حمية المتوسط تبطئ تطور الأمراض المزمنة في سن الشيخوخة
ستوكهولم ـ يبطئ النظام الغذائي القائم على حمية البحر الأبيض المتوسط تطور الأمراض المزمنة في سن الشيخوخة، وفق ما أفادت به دراسة لعلماء سويديين.
وتشير مجلة “نيتشر إيجينغ” إلى أن هذه الدراسة شملت 2473 مشاركا من كبار السن، حيث تابع الباحثون حالتهم الصحية على مدار 15 عاما، وقيّموا خلالها تأثير الأنماط الغذائية المختلفة على وتائر تطور وتراكم الأمراض المزمنة لديهم، وهي حالة تُشخَّص عندما يُصاب الشخص بعدة أمراض في وقت واحد، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز العصبي.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الأكثر صحة كانوا من الذين اتبعوا نظام حمية المتوسط، أو نظاما غذائيا صحيا بديلا، حيث كانت وتيرة تراكم الأمراض لديهم أقل بنسبة 5 إلى 6 في المئة من المتوسط.
وقد طورت الحمية خصيصا لإبطاء التغيرات الدماغية المرتبطة بالتقدّم في العمر، والوقاية من الأمراض التنكسية العصبية. وتشمل هذه الحمية تناول كميات كبيرة من الخضروات الورقية والثمار والمكسّرات، والبقوليات والحبوب الكاملة والأسماك واللحوم الخالية من الدهون وزيت الزيتون.
وتتشابه مبادئ هذه الحمية بشكل كبير مع حمية البحر الأبيض المتوسط.
وأظهرت النتائج تدهورا متسارعا في صحة المشاركين الذين تناولوا كميات كبيرة من اللحوم المصنّعة والسكر والدهون المشبعة، حيث كان تراكم الأمراض لديهم أسرع بنسبة تقارب 5 في المئة مقارنة بالمتوسط.
أهم ما يميز تلك الحمية هو احتواؤها على الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية الطازجة، والقليل من اللحوم والألبان
كما اتضح أن العلاقة الأوضح بين النظام الغذائي وتعدد الأمراض ظهرت في حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الأمراض العصبية والنفسية.
وأشارت النتائج إلى أن النساء وكبار السن كانوا أكثر عرضة للتأثيرات السلبية لاتباع نظام غذائي غير صحي.
وحمية المتوسط هي النظام الغذائي التقليدي للدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط مثل اليونان وكرواتيا وإيطاليا، وتعرف تلك الحمية بأنها تعزز من صحة القلب وتنقص الوزن، وتحد من خطر الإصابة بالسرطان والزهايمر. وأهم ما يميز تلك الحمية هو احتواؤها على الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية الطازجة، والتقليل من اللحوم والألبان ومشتقاتهما مما يساهم في خسارة الوزن والحفاظ على صحة جيدة.
تُعد حمية المتوسط من أكثر الأنظمة الغذائية شهرة حول العالم، حيث حظيت بإعجاب الكثيرين، نظرًا لفوائدها الصحية المُتعددة، وتأثيرها المتميز على الصحة العامة والوقاية من الأمراض المختلفة.
وتتميز حمية المتوسط بأنها غنية بالألياف والدهون الصحية، التي تُفيد في دعم صحة القلب والجسم بشكل عام؛ مما جعل البعض يظن أنها مثل الحميات التي يتبعها سكان اليونان وإسبانيا، والتي تُعد أحد الأسباب الرئيسية وراء تمتعهم بعمر أطول، وانخفاض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة.
وتكمن أهمية هذه الحمية في تأثيرها المباشر على الوظائف الحيوية للجسم، وقدرتها على دعم التوازن الغذائي دون حرمان، مما يجعلها خيارًا عمليًا لمن يسعى للوقاية من الأمراض، أو الحفاظ على وزن صحي.
ولا تقوم حمية البحر الأبيض المتوسط على مبدأ الحرمان أو تقليل السعرات بشكل صارم، بل تعتمد على اختيار مكونات غذائية طبيعية، ومتنوعة تُلبّي احتياجات الجسم اليومية، وتعكس مكونات هذا النظام عادات غذائية تقليدية، اتّبعها سكان دول البحر الأبيض المتوسط لقرون، وهي مكونات أثبتت فعاليتها في دعم الصحة العامة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض.
وتتكوّن هذه الحمية من مجموعة من الأطعمة الأساسية التي تُشكّل القاعدة اليومية للتغذية، إلى جانب عناصر أخرى تُستخدم باعتدال، ما يجعلها متوازنة ومتكاملة من الناحية الغذائية.