنية وجمالية وإنسانية تخضع جميعها لدراسات علمية تحليلية متنوعة، فالهندسة تُقنّن وتُقوْلب الأمور أما المدن فهي كائن حيّ عضوي متغير التركيب.”
ويضيف “المدينة كإنسان: لها قلب نابض هو مركزها، ولها ذاكرة وعاطفة تتمثل في أحيائها القديمة ومبانيها التراثية ومرافقها التاريخية، ولها أوردة وشرايين هي الأزقة والشوارع والأنهار التي تضمن كفاءة الحركة والنقل العام ولها رئة ومتنفس في حدائقها وخضرتها. فإذا كان نسيج المدينة وروحها نابضا بالحيوية والترابط والكفاءة، وجد الإنسان نفسه سعيدا بشخصية مطمئنة متصالحة مع بيئته، ويعيش يومه بتفاؤل وسلام، والإنسان السعيد سيعود بدوره ليحافظ على مدينته، بل ليساهم بمسؤولية في بناء بيئة صحية له ولمجتمعه وللأجيال القادمة.”
جوهر رؤية داود الفنية والمعمارية أن يحتضن المعمار الإنسان والطبيعة ويُعنى بتعايشهما كمحور أساسي للتطور والرخاء المجتمعي
ويتابع “هكذا يمكن القول إن فن تصميم المدن، إذا مورِس على أسس فنية وعلمية وإنسانية مسؤولة، فله أثر مباشر في صقل شخصية الإنسان وهويته وتهذيب فكره وأسلوب حياته وتفاعله مع مجتمعه. فإذا كانت مدينته تدعو إلى الجمال والرقي، سيتبعها هو كذلك. وإذا شجعت بيئته على الاستدامة وترشيد الطاقة فسيفعل، وإذا وفرت مرافق للصحة والرياضة واللياقة، تحفز على النشاط. وإذا رعت المسنين وأصحاب الهمم عبر خدمات إنسانية لائقة، تشرّب المجتمع هذه القيم بدوره، وهكذا تكتسب المدينة نبض الخير وتزرع فيها بذور المحبة والإنسانية، ومن هذا المنظار يُبنى الإنسان وتُبنى الأوطان، وهذا ما تناولته في كتابي الأخير باللغة الإنجليزية بعنوان: BUILDING THE MAN, BUILDING THE NATION.”
من بين مشاريعه في الإمارات والعراق، نسأله عن المشروع الذي كان تحديا حقيقيا، يقول سمير سيروب داود “للإجابة على هذا السؤال أعود إلى عام 2000، حين تم اختيار مكتب ‘استشاري الديار’ من قبل شركة أدنوك للتوزيع في أبوظبي كأول استشاري لتصميم وإدارة تنفيذ ستين محطة تعبئة بترول موزعة في أرجاء الإمارات، ضمن خطة التنمية الاقتصادية للشركة، كان التحدي ليس فقط في أن يتماشى التصميم مع المعايير الفنية العالمية ويليق بسمعة الشركة، بل في إنجاز هذا العدد الكبير بسرعة عالية وبدقة فنية وتقنية متقدمة، مع تنوع أحجام المحطات ومواقعها بين المدن والطرق السريعة.”
ويضيف “أعتبر مشروع محطات أدنوك للتوزيع بهويتها النيليّة المميزة من أهم بذور التطور المدني والعمراني في دولة الإمارات مع مطلع الألفية الجديدة، لما عكسته من مؤشرات نهضة حضارية في خدمة الإنسان وتسهيل تنقله، وزيادة كفاءة الترابط المحلي والإقليمي للدولة. كما ساهم المشروع في رفع مكانة المدينة على المستويين الإعلامي والسياحي، لذلك أعدّه شرفا عظيما ومسيرة نجاح رائدة لي ولمكتبي، وإحدى أبرز محطات الإبداع والتحدي في مشواري المهني.”
أما عن المعايير التي تجعل مبنى ما خالدا في ذاكرة الناس، فيقول “يُصبح المبنى خالدا في ذاكرة الناس عندما تنبع فلسفته التصميمية من تحليل ذكي وفكر إنساني صادق، مبرر تقنيا، مسؤول حضاريا، وملائم بيئيا، بحيث يشعر الإنسان داخله بألفةٍ وانتماءٍ وراحةٍ نفسية، هذه هي دعائم الخلق والإبداع المعماري المتميز الذي يصبو إليه المعماري البارع والمسؤول.”
ويضيف “أما إذا ارتقى المعمار بتصميمه إلى ما بعد التميز والبراعة، وبلغ مرتبة الابتكار وكسر المألوف عندها يصبح المبنى خالدا في الذاكرة الإنسانية، فالابتكار هو أصعب مراتب الإبداع، قوله سهل وإنجازه عسير. ولهذا لا ينفرد به إلا القلائل من المعماريين ذوي الجرأة والعبقرية الفذة، مثل زهاء حديد التي كسرت مفاهيم العمارة المعاصرة، وسخّرت الخرسانة لتبدو عائمة في الفضاء بانسيابية ديناميكية تتحدى قوانين الطبيعة. وشخصيا أعتبر مبنى فندق ومكاتب ‘أوبُس (OPUS)’ من تصميم زهاء حديد في دبي أحد تلك المباني الخالدة في الذاكرة الإنسانية، وليس غريبا أن اتخذته مقرا رئيسيا لمكتبي ‘استشاري الديار’ تخليدا لها وتقديرا لعبقريتها وإعجازها المعماري.”
لا يرى داود أنه من المناسب أن يتشبث المعماري بنمط أو طراز تصميمي واحد يتبعه في جميع الحالات، فيغلب هويته الشخصية على حساب هوية المشروع والموقع والمجتمع
حول مشاريعه المستقبلية يقول سمير سيروب داود “بعد نحو أربعين عاما من العمل في دولة الإمارات بكل إخلاص ومهنية ومن خلال مكتبي الذي ساهم في تصميم وإنجاز مشاريع عملاقة مثل: الأحياء السكنية في فيكتوري هايتس وكنال ريزيدنس، وجزر الجميرا في دبي، ومشروع المدى في العين ونوادي الغولف الدولية في أبوظبي والدوحة وأبراج البحر، ومعارض BMW وRolls Royce وMini Cooper في أم النار، ودلما مول ومجمع البستان ومستشفى ميديكلينك، إضافة إلى عدد كبير من الفنادق والمنتجعات السياحية الفاخرة في أنحاء الدولة، امتدت مواقع تلك المشاريع على مساحة تجاوزت عشرين كيلومترا مربعا من أرض الإمارات الصحراوية، حولتها بفضل العمل الدؤوب إلى واحات من قصص النجاح والفخر المهني. ومع ذلك أجد نفسي اليوم عاجزا عن تحقيق مثل هذا النجاح في بلدي الأول العراق ليس إهمالا مني، بل لأن العراق -للأسف- منشغل عن أبنائه المخلصين من ذوي الخبرة والمعرفة الحق.”
ويرى أن “بغداد، ولأكثر من عشرين عاما منذ سقوطها، تدور في فلك العبث البيئي والعمران العشوائي، متناسية أولويات بناء المدينة الجميلة الآمنة المستدامة ناهيك عن استحقاقات بناء الإنسان والوطن المتعافي، ومع هذا ما زلت أسعى لتحقيق جزء من أحلامي بتصميم وتطوير ما يتاح من فرص استثمارية في القطاع الخاص ببغداد مستندا إلى خبراتي ورؤيتي في التنمية داعيا الله أن يوفقني في هذه الخطوات المتواضعة لأترك بصمتي المعمارية تحت سماء بغداد وظلال نخيلها الشامخ وغروب شمسها الساحر على ضفاف دجلة الخالد.”
نسأله عن الرسالة التي يود نقلها من خلال تخطيطه المعماري الحضري، ليقول “إن تخطيط وتصميم المدن أمانة تاريخية وحضارية تقع على عاتق المعماريين والمصممين الحضريين ومسؤولية كبرى لما لها من تبعات بيئية واقتصادية واجتماعية، يمتد أثرها إلى الأجيال القادمة. المدينة بمفاهيمها التخطيطية العصرية يجب أن تكون جميلة هانئة سعيدة وآمنة في مبانيها وساحاتها وحدائقها وشوارعها لتسعد بها المجتمعات.”
ويضيف “يجب أن تكون متعافية بمرافقها الخدمية والصحية والرياضية ترعى بإنسانية جميع فئات المجتمع العمرية والنفسية والاجتماعية، كما ينبغي أن تكون مدينة مستدامة ومسؤولة لا تفرّط في توازن الطبيعة ولا تسيء استخدام الطاقة الأحفورية، بل تؤمن بالطاقة المتجددة وتحافظ على الموارد الطبيعية، ويجب أن تكون رَصينة التصميم، قادرة على مواجهة التقلبات المناخية والفيضانات والعواصف، وتوفر الحماية والأمان لساكنيها وزائريها، علينا أن نسعى إلى مدينة ذكية متطورة، وكفؤة متصلة رقميا لتيسير شؤون الناس اليومية والمؤسسية، وبتأمل ثقل هذه المسؤولية التاريخية وإذا كانت المدينة مرآة المجتمع فعلينا أن نسأل: ما الصورة التي يريد المعمار ومصمم المدن العربي أن يعكسها لأبنائه وأحفاده؟ خصوصا أن المدينة العربية اليوم -وللأسف- تعيش حالة من الإفلاس البيئي والمعماري والفني والتخطيطي تُهمّش الإنسان والإنسانية.”