تصعيد الضغط الأميركي على روسيا يرفع أسعار النفط

أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بعدما أدت العقوبات الأميركية على أكبر شركتين روسيتين للنفط إلى تأجيج المخاوف بشأن الإمدادات.
الجمعة 2025/10/24
أين ستصرفون إنتاجكم

لندن- ارتفعت أسعار النفط الجمعة، لليوم الثاني تواليا بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكبر منتجي النفط في روسيا، في الوقت الذي صعّد فيه الرئيس دونالد ترامب الضغط على فلاديمير بوتين للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وواصلت الأسعار الذي سجلته الخميس متجهة لتحقيق مكاسب أسبوعية بعدما أدت العقوبات الأميركية على أكبر شركتين روسيتين للنفط على خلفية الحرب في أوكرانيا إلى تأجيج المخاوف بشأن الإمدادات.

وزادت قيمة العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتا، أو 0.7 في المئة، إلى 66.45 دولار كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتا، أو 0.7 في المئة، إلى 62.25 دولار.

والخميس صعد سعر خام برنت بنسبة تصل إلى 3.9 في المائة، ليتداول قرب 65 دولارا للبرميل، بينما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 61 دولارا عقب إدراج روسنفت ولوك أويل على القائمة السوداء الأميركية.

66.45

دولار السعر الذي بلغه برميل خام برنت الجمعة من مستوى 65 دولار للبرميل يوم الخميس

وعزت الولايات المتحدة هذه الخطوة إلى عدم التزام موسكو بالسلام. وأشار كبار المسؤولين التنفيذيين في مصافي التكرير في الهند، وهي مشتر رئيسي للنفط الروسي، إلى أن القيود ستجعل استمرار التصدير مستحيلا.

وشكّلت العقوبات تراجعا كبيرا لترامب الذي أعلن قبل أسبوع واحد فقط عن خطط للقاء بوتين، وألمح مرارا إلى استعداد روسيا لإنهاء الحرب.

ومع ذلك، بحلول يوم الثلاثاء الماضي، صرّح بأنه لا يرى أي فائدة في اجتماع لن يُسفر عن نتائج. وفسّر المحللون العقوبات على أنها تحول ملحوظ في السياسة.

وأشار وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في مجموعة آي.أن.جي في سنغافورة، إلى أن هذه العقوبات تُشير إلى تغيير في نهج ترامب تجاه روسيا، وقد تُمهّد الطريق لفرض عقوبات أكثر صرامة في المستقبل، مما قد يؤثر على صادرات النفط الروسية.

وقال لوكالة بلومبيرغ إن “حالة الغموض لا تزال قائمة بشأن مدى فاعلية العقوبات وتأثيرها الملموس على الصادرات في نهاية المطاف.”

وعقب الإعلان، أعرب ترامب عن نيته مناقشة مشتريات الصين من النفط الروسي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماعهما المُقرر في الأسبوع القادم في كوريا الجنوبية. كما أشار إلى أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكد له أن بلاده ستُخفّض وارداتها.

وبرزت الهند والصين كأكبر مستهلكين للنفط الروسي بعد أن نأت دول أخرى بنفسها عن موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.

وبينما فرض ترامب رسوما جمركية باهظة على الهند بسبب تجارتها مع روسيا، امتنع عن اتخاذ إجراءات مماثلة ضد الصين.

وارن باترسون: حالة الغموض لا تزال قائمة بشأن مدى فاعلية العقوبات

وقبل أسبوع واحد فقط، فرضت المملكة المتحدة عقوبات على شركتي طاقة صينيتين تُشاركان في التعامل مع النفط الروسي، إلى جانب عقوبات على شركتي روسنفت ولوك أويل.

ولاحظت راشيل زيمبا، المحللة في مركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن، أنه على الرغم من أن هذه الخطوة تُعدّ من أهم الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة حتى الآن، إلا أن تأثيرها قد يُخفّف من خلال استخدام شبكات مالية غير مشروعة.

وأشارت إلى أن التأثير الحقيقي سيتوقف على ما إذا كانت الصين والهند تخشيان المزيد من التصعيد من خلال عقوبات ثانوية.

وتُعدّ شركة روسنفت بقيادة إيغور سيتشين، حليف بوتين المقرب، وشركة لوك أويل المملوكة للقطاع الخاص، أكبر منتجين للنفط في روسيا، حيث تُشكّلان معا ما يقرب من نصف صادرات البلاد من النفط، وفقا لتقديرات بلومبيرغ.

وتُساهم الضرائب على قطاعي النفط والغاز بنحو ربع الميزانية الفيدرالية لروسيا، بحسب التقديرات.

ومثّلت الإجراءات الأميركية انحرافا صارخا عن السياسات السابقة، مثل تحديد مجموعة الدول السبع سقفا لسعر النفط الروسي بهدف الحد من عائدات الكرملين دون تعطيل الإمدادات العالمية أو التسبب في ارتفاع الأسعار.

وأشارت فاندانا هاري، مؤسسة شركة “فاندا إنسايتس” ومحللة متخصصة في أسواق الطاقة، إلى أن الأسواق ستحتاج إلى وقت لاستيعاب آثار العقوبات بشكل كامل، واصفة إياها بأنها مصدر قلق كبير لمصافي التكرير في الهند والصين.

وفي غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة عقوبات جديدة تستهدف روسيا. وستُطبق هذه الإجراءات على 45 كيانا متهما بمساعدة موسكو في التهرب من القيود القائمة، بما في ذلك 12 شركة مقرها في الصين وهونغ كونغ.

وتعافت أسعار خام برنت بعد بلوغ أدنى مستوى لها في خمسة أشهر الاثنين الماضي، مدعومة بانتعاش العقود الآجلة الأربعاء وسط مؤشرات على أن موجة البيع الأخيرة كانت مبالغا فيها، مع تراجع ملحوظ في مخزونات النفط الأميركية.