هيئة الاستعلامات تخاطب العالم بتسع لغات لنقل مواقف مصر

دعوات إلى إزاحة الكثير من القيود التي تعترض قدرة الإعلام المحلي والأجنبي على الوصول إلى المعلومات ومصادرها وإتاحة أكبر قدر من الحرية أمام الصحافيين.
السبت 2025/09/27
ما تقوله رئاسة الجمهورية

القاهرة – أطلقت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، باقة متكاملة من الإعلام الرقمي المطور، من أجل نقل صورة مصر ومواقفها وسياساتها وكافة جوانب الحياة على أرضها إلى الرأي العام في الداخل والخارج.

وقال رئيس هيئة الاستعلامات ضياء رشوان إن إطلاق هذه المجموعة من وسائل الإعلام الرقمي يأتي تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية المتتالية بشأن التطوير المستمر لأدوات الهيئة في مجال الإعلام الرقمي الحديث، وتوظيف أحدث أساليب الحفظ والعرض والاستخدام لتحقيق مهام الهيئة في نقل رسالة مصر إلى العالم، مع تطوير المحتوى الإعلامي لهذه الرسالة وترجمتها إلى أكبر عدد ممكن من اللغات السائدة في العالم.

وأوضح رشوان أن باقة الإعلام الرقمي التي تم إطلاقها، تتضمن ثلاثة مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت، وهي الموقع الرسمي للهيئة الذي يصدر بخمس لغات هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية، ويضم رصيداً هائلاً من المعلومات والأخبار عن مصر في كافة الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية وغيرها، إضافة إلى ملفات علاقات مصر الخارجية، إلى جانب أبواب للكتب والدوريات والإصدارات الإعلامية للهيئة، ويعرض الموقع هذه المعلومات من خلال النصوص والصور والفيديو، ويعد مرجعاً أساسياً للمعلومات عن مصر في كل المجالات للمستخدمين في الداخل والخارج، كما يتم تحديثه على مدار الساعة اعتماداً على المصادر الرسمية التي تتم ترجمتها على الفور إلى اللغات الأجنبية.

باقة الإعلام الرقمي التي تم اطلاقها، تتضمن ثلاثة مواقع الكترونية على شبكة الانترنت، وهي الموقع الرسمي للهيئة الذي يصدر بخمس لغات

وأشار رئيس هيئة الاستعلامات إلى أن أحدث مراحل تطوير هذا الموقع قد اكتملت بعد جهد استمر أكثر من عام كامل بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى تحديث شامل للمحتوى الذي يضمه الموقع وتطوير وسائل العرض والاستخدام.

أما الموقع الثاني، فهو الموقع الموجه إلى القارة الأفريقية ويحمل اسم “مصر وأفريقيا” وهو موقع تابع لموقع الهيئة الأصلي. وقد أُطلق لأول مرة عام 2019، مواكباً لرئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاتحاد الأفريقي، ويصدر بتسع لغات من بينها 3 لغات أفريقية واللغات التسعة هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والبرتغالية ولغة الهوسا واللغة السواحيلية واللغة الأمهرية.

ويضم هذا الموقع كماً هائلاً من المعلومات عن مصر بكل هذه اللغات، مع التركيز على علاقات مصر الأفريقية ودورها تجاه دول القارة، ومعلومات شاملة عن كافة الدول والشؤون الأفريقية السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، ويتم تحديث هذا الموقع يومياً بعشرات الأخبار والتقارير والمواد الإعلامية، كما يتم تطوير البنية الأساسية للتكنولوجيا المستخدمة في الموقع.

ويضيف رئيس هيئة الاستعلامات، أن الموقع الثالث الذي تمت المرحلة الجديدة من تطويره، هو موقع دراسات في حقوق الإنسان، وهو مرتبط أيضاً بالموقع الأساسي للهيئة، ويصدر باللغات: العربية والإنجليزية والفرنسية، وهو بمثابة منصة لتصحيح مفاهيم حقوق الإنسان ونشر الدراسات العلمية والتقارير في هذا المجال، لتأكيد المفهوم الشامل لحقوق الإنسان السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والرد على ما يثار في هذا المجال من ادعاءات، ويتم تحديثه يومياً بكل جديد في مجال حقوق الإنسان بمفهومها الشامل محلياً وإقليمياً وعالمياً.

ومن بين أهم تطبيقات الإعلام الرقمي التي تم إطلاقها اليوم، يقول رئيس هيئة الاستعلامات إنها تتمثل في “المستودع الرقمي لإعلام مصر الرسمي”، الذي تم إنجازه بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واستمر الجهد لإعداده أكثر من عامين، ليكون بمثابة منصة متطورة لتوثيق وحفظ واتاحة كل ما يصدر عن قطاعات الهيئة العامة للاستعلامات من مواد إعلامية، وكذلك ما يصدر عن المؤسسات والوزارات والمجالس النيابية وجهات الدولة الرسمية من بيانات وإصدارات إعلامية وتدفق إخباري.

النظام المصري لديه رغبة جامحة في تحسين صورته في الخارج، ما يتطلب اتباع مجموعة من الخطوات، على رأسها إيجاد مسارات جيدة للتواصل الفعّال مع الإعلام الأجنبي

أما أحدث أدوات الإعلام الرقمي لنشر الرسالة الإعلامية لهيئة الاستعلامات بأبسط الوسائل وأيسرها وأكثر انتشاراً، فهي، طبقاً لتصريح رئيس الهيئة، “التطبيق” المستخدم من خلال أجهزة الهاتف المحمول والتي يمكن للمستخدمين تحميله والوصول من خلاله لكل ما تنشره الهيئة من معلومات وأخبار وتقارير على مدار الساعة .. وهي أداة يتم استخدامها بالهيئة لأول مرة.

وهيئة الاستعلامات هي هيئة حكومية تتبع لرئاسة الجمهورية أنشئت بموجب القرار الجمهوري الصادر في السادس من سبتمبر 2012، وتضطلع بدورها “كجهاز إعلام رسمي” لشرح سياسة الدولة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ونقل الحقائق عن البلاد إلى وسائل الإعلام الدولية، بحسب ما جاء في القوانين المنظمة ويتولى رشوان رئاسة الهيئة منذ عام 2017.

ودأبت الهيئة في المدة الأخيرة على نشر بيانات ترد بها على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أو مقالات في وسائل إعلام إسرائيلية. كما عمدت إلى نشر ردود على بعض المقالات في الإعلام العالمي التي تنتقد مصر على غرار مقالين أحدهما في “إيكونوميست” والآخر في مجلة “فورين بوليسي.”

وبيانات الهيئة العامة للاستعلامات يعتد بها في الموقف الرسمي الخارجي، لأنها تتبع رئاسة الجمهورية، ولكن خبراء يعتبرونها أقل أهمية من بيانات الرئاسة ووزارة الخارجية والقوات المسلحة المصرية.

وسبق لرشوان أن عقد اجتماعاً مطولاً مع وسائل إعلام عربية وأجنبية عديدة قائلا: “الأبواب مفتوحة وانقلوا ما ترون وحللوا ما ترغبون فيه.” وتتكرر اللقاءات التي يعقدها رئيس الهيئة العامة للاستعلامات مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية ومندوبيها، لكن ذلك لم يؤد في النهاية إلى تحسن ملموس في الأدوات التي تساهم في إتاحة حرية المعلومات.

وأوضح أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة صفوت العالم في تصريح سابق لـ”العرب” أن “النظام المصري لديه رغبة جامحة في تحسين صورته في الخارج، ما يتطلب اتباع مجموعة من الخطوات، على رأسها إيجاد مسارات جيدة للتواصل الفعّال مع الإعلام الأجنبي وإثراء النقاش في مجالات مختلفة بالداخل، بما يشي بوجود حراك إيجابي. والخطوة المقبلة يجب أن تتمثل في إزاحة الكثير من القيود التي تعترض قدرة الإعلام المحلي والأجنبي على الوصول إلى المعلومات ومصادرها وإتاحة أكبر قدر من الحرية أمام الصحافيين.”

5