خسائر النفط تتعمق مع اتجاه أوبك+ لتعزيز وتيرة زيادة الإنتاج
لندن- عمّقت أسعار النفط في الأسواق العالمية خسائرها مع دراسة تحالف مجموعة أوبك+ تعزيز وتيرة زيادة الإنتاج خلال الأشهر المقبلة، وسط تزايد المخاوف بسبب تسارع الأحداث التي تؤثر على القطاع.
وانخفضت الأسعار الثلاثاء بعدما دعمت زيادة أخرى متوقعة في إنتاج التحالف واستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق عبر تركيا توقعات حدوث فائض في المعروض قريبا.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر، التي ينقضي أجلها الثلاثاء، سنتا أميركيا واحدا، أو 1.5 في المئة، مسجلة 67.13 دولارا للبرميل.
تاماس فارجا: ضغوط البيع اشتدت مع التلميح إلى زيادة إنتاج أوبك+
وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 62.68 دولارا للبرميل، بانخفاض 77 سنتا أو 1.2 في المئة.
وتأتي هذه الانخفاضات امتدادا لتراجع الاثنين عندما سجل كل من برنت وخام غرب تكساس هبوطا بأكثر من ثلاثة في المئة عند التسوية بعدما تكبدا أكبر خسائر يومية منذ أول أغسطس الماضي.
وقال تاماس فارجا، المحلل لدى شركة بي.في.أم، لرويترز إن “ضغوط البيع اشتدت مع تلميح مصادر من أوبك+ إلى زيادة أخرى في الإنتاج عقب انخفاض الأسعار بعد استئناف صادرات النفط الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا”.
ووفقا لثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات، من المتوقع أن توافق مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، بمن فيهم روسيا، في اجتماع مقرر الأحد المقبل على زيادة أخرى في إنتاج النفط لا تقل عن 137 ألف برميل يوميا.
وقال إيد مائير، المحلل في شركة ماريكس، “على الرغم من أن أوبك+ تضخ أقل من حصتها على أي حال، لا يبدو أن السوق تحب حقيقة أن المزيد من النفط قادم”.
وفي العراق بدأ النفط الخام يتدفق منذ السبت الماضي عبر خط أنابيب من إقليم كردستان في شمال العراق إلى تركيا للمرة الأولى منذ عامين ونصف العام، بعد أن كسر اتفاق مؤقت الجمود.
وظلت السوق حذرة في الأسابيع القليلة الماضية، إذ وازنت بين مخاطر الإمدادات، الناشئة بشكل رئيسي عن هجمات طائرات مسيرة أوكرانية على مصاف روسية، وبين توقعات فائض المعروض وضعف الطلب.
وسيمثل ضخ أوبك+ المزيد من الإمدادات إلى سوق يقول محللون رئيسيون إنها لا تحتاجها، إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يشهد العام المقبل فائضا قياسيا في المعروض النفطي.
ونشرت شركة توتال إنيرجيز الفرنسية الاثنين بيانات أظهرت أن سوق النفط ستعاني فائضا في المعروض بشكل فصلي خلال العام الجاري.
وكتب محللو آي.أن.جي غروب ومن بينهم وارن باترسون في مذكرة “تشير توقعاتنا بوضوح إلى أن الإمدادات الإضافية ليست مطلوبة. نتوقع أن تتحول السوق لتسجيل فائض كبير في الربع الرابع من 2025، وأن تظل في حالة فائض حتى عام 2026”.
إيد مائير: لا يبدو أن السوق تحب حقيقة أن المزيد من النفط قادم
وتوقع بنك غولدمان ساكس الثلاثاء أن يرفع تحالف حصص إنتاج النفط 140 ألف برميل يوميا لشهر نوفمبر، وذلك قبل اجتماع التحالف المزمع بعد أيام.
وتحدث خبراء البنك في مذكرة للمتعاملين عن إمكانية زيادة الإنتاج بكميات أكبر استنادا إلى عوامل تتضمن زيادة طفيفة فقط في المخزونات التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا وآسيا.
ولا يزال إجمالي المخزونات أقل قليلا من مستويات العام الماضي، ومخزونات الخام الأميركية عند أدنى مستوى لها في ثمانية أشهر.
وأضاف غولدمان ساكس “لا يزال الطلب من آسيا قويا، ونتوقع احتمالات هبوط إنتاج النفط الروسي”، موضحا أن إنتاج روسيا انخفض إلى ما دون المستويات التي سبق أن توقعها.
وفي غضون ذلك، حصل الرئيس دونالد ترامب على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مقترح أميركي للسلام في قطاع غزة، لكن هناك تساؤلات بشأن ما إذا كانت حركة حماس ستقبل الخطة.
وقال فارجا “إن في أفضل الاحتمالات ستعود حركة الملاحة عبر قناة السويس إلى طبيعتها بعد اتفاق سلام في غزة، مما سيزيل جزءا كبيرا من المخاطر الجيوسياسية”.
وذكر محللو شركة أي.أن.زد في مذكرة الثلاثاء أن خطر إغلاق الحكومة الأميركية أدى إلى زيادة المخاوف بشأن الطلب.
ويعني الإغلاق توقّفا جزئيا أو كليا لعمل الوكالات والمرافق الحكومية الفيدرالية بسبب عدم إقرار الميزانية السنوية أو قانون الإنفاق المؤقت من قبل الكونغرس والرئيس في الوقت المحدد؛ الذي يكون عادة قبل بداية السنة المالية التي تبدأ في أكتوبر من كل عام.