المشي حافيا.. تمرين بسيط يعزّز التوازن

المشي من دون حذاء يؤدي إلى تعزيز ثبات المفاصل وتحسين التوازن الكلي للجسم.
الأحد 2025/09/07
فوائد بالجملة

برلين - عاد الاهتمام في السنوات الأخيرة بعادة المشي حافي القدمين مع تزايد الدراسات التي تكشف عن آثارها الإيجابية في تحسين وعي الجسم وتقوية العضلات، وحتى المساعدة على الوقاية من بعض المشكلات الصحية المرتبطة بالقدمين والمفاصل.

ولا يقتصر المشي بلا حذاء على كونه تجربة مريحة أو عفوية على الشاطئ أو العشب، بل يمثل تدريبا حسيا وعضليا له فوائد طويلة المدى. ويُنظر إلى المشي حافي القدمين منذ القدم بوصفه من أبسط الممارسات الطبيعية لتعزيز صحة الجسد والتوازن النفسي

ومن فوائد المشي حافي القدمين تحفيز النهايات العصبية عند السير على أسطح مختلفة مثل العشب والرمل والحصى أو الطين ما يعرض باطن القدمين لمحفزات متنوعة تنتقل عبر النهايات العصبية إلى الدماغ. وهذا التحفيز يعزز الوعي الجسدي ويساعد على تحقيق وضعية أكثر استقامة أثناء الوقوف أو المشي.

كما يسهم المشي حافيا في تدريب وتقوية عضلات القدم، مما يقلل من خطر الإصابة بمشكلات شائعة مثل “مهماز العقب”، وهو تعظّم مؤلم في منطقة الكعب. كما أن تقوية هذه العضلات تمنح القدمين دعامة طبيعية تقلل من الإجهاد اليومي وتحافظ على مرونة الحركة.

من فوائد المشي حافي القدمين تحفيز النهايات العصبية عند السير على أسطح مختلفة مثل العشب والرمل أو الطين

وعلى المدى المتوسط والطويل، يؤدي المشي من دون حذاء إلى تعزيز ثبات المفاصل وتحسين التوازن الكلي للجسم، الأمر الذي يقلل من احتمال التعرض للإصابات أو السقوط، خصوصا مع التقدم في العمر.

ورغم هذه الفوائد، يحذر اختصاصي جراحة العظام والقدم الألماني توماس شنايدر من ممارسة المشي حافي القدمين دون ضوابط في بعض الحالات الخاصة. فالأشخاص الذين يعانون من اعتلالات عصبية، كما هو شائع لدى مرضى السكري، قد يفقدون الإحساس في باطن أقدامهم، مما يجعلهم عرضة للإصابات الخطيرة دون أن يلاحظوا ذلك.

ولتفادي هذه المخاطر، ينصح شنايدر باستخدام ما يعرف بـ”أحذية الأقدام الحافية”، وهي أحذية ذات نعل رقيق ومرن جدا تسمح للقدم باستقبال المحفزات المختلفة من الأسطح كما لو كانت حافية، لكنها في الوقت نفسه توفر حماية من الأجسام الحادة أو الأسطح الخشنة.

من جهة أخرى، يسمح المشي حافي القدمين بوصول الإلكترونات السالبة من الأرض إلى الجسم، مما يُخفّف التوتر من خلال تعزيز التوازن في الجهاز العصبي اللاإرادي وتقليل إنتاج الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر.

كما يُساعد المشي بالقرب من البحر على تنظيم الكورتيزول، الذي يُحسّن أنماط النوم.

ويمكن للمشي الطبيعي على الأرض أن يُخفِّف مستويات التوتر ويُحسِّن عمق النوم من خلال مواءمة الجسم مع الإيقاعات الكهربائية الطبيعية للأرض.

ويسمح المشي حافي القدمين للجسم بامتصاص الإلكترونات من سطح الأرض، مما يُحيِّد الجذور الحرة، ويُقلِّل الالتهاب ويعزز الاستجابة المناعية.

14