تدريب المشي يخفف ألم الفُصال العظمي للركبة
برلين - أظهرت نتائج دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة يوتا الأميركية ونُشرت في مجلة “ذا لانسيت لأمراض الروماتيزم” المتخصصة أن تدريب المشي يخفف ألم الفُصال العظمي للركبة بنفس قدر الأدوية.
وفي هذه الدراسة، التي شملت 68 شخصا مصابا بالفصال العظمي للركبة واستمرت عاما كاملا، ساهم تعديل طفيف في زاوية القدم أثناء المشي في تقليل ألم المشاركين المصابين بالفُصال العظمي في الركبة بشكل ملحوظ خلال عام.
وبعد مرحلة تدريب استمرت ستة أسابيع والمزيد من التدريب الذاتي، تمكن المشاركون من الحفاظ على زاوية القدم الموصوفة لهم في حدود درجة واحدة في المتوسط.
ومقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي “البلاسيبو”، كان تخفيف الألم يقع في مكان ما بين ما يُتوقع من دواء يُصرف دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين ومسكنات الألم الموصوفة طبيا مثل الأوكسيكودون.
كما توصلت نتائج الدراسة إلى أن تآكل غضروف المفصل كان أقل لدى الأشخاص، الذين خضعوا لتدريب المشي، مقارنة بالأشخاص، الذين تلقوا علاجا وهميا فقط.
تآكل غضروف المفصل كان أقل لدى الأشخاص الذين خضعوا لتدريب المشي، مقارنة بالأشخاص الذين تلقوا علاجا وهميا فقط
وجدير الذكر أن الفُصال العظمي للركبة يعني تآكل غضروف مفصل الركبة، ما قد يكون مؤلما للغاية. وحاليا، لا توجد طريقة لعلاج هذا التلف الغضروفي. وعادة ما يتطلب الفُصال العظمي للركبة عقودا من إدارة الألم قبل التوصية باستبدال المفصل.
ولا يعتبر المشي مضراً لخشونة الركبة على الإطلاق بل على العكس تماماً فإن الأطباء ينصحون بالمواظبة على رياضة المشي ولو لفترات قصيرة من اليوم لما لذلك من دور كبير في تحفيز الدورة الدموية في جسم الفرد ما يسرع من عملية الشفاء في منطقة الإصابة، هذا لأن المشي يتم فيه تحريك كافة العضلات المتواجدة في الجسم وهو ما يعود على الفرد بالكثير من الفوائد.
وقد أثبتت إحدى الدراسات الحديثة أن المشي له العديد من الفوائد للمرضى الذين يعانون من خشونة مفصل الركبة. وينصح خبراء اللياقة البدنية المرضى الذين يبدأون في مزاولة هذا النشاط بالمشي 3 آلاف خطوة يوميا على أن تتم زيادة مسافة المشي إلى أن تبلغ 6 آلاف خطوة. وهناك أجهزة إلكترونيه متوفرة معروفة باسم ” بيدومتر” يتم وضعها في الجيب أو حول الخصر أو الرسغ لقياس عدد الخطوات التي يخطوها المريض.
وإذا كان المشي لفترة طويلة يسبب ألما للمريض فإن عليه أن يقسم المشي إلى فترات متقطعة يرتاح في ما بينها، فمن الأفضل أن تمارس التمارين الرياضية والمشي لمدة 150 دقيقة كل أسبوع، وهذا يعادل 30 دقيقة من المشي 5 مرات في الأسبوع، ومن الأفضل أن تكون النصف ساعة متقطعة.
ويشير الأطباء إلى أن المشي المدعوم بنظام غذائي صحي يساعد على تقليل وزن المريض وبالتالي يقلل من الأحمال الواقعة على المفصل. كما أن المشي يقلل من تأثير خشونة الركبة على وظيفة وحركة المفصل حيث يحافظ على ليونته وقوة العضلات المحيطه به، كما أنه يقوم بتحريك كافة عضلات الجسم وتنشيط ضخ الدم من القلب.
وينصح الأطباء المرضى بالابتعاد عن الرياضات التي تتسبب في زيادة الأحمال على المفاصل مثل الجري و الوثب والرياضات التي تتطلب تغييرا مفاجئا في اتجاه الحركة.
ورغم أن السباحة من الرياضات الممتازة التي تساعد على تحريك المفاصل وتقوية العضلات دون وضع أحمال كبيرة على المفاصل، إلا أن السباحة وحدها لا تغني عن المشي حيث أن المشي يقلل من هشاشة العظام و هو ما لا تحققه السباحة.