التوترات الجيوسياسية تقدم دعما للنفط رغم تراجع الأسعار

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأربعاء، الأمر الذي من شأنه أن يحفز الاقتصاد ويعزز الطلب على الوقود.
الأربعاء 2025/09/17
السوق في تأرجح مستمر

سنغافورة – تراجعت أسعار النفط قليلا الأربعاء بعد ارتفاعها بأكثر من واحد في المئة في الجلسة السابقة، لكن التوتر الجيوسياسي المستمر قدم دعما للسوق بينما يترقب المتعاملون قرار الخفض المتوقع لأسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي).

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت ثمانية سنتات، أو 0.1 في المئة إلى 68.39 دولار للبرميل في التداولات الصباحية، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي ستة سنتات أو 0.1 في المئة إلى 64.46 دولار للبرميل.

وارتفع الخامان القياسيان بأكثر من واحد في المئة في الجلسة السابقة بسبب مخاوف من احتمال تعطل الإمدادات الروسية.

بريانكا ساشديفا: من شبه المؤكد وجود فائض في المعروض لباقي 2025
بريانكا ساشديفا: من شبه المؤكد وجود فائض في المعروض لباقي 2025

ونقلت وكالة رويترز الثلاثاء عن ثلاثة مصادر في قطاع النفط أن شركة ترانسنفت التي تحتكر خطوط أنابيب النفط في روسيا حذرت المنتجين من احتمال اضطرارهم لخفض الإنتاج عقب هجمات بطائرات مسيرة شنتها أوكرانيا على موانئ تصدير ومصافي نفط.

وقال إمريل جميل، كبير محللي النفط في مجموعة بورصات لندن، “تركز السوق بشكل كبير على الاضطرابات الجيوسياسية والتعطل المحتمل للإمدادات الروسية. وتقلبات السوق تبقي الأسعار مرتفعة.”

ويترقب المتعاملون نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الذي بدأ الثلاثاء وانتهى الأربعاء مع انضمام ستيفن ميران إلى المداولات، بينما لا تزال ليسا كوك تتصدى لمحاولات من الرئيس دونالد ترامب للإطاحة بها.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأربعاء، الأمر الذي من شأنه أن يحفز الاقتصاد ويعزز الطلب على الوقود.

وقالت بريانكا ساشديفا محللة السوق في شركة فيليب نوفا “أظل حذره بشأن التوقعات. من شبه المؤكد وجود فائض في المعروض لباقي 2025 مع زيادة أوبك+ للإنتاج.”

وقال توني سيكامور محلل السوق لدى آي.جي إن تركيز السوق سينصب على “عدد الأعضاء الذين سينضمون إلى صف المعارضة مع ستيفن ميران لصالح خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس.”

وتطرق أيضا إلى ما إذا كانت التوقعات تشير إلى خفضين أو ثلاثة تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس، و”نبرة رئيس مجلس الاحتياطي (جيروم) باول خلال المؤتمر الصحفي.”

وفي مؤشر قد يدفع الأسعار نحو الارتفاع، قالت مصادر في السوق نقلا عن بيانات معهد البترول الأميركي إن بيانات أظهرت الثلاثاء تراجع مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مع ارتفاع مخزونات نواتج التقطير.

وأوضحت المصادر أن مخزونات النفط الخام انخفضت بمقدار 3.42 مليون برميل، وانخفضت مخزونات البنزين بمقدار 691 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.91 مليون برميل عن الأسبوع السابق.

مخزونات النفط الخام انخفضت بمقدار 3.42 مليون برميل، وانخفضت مخزونات البنزين بمقدار 691 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر

وستترقب الأسواق ما إذا كانت البيانات التي ستصدر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء ستضاهي تلك الكميات.

وبالتزامن مع ذلك نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله إن موسكو “مستعدة لتعميق المناقشات مع الولايات المتحدة بشأن التعاون في مجال الطاقة، بما في ذلك مشروع سخالين 1.”

وأكد ريابكوف أيضا أن بلاده على اتصال مع واشنطن بشأن مختلف القضايا، وأن الحوار مستمر. ونقلت الوكالة عنه قوله “أستطيع أن أذكر سخالين 1 باعتباره المثال الأكثر وضوحا للعمل الذي بدأ في هذا المجال.”

ووقّع الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضي مرسوما قد يسمح للمستثمرين الأجانب، بما في ذلك شركة النفط الأميركية الكبرى إكسون موبيل، باستعادة أسهمها في مشروع سخالين 1 للنفط والغاز.

وجاء توقيع المرسوم في اليوم الذي التقى فيه بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترامب خلال اجتماع قمة تناول فرص الاستثمار والتعاون التجاري، إلى جانب محادثات لتحقيق السلام في أوكرانيا.

وكانت شركة إكسون تمتلك في السابق حصة تشغيلية تبلغ 30 في المئة في المشروع المربح، وهي المستثمر غير الروسي الوحيد الذي تخلى عن حصته.

وتحملت الشركة الأميركية رسوم انخفاض القيمة وقدرها 4.6 مليار دولار للتخارج من أعمالها في روسيا بعد أن أرسلت موسكو قوات إلى أوكرانيا في فبراير 2022.