حفيدة الموجي تُشعل المسرح الكبير بإحساسها الفني
القاهرة ـ في أمسية موسيقية دافئة احتضنها المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، تألقت الفنانة الشابة فرح الموجي في الليلة الثانية من فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، حيث قدّمت فقرتها الغنائية الثانية وسط حضور جماهيري غفير، جمع بين عشّاق الطرب الأصيل ومتابعي الأصوات الصاعدة في الساحة الفنية.
واختارت فرح تنتمي إلى عائلة موسيقية عريقة، أن تُحيي أمسيتها بأغنيتين من كنوز التراث الغنائي العربي، الأولى “بكرة يا حبيبي” من كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور وألحان الموسيقار كمال الطويل، والثانية “عيون القلب” التي كتبها عبد الرحمن الأبنودي ولحّنها جدها الموسيقار الكبير محمد الموجي، أحد أبرز أعمدة الموسيقى العربية في القرن العشرين.
وقد بدا واضحًا أن فرح لا تكتفي بتقديم الأغاني، بل تُعيد إحياءها بإحساسها الخاص، حيث مزجت بين الوفاء للأصل وبين بصمتها الفنية، ما جعل الجمهور يتفاعل معها بحرارة، ويُقابل أدائها بتصفيق طويل، خاصة عند ختام أغنية “عيون القلب” التي تُعد من أيقونات الغناء العربي.
مشاركة فرح الموجي في مهرجان الموسيقى العربية تأتي في سياق دعم الأصوات الشابة التي تحمل على عاتقها مسؤولية تجديد العلاقة بين الجمهور والموسيقى الكلاسيكية، في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتتغير فيه الأذواق. وقد استطاعت فرح، من خلال أدائها المتزن وصوتها العذب، أن تُثبت أن الطرب الأصيل لا يزال قادرًا على جذب الأجيال الجديدة، إذا ما قُدّم بروح معاصرة دون أن يُفرّط في جوهره.