برنامج عماني واعد لترسيخ دعائم التنقل الجوي المتقدم

سلطنة عمان تستثمر في قطاع الطيران بما يتماشى مع أهداف رؤية عُمان 2040.
الاثنين 2025/09/15
ترقبونا لترجمة وعودنا

مسقط - أطلقت سلطنة عمان الأحد برنامجا واعدا بالشراكة مع شركة أدويس الأميركية الناشئة للطيران بهدف ترسيخ دعائم التنقل الجوي المتقدم، في تحرك يؤكد حرص البلد على المنافسة في منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة.

ووقّعت هيئة الطيران المدني ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العمانية مذكرة تفاهم مع أوديس، لإطلاق البرنامج، الذي يعد نموذجًا متكاملًا لاستعراض منظومة التنقل الجوي المتطور.

ويشكل الاتفاق العماني مع الشركة الأميركية المعروفة سابقًا باسم “كرافت إيروسبيس”، والتي أسسها في يناير 2019 الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك جيمس دوريس، خطوة عملاقة من أجل السفر الإقليمي المباشر سلسا وسريعا وبأسعار معقولة.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى نايف بن علي العبري، رئيس هيئة الطيران المدني إن “هذا التعاون يمثّل خطوة إستراتيجية محورية في مسار قطاع الطيران المدني في سلطنة عُمان”.

نايف العبري: التعاون مع شركة أوديس يمثّل خطوة إستراتيجية محورية
نايف العبري: التعاون مع شركة أوديس يمثّل خطوة إستراتيجية محورية

وأشار إلى أنه يأتي في سياق “الأجندة الرامية إلى تعزيز الابتكار وتبني أحدث تقنيات الطيران المتقدمة، بما يتماشى مع أهداف رؤية عُمان 2040، حيث ستصبح سلطنة عُمان منصة اختبار عالميّة قابلة للتطبيق في أسواق أخرى رائدة.”

وأضاف إن “البرنامج يؤكد على التزام الهيئة الراسخ بتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة، مع العمل على توفير بيئة تنظيمية مرنة ومُمكنة تواكب التطورات العالمية في هذا المجال.”

وأشار إلى أنه خلال هذا البرنامج الريادي، لا تهيئ سلطنة عُمان بنيتها الأساسية واقتصادها لمستقبل التنقل الجوي فحسب، بل تسهم أيضًا في وضع المعايير الدولية والمشاركة في صياغة مستقبل الطيران المتقدم على المستويين الإقليمي والعالمي.

وشدد على أن الشراكة متسقة مع حرص الهيئة على الإسهام في تعزيز مكانة السلطنة في قطاع الطيران مستندين إلى رؤية طموحة وأسس متينة نحو دعم الاقتصاد مواصلة لدورها الحيوي في دعم التنمية الشاملة والمستدامة.

وتابع “هذا البرنامج جاء منسجمًا بشكل تام مع رؤية عُمان 2040، بما يعزز مكانة سلطنة عُمان وجهة إقليميّة وعالميّة رائدة في مجال الطيران المتقدم، فضلًا عن أنه يمثل خطوة محوريّة في توسع عمليات أوديس على المستوى العالمي.”

وسيتم عبر البرنامج استعراض الطائرة “ليلى” المطورة من أوديس، والمصمّمة للإقلاع والهبوط العمودي باستخدام الدفع الهجين الكهربائي بمدى أطول وبقدرة حمولة عالية وبتقنيات متقدمة للقيادة الذاتية.

ومن المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبي للبرنامج في الربع الأول من عام 2026، بحسب الاتفاق.

ويجمع البرنامج بين كل من أوديس والجهات التنظيمية العُمانية المتخصّصة ومجموعة من أبرز الشركات العالمية في مجال التنقل الجوي المتقدم بالإضافة إلى شركاء استراتيجيين مختارين لاختبار وتشغيل الطائرات العمودية الهجينة.

وسيكون ذلك في بيئات تشغيلية حقيقية بالاستناد إلى الإطار التنظيمي المتطور في سلطنة عُمان والتزامها بالابتكار، وفق إطار تنظيمي يستخدم في عمليات الطيران المدني المتقدمة خصوصًا عند التنقل بالطائرات العمودية.

وسيشكل البرنامج أحد أكثر النماذج العالمية شمولًا لتطوير البنية الأساسية والسياسات وعمليات تشغيل منظومة، كما سيتيح البرنامج اختبار لوائح تشغيل محددة مشتقة من لوائح منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة (إيكاو).

ويشمل ذلك نموذج لائحة تقييم المخاطر التشغيلية، على مستويات متعددة من الضمان والنزاهة، بما يعزز تطوير التشريعات واللوائح المدنية للطيران بالتعاون مع هيئة الطيران المدني بسلطنة عُمان.

سلطنة عُمان لا تعمل فقط على تمكين الابتكار السريع فحسب، بل تحدد أيضًا المعايير لكيفية توسع عمليات الطيران المتقدم على الصعيد العالمي

وقال فينسنت فراسكوجنا، نائب رئيس تطوير الأعمال لدى شركة أوديس إن “البرنامج يعكس رغبة واضحة لعدد كبير من الشركاء، حيث تتصدر الشركة الجهود في التنسيق لاختبار كامل منظومة التنقل الجوي المتقدم، وليس مجرد إجراء اختبار طيران.”

وأوضح أن شركات تصنيع الطائرات والمشغلين وقطاعي النفط والغاز والمهابط العمودية وتقنيات القيادة الذاتية والرقابة التنظيمية وغيرها ستتكاتف جميعها في بيئة تشغيلية حقيقية.

وأكد أنه من خلال إشراك الجهات التنظيمية والمشغلين ومزودي التكنولوجيا في برنامج متكامل واحد، سيضع البرنامج العُماني معيارًا جديدًا لكيفية انتقال التنقل الجوي المتقدم من مرحلة المفهوم إلى التطبيق التجاري.

وأشار إلى أن “سلطنة عُمان لا تعمل فقط على تمكين الابتكار السريع فحسب، بل تحدد أيضًا المعايير لكيفية توسع عمليات الطيران المتقدم على الصعيد العالمي.”

وسيختبر البرنامج في السلطنة العمليات المتكاملة للمنظومة، عبر تطبيقات عملية متعددة ذات قيمة اقتصادية عالية بينها فحص خطوط أنابيب النفط والغاز وخدمات الدفاع المدني.

وسيتضمن ذلك الاستجابة الطارئة والبحث والإنقاذ ونقل المستلزمات الطبية العاجلة والاستخدامات الدفاعية الوطنية بالإضافة إلى النقل واللوجستيات مثل الفحص بعيد المدى ونقل البضائع ودعم سلاسل الإمداد.

كما سيوفر مؤشرات أداء ملموسة للشركاء، تشمل الإقلاع والهبوط العمودي بنجاح وتنفيذ رحلات بمسافات متفاوتة وتوصيل حمولات تجارية إلى مواقع نائية وبحرية والتكامل مع عمليات المروحيات القائمة فضلًا عن تطوير البنية الأساسية للمهابط والدعم اللوجستي.

11