التاكسي الطائر ميدان تنافس صيني – أميركي في أسواق الخليج

صراع نفوذ اقتصادي وإستراتيجي تتقاطع فيه مصالح الابتكار والاستثمار والهيمنة المستقبلية على أنظمة النقل الحضري.
الثلاثاء 2025/10/14
وسائل النقل الذكية مجال تنافس محتدم

دبي - مع تسارع الابتكار في مجال وسائل النقل الذكية، بات التاكسي الطائر رمزا للمستقبل الذي يقترب بسرعة، وميادين الخليج تتحول تدريجيا إلى ساحة تنافس بين القوى التكنولوجية الكبرى، وعلى رأسها الصين والولايات المتحدة.

وفي ظل سعي دول الخليج إلى تبني حلول نقل متقدمة ومستدامة ضمن رؤاها التنموية، تتزايد شهية الشركات الصينية والأميركية للاستثمار وتوقيع الشراكات في هذا المجال الواعد.

وهذا السباق لا يقتصر على تقديم التكنولوجيا فحسب، بل يعكس أيضا صراع نفوذ اقتصادي وإستراتيجي، تتقاطع فيه مصالح الابتكار، والاستثمار، والهيمنة المستقبلية على أنظمة النقل الحضري في واحدة من أكثر مناطق العالم ديناميكية واستعدادًا للتحول.

وفي مدينة اعتادت على المشاهد المذهلة، نجحت السيارة الطائرة الصينية التي حلقت فوق أحد أفخم المنتجعات الشاطئية في دبي في لفت الأنظار مجددا.

وقدّمت شركة أريدج الصينية عرضا حيا لرحلة مأهولة بسيارتها الطائرة الجديدة لاند إيركرافت كارير أمام مجموعة مختارة من الحضور في الإمارات الأحد الماضي، في أحدث خطوة ضمن مساعيها لترسيخ مكانتها كخيار تنقل فاخر يستهدف أثرياء الخليج.

وتنفصل السيارة الطائرة الكهربائية عن مؤخرة مركبة ضخمة مزوّدة بعجلات تُعرف باسم “السفينة الأم” وهي أشبه بحافلة ذات تصميم مستقبلي، وتتمتع بقدرة على الإقلاع والهبوط عموديا تماما كما تفعل المروحيات التقليدية.

وقالت أريدج، ومقرها مدينة قوانغتشو، إن “الطراز الجديد استقطب بالفعل 600 طلب مبدئي، من بينها طلبات من مجموعة علي وأولاده الإماراتية ومجموعة المانع القطرية”.

وتُدار السيارة الطائرة من أريج بواسطة ذراع تحكم جويستيك، وتعمل أيضا بنظام الطيران الآلي، على أن تُطرح في السوق الصينية بسعر يقل عن 702 ألف دولار. ولم يُكشف بعد عن سعرها في السوق الإماراتية.

مايكل تشاو دو: السيارة الطائرة صممت لتكون في متناول الجميع
مايكل تشاو دو: السيارة الطائرة صممت لتكون في متناول الجميع

وقال مايكل تشاو دو، المدير المالي ونائب رئيس شركة أريدج، في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ إن السيارة الطائرة “صُممت لتكون في متناول الجميع، بحيث يمكن لأي شخص قيادتها دون الحاجة إلى أن يكون طيارا محترفا”.

وانطلقت أول رحلة مأهولة علنية لطائرة لاند إيركرافت كارير التابعة لشركة نخلة جميرا بدبي، بعد أن حصلت الشركة في سبتمبر الماضي على تصريح خاص بالطيران لطائرة مأهولة أجنبية من الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات. ويتعين على الشركة الحصول على تصاريح إضافية لتشغيل وبيع الطائرات بعد انتهاء مرحلة الاختبارات.

وقال علي البلوشي، المسؤول في هيئة الطيران المدني بدبي، خلال الفعالية “السيارات الطائرة تمثل مستقبل وسائل التنقل. ونتوقع أن تصبح هذه المركبات في متناول الجميع وبأسعار معقولة قريبا مع دخول المزيد من الشركات إلى السوق”.

وأفادت أريدج أنها بدأت الإنتاج الضخم في منشأة صينية قادرة على تصنيع 10 آلاف وحدة سنويا. وتتوقع أن تبدأ أولى مبيعاتها للمستهلكين في عام 2027.

وتُعد الشركة التابعة لإكسبنغ موتور والتي أعادت مؤخرا تسمية قسمها السابق إكسبنغ إيروهت، جزءا من اتجاه متسارع في دولة الإمارات، المعروفة بأبراجها الشاهقة وعروضها اللافتة للتكنولوجيا والثروة.

وتعرضت أريدج لانتكاسة الشهر الماضي عندما اشتعلت النيران في إحدى طائراتها خلال عرض جوي بالصين. وأدت الابتكارات في تكنولوجيا البطاريات إلى صعود عشرات الشركات حول العالم التي تسعى إلى إطلاق سيارات الأجرة الطائرة في الأجواء حول العالم.

إلا أنه، على الرغم من إنفاق مليارات الدولارات على الأبحاث والتصنيع، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان لهذا القطاع مستقبل قابل للاستمرار خارج نطاق فئة الأثرياء للغاية.

وحتى بعض الشركات الناشئة الأكثر شهرة في هذا المجال واجهت صعوبات في تأمين التمويل، فيما لم تُثبت بعد جدوى السوق الواسعة لهذه الطائرات.

وتخطط شركة جوبي أفييشن الأميركية، ومقرها في سانتا كروز والمتخصصة في تصنيع الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي، لإطلاق خدمة سيارات الأجرة الجوية في دبي أيضا.

وكانت الشركة التي تقوم بتطوير طائرات كهربائية مخصصة لخدمات الركاب التجارية، قد أبرمت العام الماضي اتفاقية مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي لإطلاق خدمات التاكسي الطائر في الإمارة بحلول أوائل 2026 بعد إطلاق العمليات الأولية هذا العام.

وتمنح الاتفاقية، التي تم توقيعها خلال القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، جوبي الحق الحصري في تشغيل سيارات الأجرة الجوية في دبي لمدة ست سنوات، وفق بيان صادر عن الشركة.

4