المشير خليفة حفتر.. القائد العسكري والزعيم السياسي وصاحب رؤية 2030

زعيم سياسي من الطراز الأول صاغ مشروع الدولة وفرض احترام ليبيا إقليميا ودوليا.
الخميس 2025/10/16
زعيم جامع

قبل 61 عامًا، وتحديدًا في 16 سبتمبر 1964، التحق الطالب خليفة بلقاسم حفتر بأكاديمية بنغازي العسكرية، التي كانت تُعرف آنذاك باسم الكلية العسكرية الملكية، وتخرّج فيها في الثاني من سبتمبر 1966 برتبة ملازم وبتقدير ممتاز.

كان شابًا متشبعًا بالروح القومية والوحدوية، ومن جيل المد العروبي الذي انبثق عن ثورة يوليو 1952 بزعامة جمال عبدالناصر. لذلك كان من الطبيعي أن تكون له تطلعات وأحلام كبرى بحجم الوطن والأمة، سرعان ما وجد لها حاضنة عقائدية وسياسية في حركة الضباط الوحدويين الأحرار، التي نجحت في السيطرة على مقاليد السلطة إثر انقلاب أبيض في الفاتح من سبتمبر 1969.

عايش خليفة أثناء طفولته مرحلة الاستقلال وإعلان قيام المملكة المتحدة، وحمل على كاهله تراث أسرته العريقة وقبيلته الشريفة المقاومة. وكان من الطبيعي أن يتأثر بوالده، الرجل العصامي صاحب المكانة الاجتماعية المهمة وأحد رموز الجهاد الليبي ضد الاحتلال الإيطالي.

شهد في شبابه الأول توحيد الأقاليم الثلاثة، وكان له دور مهم في قيام الجمهورية وفي انتعاش تطلعات الشعب الليبي لمستقبل زاهر. كما تلقّى خليفة تدريبًا عسكريًا في الاتحاد السوفياتي لمدة ثلاث سنوات.

القائد العسكري

كان شابًا متشبعًا بالروح القومية والوحدوية، ومن جيل المد العروبي الذي انبثق عن ثورة يوليو 1952 بزعامة جمال عبدالناصر

وفي حرب الكرامة العربية التي خاضتها الأمة عام 1973، قاد النقيب خليفة حفتر كتيبة وحدات خاصة من المغاوير للمشاركة في التصدي للعدو مع الجيش المصري في جبهة قناة السويس.

تحدث عن ذلك قائلًا «كان لنا شرف المشاركة مع الجيش المصري في حرب 6 أكتوبر 1973، وشرف قيادة الكتيبة (309) التي شاركت في التصدي للجنود الإسرائيليين في ثغرة الدفرسوار، وكنا برفقة الكتيبتين الجزائرية والمصرية، وقدمنا نموذجًا مشرفًا في التصدي للجيش الإسرائيلي.”

حظي النقيب حفتر آنذاك بتكريم لائق بالعسكرية الليبية من القيادة المصرية، التي وضعت على صدره نجمة العبور تقديرًا لدوره الميداني في مواجهة العدو، وتوفير الظروف الملائمة لتحقيق النصر التاريخي الخالد، الذي اعتبره الشعب المصري ومعه جميع العرب من المحيط إلى الخليج انتصار الإرادة القومية وثأرًا للأمة من أعدائها. تحدث عن تلك الأيام الخالدات مؤكدًا أن «الجيش الليبي تجاوزت مسؤولياته الحدود الوطنية إلى المجال القومي العربي الواسع ليشارك ميدانيًا برًا وجوًا في حرب أكتوبر 1973.”

كان شابًا متشبعًا بالروح القومية والوحدوية، ومن جيل المد العروبي الذي انبثق عن ثورة يوليو 1952 بزعامة جمال عبدالناصر

تميزت شخصية حفتر بالحضور البارز وبنزعة القيادة العسكرية، التي جعلته يحظى بقدرة بالغة على التأثير في محيطه.

يقول بعض من عرفوه في مرحلة السبعينات إن ملكاته الشخصية جعلته يثير الحسد والغيرة لدى عدد من زملائه ومجايليه، كما أن الكاريزما التي عُرف بها جعلته هدفًا لمحاولات الإطاحة به، لكن مع الحرص على عدم إثارة غضب قبيلته.

كانت تجربة حرب تشاد فصلًا مهمًا في مسيرة حفتر العسكرية، ولكن بأبعاد سياسية فرضتها الظروف والتحولات التي كانت تعصف بالبلد والمنطقة في تلك المرحلة.

كان يتزعم ميدانيًا معركة مع قوات نظامية مدعومة من فرنسا والولايات المتحدة وعدد من الدول الإقليمية التي كانت على خلاف مع نظام العقيد معمر القذافي.

واليوم يمكن أن نعي أن تلك الظروف الاستثنائية كانت وراء تشكل شخصية المشير حفتر كزعيم سياسي من الطراز الأول، إلى جانب مكانته الرفيعة كقائد عسكري كبير. فقد أدرك طبيعة الاتجاهات الأيديولوجية والسياقات المعاصرة، وموقع ليبيا من الجيوبوليتيك الإقليمي والعالمي، والدور الذي يمكن أن تقوم به في إطار التوازنات الإستراتيجية وصراع النفوذ بين القوى المتنافسة على مصالحها في المنطقة.

المشير حفتر يحظى بدعم شعبي جارف في كافة مناطق ليبيا، وهو ما يؤهله للقيام بدور رائد خلال المرحلة القادمة

أعطت سنوات المعارضة في المهجر للمشير حفتر فرصة لتعزيز معارفه حول مختلف النظريات الفكرية والأيديولوجية والتجارب السياسية. وإذا كان قد ترعرع على الفكر القومي العربي، واشتد عوده في مدرسة عبدالناصر، فإنه اطلع على تجارب البعث بشقيه العراقي والسوري، واقترب من الماركسيين العرب، وتعرف على منظومة الإسلام السياسي بكل أبعادها، وخاصة تنظيم جماعة الإخوان، واطلع على مختلف أدبيات التيارات المحافظة والليبرالية.

وعندما وجد نفسه في مواجهة مصيره كمعارض سياسي للنظام القائم في بلاده، ثم كزعيم سياسي يحمل على كاهله مسؤولية الدولة والمجتمع، اختار من العروبة جانبها الحضاري، وانسجم مع الهوية القومية من منطلق بنيتها الفكرية التقدمية والإنسانية العقلانية، المتعاملة مع الواقع بشروط الإنجاز لا بمنطق الشعارات. ووقف مع روح الاجتهاد ومع الوسطية في الدين، ليصطف بذلك مع محور الاعتدال العربي الإسلامي من خلال علاقات التعاون والتكامل والتنسيق مع العواصم العربية الفاعلة إقليميًا ودوليًا، وليقود حربًا بلا هوادة على الإرهاب نيابة عن العالم.

تحدث عن قراره العودة إلى بلاده عام 2011، فقال إنه كان واجبًا وطنيًا لا بد من القيام به، وهو في الحقيقة ليس قرارًا بل موقف لم تكن معه أيّ خيارات أخرى. إنه الانحياز الكامل لإرادة الشعب الليبي الذي انتفض من أجل التغيير.

لم يكن في حاجة إلى التفكير مطلقًا في اتخاذ قرار العودة. واجبه تجاه شعبه ووطنه ليس محل جدل أو تفكير.

عندما حان الوقت ونادى الوطن، كانت استجابته تلقائية دون تردد، ونابعة من صميم وجدانه. ومنذ تلك اللحظة لم ينظر إلى الوراء، بل كان ينظر فقط إلى ليبيا وهي تدخل عصرًا جديدًا مشرقًا.

الزعيم السياسي

Thumbnail

كانت شخصية الزعيم السياسي هي التي تقود المشير نحو جملة الأهداف المدنية المتصلة بمشروع العمل على تحقيق أهداف التغيير، لاسيما بعد أن حاد المؤتمر الوطني العام عن الأهداف التي انتُخب من أجلها، وبعد سيطرة الميليشيات على مقاليد الحكم لفائدة تيارات متشددة جاء بعضها من غياهب السجون بتهم التورط في الإرهاب، والبعض الآخر من مخابئ الجماعات المتطرفة في أفغانستان واليمن والعراق وغيرها.

في 14 فبراير 2014 أصدر حفتر أول بيان من داخل فندق النخيل في طرابلس، ينص على تجميد الإعلان الدستوري والمؤتمر الوطني العام، مع تأسيس هيئة رئاسية ومجلس للدفاع.

وأكد في مقابلة صحفية أن «البيان لا يتعدى كونه مبادرة، هدفها الخروج من الأزمة السياسية التي بدأت تتفاقم وتنذر بمخاطر تهدد سلامة الوطن نتيجة عدم التزام المؤتمر الوطني العام بمدة ولايته. وقد وظفت القوى المعادية المسيطرة على المشهد في ذلك الوقت أبواقها وآلتها الإعلامية لتشويه البيان وما يرمي إليه، وقدمته على أنه انقلاب عسكري وتمرد على السلطة.”

لم يكن بإمكان أيّ طرف عاقل أن يشكك في نية الزعيم السياسي الذي سعى إلى إخراج البلاد ونخبها السياسية من النفق. الكثير من المراقبين أدركوا أن هناك من نظروا إلى المبادرة بعقلية جهوية مناطقية شوفينية، مرتبطة برؤية البعض لمنطق السيطرة باسم القوى والمدن المنتصرة في غرب البلاد بعد 2011، والتي كانت ولا تزال تنظر إلى ليبيا كغنيمة حرب.

في الأثناء كانت بنغازي تعاني من العمليات الإرهابية، ومن الاغتيالات والتصفيات الجسدية والتفجيرات من قبل جماعات متشددة تحظى بغطاء سياسي من سلطات طرابلس. وهو ما دفع حشود الجماهير من أهالي بنغازي إلى التجمع أمام بيت الزعيم ودعوته لقيادة حرب المواجهة ضد المجرمين من الإرهابيين. كانت دعوة صادقة، يقول إنه أدرك معها أن أوان المواجهة قد حان ولا يحتمل التأجيل، فإما النصر وإما الاستشهاد.

بتلك المقاييس، فإن الثورة الحقيقية هي ثورة الكرامة التي فجّرها المشير حفتر في مايو 2014، ولقيت دعمًا جماهيريًا واسعًا، كما حظيت بمساندة القوى الميدانية الوطنية ومجلس النواب والحكومة الشرعية ومحور الاعتدال العربي.

نجحت تلك الثورة في تحقيق ثلاثية التحرير والمصالحة والتنمية، وقطعت الطريق أمام مشروع تقسيم البلاد، واجتثت جذور الفتنة، وقضت على الإرهاب، وصانت الحدود الإقليمية للبلاد، ونجحت في تأمين الثروات والمقدرات في مواقع الإنتاج والتصدير.

في حرب 1973، قاد حفتر كتيبة وحدات خاصة من المغاوير للمشاركة في التصدي للعدو مع الجيش المصري في جبهة قناة السويس

نجح المشير حفتر القائد العسكري في تحقيق الأهداف الميدانية من ثورة الكرامة، وقاد قواته إلى الانتصار في 200 معركة خاضتها خلال أربع سنوات، ونجح الزعيم السياسي في بلورة مشروعه الوطني، وفي اعتماد علاقات دولية متينة مبنية على الاحترام المتبادل، وتهدف إلى تحقيق المصالح المشتركة.

يقول المشير”لم تنشأ هذه العلاقات عن طريق الصدفة بل بالعمل، والدول لا تمنحك الاحترام هبة من عندها، بل أنت تفرضه بما لديك من مواقف ورؤى، وبما تنجزه على الأرض. وأهم العوامل التي ساعدت على بناء تلك العلاقات هي عملية الكرامة ذاتها، لأنها لم تحقق مكاسب لليبيين فقط بل للعالم بأسره. الدول التي كانت تتابع ما يجري على الأرض عندما كنا نحارب الإرهاب لم يكن في تصورها أبدًا أننا سننتصر، لم تكن تتصور أننا مستعدون لدفع هذا الثمن الباهظ من التضحية من أجل الحرية والكرامة. كانت تدرك قسوة الظروف التي واكبت عملية الكرامة، وكانت تتوقع لنا هزيمة ساحقة منذ المعارك الأولى.”

وأضاف “التغلب على تلك الظروف والتحديات ومن ثم الانتصار على الإرهاب بيّن حقيقة القوات المسلحة أمام العالم، فأدركت الدول ــ خاصة ما نسميها الدول العظمى ــ حرفية القوات المسلحة، وشجاعة وانضباط منتسبيها من ضباط وضباط صف وجنود، وأدركت أيضًا حجم الدعم الشعبي اللامحدود لها ولقيادتها، ومكانتها عند الليبيين. يضاف إلى ذلك ما تحقق من أمن واستقرار ونهضة في البناء والإعمار في غالبية البلاد على يد القوات المسلحة. هذه العوامل مجتمعة أكسبتنا احترام العالم لنا، وكانت الأرضية التي تأسست عليها علاقاتنا مع دول العالم.”

إن قراءة موضوعية لشخصية المشير حفتر كزعيم سياسي تضعنا أمام جملة من النقاط المهمة التي يمكن استنتاجها من مسارات ثورة الكرامة ومن البنية العقائدية لرؤيته السياسية، وأبرزها:

أولًا: القدرة على فرض الاحترام إقليميًا ودوليًا لمشروع وطني برؤية تقدمية تنطلق من روح الوطنية الليبية وتعد إعادة تأسيس للدولة، والتعامل ببراغماتية واضحة مع التوازنات الجيوسياسية والإستراتيجية في منطقة الاتصال بين المياه الدافئة الحاضنة لصراعات موروثة من أعماق التاريخ، والرمال المتحركة بتنافس القوى الكبرى على سد ثغرات الجغرافيا في مناطق الساحل والصحراء.

ثانيًا: تحقيق المصالحة الوطنية بين الفرقاء تحت غطاء الانتماء إلى ليبيا من داخل منظومتها الفكرية والعقائدية ومرجعياتها التاريخية، مع احترام كامل لاستمرارية الدولة ولخصوصيات تركيبتها الاجتماعية والثقافية غير القابلة للاختراق، وقطع الطريق أمام أصحاب النظريات الوافدة أو المشاريع التخريبية، وخاصة من قوى التطرف والإرهاب. وذلك تمهيدًا لمشروع سياسي شامل لا يقصي إلا من أقصى نفسه بالخروج عن صف الوطنية الليبية.

ثالثًا: الانطلاق نحو تحديد معالم المستقبل وفق نظام سياسي يراعي مصالح الدولة ووحدة المجتمع، ويحول دون تفرقة الليبيين على أسس العنصر الثقافي أو الاجتماعي أو القبلي والجهوي والمناطقي، ويجمع أبناء الوطن تحت مظلة وفاق وطني جامع بين مختلف أطياف المشهد السياسي. وهو ما يمكن تفسيره بقدرة ثورة الكرامة على تحقيق المصالحة الوطنية على أرض الواقع، من خارج تصنيفات ما سبقها من تجارب عرفتها البلاد منذ الإعلان عن دولة الاستقلال عام 1951.

رؤى جديدة

Thumbnail

في 16 نوفمبر 2021، أعلن المشير خليفة حفتر دخوله السباق الرئاسي في انتخابات سعى الخائفون من حتمية فوزه بها إلى عرقلتها. قال آنذاك في كلمة بثتها شاشات التلفزيون “أعلن ترشحي للانتخابات الرئاسية، ليس طلبًا للسلطة أو بحثًا عن مكان، بل لقيادة شعبنا في مرحلة مصيرية.”

وأضاف في خطابه “إذا قُدّر لنا أن نتولى الرئاسة بإرادتكم الحرة، فإن عقلنا مليء بأفكار لا تنضب، ولنا أعوان من رجال الوطن ونسائه قادرون على إنجاز ما يستجيب لأحلامكم في تحقيق النهضة والتقدم،” داعيًا المواطنين «إلى ممارسة دوركم بأعلى درجات الوعي والمسؤولية وتوجيه أصواتكم حيث يجب أن تكون لنبدأ معًا رحلة المصالحة.”

بعد حوالي أربع سنوات، وتحديدًا في 3 أكتوبر 2025، أكد المشير في كلمته خلال اجتماعه مع مشايخ وأعيان وحكماء القبائل بالمنطقة الشرقية والجنوبية الشرقية أن القوات المسلحة ستكون حاضرة لحماية العمل المجتمعي والدفاع عنه، وأن “العمل المجتمعي يهدف إلى دولة الحرية والكرامة ودولة القانون والمؤسسات التي تشارك فيها كل المدن وفئات المجتمع ليكتسب شرعية من الشعب مباشرة.”

واعتبر أن “مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة،” وأن «هذا اللقاء مع المشايخ هو الخطوة الأولى لقطع المشوار والمبادرة الوطنية الجريئة التي تدفع الليبيين لرسم خارطة طريق لبناء دولتهم بأنفسهم.” مردفًا أنه يشعر بأن الوطن في أمسّ الحاجة إلى هذا الاجتماع الذي يجب ألا يكون تقليديًا ينتهي بالمصافحة، وإنما «يجب أن يكون لهذا الاجتماع ما بعده.”

وأكد “إما أن نعيش حياة العزة والسيادة والكرامة أو المذلة والتبعية والوصاية.” وتابع «نمر بمفترق طرق بعد أن قطعت ثورة الكرامة مشوارًا طويلًا وشاقًا هزمت فيه الإرهاب شر هزيمة، وحوّلت الخراب والدمار إلى بناء وإعمار،” مبرزًا أنه «لا يمكن لخارطة نُسجت خيوطها وراء الحدود أن تبني دولة حرة كاملة السيادة.”

واستطرد القائد العام بالقول “على المجتمع بكل شرائحه ومؤسساته أن يتحمل المسؤولية التاريخية في إيجاد صيغة نموذجية لإخراج الوطن من هذه الدوامة،” واعدًا بأن “هذا اللقاء المبارك سيكون بادئة خير ونقطة انطلاق نحو عمل مجتمعي منظم.”

وأوضح المشير خليفة حفتر أن “المجتمع الليبي يجب أن يتحمل المسؤولية التاريخية بكل شرائحه لإيجاد صيغة تخرج الدولة من دوامة الفراغ،” وشدد على ضرورة البدء بعمل مجتمعي هدفه التحول من حالة الانقسام وانعدام الثقة إلى الاستقرار والسلام الدائمين.” مؤكدًا “يجب الوصول إلى ليبيا موحدة مبنية على الحرية والكرامة والقانون والمؤسسات.”

وبحسب مراقبين، فإن كلمة القائد العام للقوات المسلحة حملت الكثير من المعاني والأبعاد التي تفرض نفسها على المحللين والمراقبين والمتابعين للشأن الليبي من داخل البلاد وخارجها، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة لاستشراف المستقبل الذي ينبثق عن ثورة الكرامة ومخرجاتها، وفي مقدمتها الأمن والاستقرار والتنمية وإعادة الإعمار واحترام إرادة الليبيين وتأمين سيادة الدولة ومقدراتها، وتطبيق رؤية 2030 بالشكل الذي يحقق تلك الأهداف.

ووفق المراقبين، فإن المشير حفتر يحظى بدعم شعبي جارف في كافة مناطق ليبيا، وهو ما يؤهله للقيام بدور رائد خلال المرحلة القادمة لإخراج البلاد من حالة الانقسام والتشرذم، ولقطع الطريق أمام التداخلات الأجنبية ومحاولات القوى الإقليمية والدولية بسط نفوذها أو فرض وساطتها على القرار الوطني، الذي سعت ثورة الكرامة إلى تحريره من كل المؤثرات الخارجية ومن توابعها الداخلية.

إن كل من اجتمعوا مع المشير من الليبيين والضيوف العرب والأجانب يتحدثون منبهرين بشخصيته التي تدل على أنه زعيم سياسي من الطراز الأول، ويرون أن احتفاظه بصفته العسكرية يعود بالأساس لاحترامه السلطات المدنية القائمة.

لكن قدراته السياسية بأبعادها المختلفة تؤهله لدور الزعيم الجامع من خلال إدارة البلاد وقيادتها نحو غدٍ مشرق، يستعيد فيه الوطن سيادته، والشعب وحدته وكرامته، مستفيدًا من ثروته، منطلقًا في مسيرته، منتصرًا لإرادته في ظل قيم ومبادئ ثورة الكرامة وتحت قيادة المشير خليفة حفتر.

10