تداعيات حرب غزة تلاحق أداء السياحة في الأردن

هيئة تنشيط السياحة الأردنية تسعى إلى استكشاف أسواق جديدة لإنعاش القطاع.
الثلاثاء 2025/08/05
أين اختفى الزوار

عمّان - تراجعت السياحة في الأردن ومدينة البتراء الأثرية، الوجهة المفضلة للسياح الأجانب في جنوب البلاد، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وأغلقت عشرات الفنادق وسُرّح مئات الموظفين، وفق سلطة إقليم البتراء.

وتضرر القطاع بشكل مباشر من التوترات الجيوسياسية في المنطقة، حيث تم إلغاء الحجوزات لتصل إلى نسبة 100 في المئة بالنسبة للسياح القادمين من الخارج، وسط مطالبات للقائمين على القطاع بتشكيل خلية أزمة، وتأجيل القروض والمستحقات المالية.

وأفادت بيانات صادرة عن سلطة إقليم البتراء التنموي ونشرتها قناة المملكة الأردنية الرسمية الاثنين، بأن عدد الزوّار العام الماضي بلغ أكثر من 457.2 ألف سائح، بانخفاض نسبته 61 في المئة مقارنة بالعام 2023 عندما بلغ عدد الزوّار أكثر من 1.17 مليون سائح.

فارس البريزات: البتراء من أكثر المناطق تضررا مع إغلاق 32 فندقا
فارس البريزات: البتراء من أكثر المناطق تضررا مع إغلاق 32 فندقا

وبحسب وكالة فرانس براس قال المدير العام لهيئة تنشيط السياحة في الأردن عبدالرزاق عربيات الجمعة لقناة المملكة “نلمس تداعيات العدوان على غزة بشكل يومي، خصوصا على مقدّمي الخدمات السياحية.”

وأشار إلى أن “السياحة الأوروبية والأميركية في أسوأ حالاتها ما انعكس بشكل سلبي على فنادق البتراء والأدلاء السياحيين ومكاتب السياحة والعاملين في السياحة الوافدة والنقل السياحي”.

ويضمّ البلد عشرات المواقع السياحية التي تستقطب السياح، أبرزها البتراء وصحراء وادي رم التي تشبه تضاريسها سطح القمر وجرش والمغطس حيث موقع عماد المسيح والبحر الميت الذي يعتبر أكثر منطقة انخفاضا على سطح الأرض.

ويعتمد اقتصاد الأردن البالغ عدد سكانه حوالي 12 مليون نسمة وتشكّل الصحراء نحو 92 في المئة من مساحة أراضيه، إلى حدّ كبير على دخله السياحي الذي يشكّل نحو 14 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

وقال رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء فارس البريزات خلال اجتماع نيابي الأحد الماضي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “البتراء من أكثر المناطق تضررا.”

وأشار إلى إغلاق “32 فندقا مصنفا” فيها، و”فقد قرابة 700 موظف وظائفهم، إلى جانب تضرّر العاملين في الرواحل والحرف اليدوية والأدلاء السياحيين والمكاتب السياحية.”

وشيّدت البتراء في العام 312 قبل الميلاد وهي معروفة بعمارتها المنحوتة في صخر وردي، كعاصمة لمملكة الأنباط العربية القديمة التي سقطت بيد الرومان عام 106 قبل الميلاد.

وأدرجت “المدينة الوردية” الأثرية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).

ويعمل في القطاع بالمنطقة المحيطة بالبتراء قرابة 1700 شخص من أدلاء سياحة وعاملين على سيارات كهربائية وجمال وخيول وحمير لنقل السياح داخل المدينة.

وفي يونيو الماضي أعلنت وزارة السياحة أنها ستشكل غرفة عمليات خاصة، تضم مكونات المنظومة السياحية والشركاء من الجهات الرسمية والخاصة، بهدف رفع مستوى التنسيق وتعزيز تكاملية الأدوار بين جميع الأطراف، وضمان استمرارية العمل بكفاءة.

البتراء الأثرية في حالة سبات
البتراء الأثرية في حالة سبات

وسعت هيئة تنشيط السياحة الأردنية إلى استكشاف فرص التوسع في أسواق أخرى في أفريقيا مثل إثيوبيا ورواندا وكينيا، ومن المتوقع أن يشهد البلد إقبالا مرتفعا جدا من هذه الأسواق مع التخطيط للتعاون مع الطيران الإثيوبي لتسيير برامج سياحية للأردن.

كما تخطط الهيئة للتوسع في أسواق أخرى مثل الصين وماليزيا وإندونيسيا وباكستان، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية وروسيا.

وتحملت السياحة الضريبة الأكبر للإغلاق الاقتصادي حيث راكمت الجائحة التي تفشت في عام 2020 طيلة أشهر الغبار على مرافق القطاع، ما حرم البلد من إيرادات مهمة في ظل سعيه المحموم لدفع الاقتصاد ومواجهة نقص الموارد.

وكانت هذه الصناعة قد بدأت بالتعافي خلال العام 2022 قبل الحرب في غزة وبعد انتهاء جائحة كورونا، حيث وصل عدد الزوار إلى أكثر من خمسة ملايين زائر، فيما بلغت الإيرادات منه حوالي 4.89 مليار دينار (نحو 6.89 مليار دولار).

وخلال العام 2023 زادت الإيرادات بنحو 27 في المئة إلى 7.4 مليار دولار مقارنة مع العام السابق، وهي الأعلى في تاريخ القطاع، وبلغ عدد السياح نحو 6.3 مليون زائر، وفق الإحصائيات الرسمية.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، بدأ السياح يتجنبون زيارة منطقة الشرق الأوسط خوفا من توسّع النزاع الى مناطق ودول أخرى.

وقد عانى لبنان المجاور على خلفية الحرب في قطاع غزة، من حرب مدمّرة بين حزب الله وإسرائيل استمرّت قرابة السنة.

10