الفن الأوروبي لا يبرر الإبادة في فلسطين

الموقعون على المبادرة يؤكدون أن المقاطعة ليست موجهة ضد اليهود أو الإسرائيليين عموما بل ضد الجهات المتواطئة في انتهاكات حقوق الإنسان.
السبت 2025/10/04
مقاطعة ثقافية غير مسبوقة

أمستردام ـ في خطوة غير مسبوقة على الساحة الثقافية الأوروبية، أعلنت 302 مؤسسة فنية وثقافية في هولندا وبلجيكا عن بدء مقاطعة شاملة للمؤسسات والشركات الإسرائيلية، احتجاجا على ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية في غزة واستمرار الاحتلال في الضفة الغربية".

وجاء في البيان المشترك “بصفتنا أعضاء في القطاع الثقافي في هولندا وبلجيكا، لا نريد أن نبقى غير مبالين بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني”. الموقعون أكدوا أن المقاطعة ليست موجهة ضد اليهود أو الإسرائيليين عموما، بل ضد الجهات المتواطئة في انتهاكات حقوق الإنسان، مشددين على أن الفن لا يمكن أن يكون محايدا أمام المجازر.

القرار جاء استجابة لدعوات طويلة من فنانين وناشطين فلسطينيين، وامتدادا لحملة “لا موسيقى للإبادة”، التي انضم إليها أكثر من 400 فنان عالمي، وحظروا موسيقاهم من منصات البث الإسرائيلية. من بين المؤسسات المشاركة في المقاطعة: متحف بونيفانتن في ماستريخت، ومتحف الفنون الجميلة في غنت، ومهرجان هولندا السينمائي، وأوبرا هولندا، ما يمنح الخطوة وزنا رمزيا ومهنيا كبيرا.

البيان لم يكتف بالمقاطعة الثقافية، بل دعا إلى توسيعها لتشمل القطاع الرياضي، والوسط الأكاديمي، والمؤسسات الاقتصادية، والسياسيين، في محاولة لتشكيل ضغط متعدد الأوجه على الاحتلال الإسرائيلي. والمقاطعة الثقافية ليست مجرد موقف رمزي، بل تعبير عن رفض تحويل الفن إلى ديكور لتبييض الجرائم. إنها صرخة ضمير من قلب أوروبا، تقول إن الثقافة لا يمكن أن تكون صامتة حين يُذبح شعب، ويُحاصر صوت، وتُغتال ذاكرة.

12