وسائل إعلام دولية مصدومة لاستهداف إسرائيل لصحافييها في مستشفى بغزة
القدس - أعربت كل من وكالتي أنباء رويترز وأسوشيتد برس عن حزنهما لمقتل صحافيين متعاونين معهما الاثنين في ضربتين إسرائيليتين في غزة قال الدفاع المدني إنهما تسببتا بمقتل 15 شخصا بينهم خمسة صحافيين.
وجاء في بيان لمتحدث باسم رويترز “نشعر بالأسى لعلمنا بمقتل المتعاقد مع رويترز حسام المصري وإصابة متعاقد آخر معنا هو حاتم خالد بجروح في الضربتين الإسرائيليتين على مستشفى ناصر في غزة اليوم”.
وعبّرت وكالة أنباء أسوشيتد برس عن شعورها بـ”الصدمة والحزن” لعلمها بمقتل مريم أبودقة (33 عاما)، وهي صحافية مستقلة تتعاون مع الوكالة منذ بدء الحرب.
وتقول منظمات حقوقية مدافعة عن الصحافيين إن نحو 200 صحافي أو عامل في الإعلام قتلوا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة قبل أكثر من 22 شهرا.
وبعد الإعلان عن مقتل الصحافيين الأربعة في الضربتين، أكد المستشفى والدفاع المدني مقتل الصحافي الخامس متأثرا بجروح أصيب بها في القصف ذاته.
رابطة الصحافيين الأجانب: لا بد أن تكون هذه لحظة فاصلة، نناشد القادة الدوليين: افعلوا كل ما في وسعكم لحماية زملائنا
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع الفلسطيني محمود بصل لوكالة فرانس برس “الحصيلة حتى الآن 20 شهيدا بينهم خمسة صحافيين وأحد أفراد الدفاع المدني” جراء القصف على مستشفى ناصر، وذلك بعدما تحدّث المصدر ذاته في وقت سابق عن سقوط 15 قتيلا بينهم أربعة صحافيين.
وأكد بصل في تصريح سابق أن المبنى استُهدف بغارتين جويتين إسرائيليتين.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيجري تحقيقا أوليا بشأن الغارة “في أقرب وقت”، موضحا أنه “يعرب عن أسفه إزاء أي إصابة طالت أشخاصا غير متورطين”، ومؤكدا أنه “لا يستهدف الصحافيين”.
ووصفت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الغارتين بأنهما “جريمة اغتيال” لأربعة صحافيين هم محمد سلامة ومريم أبودقة ومعاذ أبوطه وحسام المصري. وقالت النقابة إنهم قتلوا “أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية العدوان المتواصل على قطاع غزة”. وأكدت في بيان لاحق “استشهاد الصحافي أحمد أبوعزيز متأثرا بجراحه”.
وذكرت قناة “الجزيرة” أن محمد سلامة مصوّر لديها. أما وكالة أنباء “رويترز” فقالت إن “أحد الصحافيين القتلى وأحد الجرحى يعملان معها كمتعاقدين”.
وأفادت وكالة أنباء أسوشيتد برس بأن الصحافية مريم أبودقة كانت “صحافية مستقلة” تتعاون مع الوكالة، لكنها “لم تكن في مهمة” لصالح الوكالة لدى استهدافها.
وبحسب بصل، تمّ “استهداف مبنى الياسين الطبي داخل مستشفى ناصر بواسطة طائرة انتحارية إسرائيلية… وخلال عمليات نقل الشهداء والمصابين، استُهدف المكان مرة ثانية بضربة جوية”.
وفي ساحة مستشفى ناصر المستهدف، تجمعت نسوة حول جثمان الصحافي محمد سلامة الذي سجي على الأرض، وبكينه.
وبالمقابل، احتشد المئات وأدوا صلاة الجنازة على عدد من الجثامين بينهم ثلاثة صحافيين تم وضع السترة الواقية التي تحمل شعار “صحافة”، فوقها. وخلال التشييع، ردد مشيعون “باب الجنة من حديد، لا يفتحه إلا الشهيد”.
وقال محمود المصري بينما كان قرب جثمان شقيقه الصحافي حسام المصري “لن نتوقف عن إكمال المسيرة، ستخرج الصورة”.
من جهتها، أكدت رابطة الصحافيين الأجانب في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، الاثنين، أن تل أبيب قتلت في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 “عددا كبيرا جدا من الصحافيين دون مبرر”.
وقالت رابطة الصحافيين الأجانب في بيان “قُتلت (اليوم) مجموعة من الصحافيين من وكالات إخبارية دولية رئيسية، بينها رويترز وأسوشيتد برس وقناة الجزيرة، في غارات عسكرية إسرائيلية”.
وأكدت أن “هذه الغارات تعد من أعنف الهجمات الإسرائيلية على الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام الدولية منذ بدء حرب غزة”.
في العاشر من شهر أغسطس الجاري، قُتل أربعة من موظفي قناة الجزيرة وصحافيان آخران مستقلان في غارة جوية إسرائيلية على خيمة خارج مجمع الشفاء الطبي
ووفق البيان، “أصابت تلك الغارات الدرج الخارجي للمستشفى، حيث كان الصحافيون يتواجدون باستمرار مع كاميراتهم. وجاءت الغارات دون سابق إنذار”.
وطالبت الرابطة الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”تفسير فوري”، ودعت إسرائيل إلى “وقف ممارساتها المشينة في استهداف الصحافيين بشكل نهائي”.
وشددت على أن “إسرائيل قتلت عددا كبيرا جدا من الصحافيين في غزة دون مبرر، وتواصل منع الصحافيين الدوليين من الوصول إلى غزة”.
وتابعت الرابطة أنه “لا بد أن تكون هذه لحظة فاصلة، نناشد القادة الدوليين: افعلوا كل ما في وسعكم لحماية زملائنا. لا يمكننا فعل ذلك بأنفسنا”.
ورابطة الصحافيين الأجانب هي مؤسسة غير حكومية تمثل الصحافيين العاملين في المؤسسات الإعلامية الدولية في إسرائيل والضفة الغربية وغزة.
وأفادت لجنة حماية الصحافيين ومنظمة “مراسلون بلا حدود” في وقت سابق من الشهر الجاري بمقتل نحو 200 صحافي في غزة خلال الحرب.
وفي العاشر من شهر أغسطس الجاري، قُتل أربعة من موظفي قناة الجزيرة وصحافيان آخران مستقلان في غارة جوية إسرائيلية على خيمة خارج مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، في هجوم قوبل بتنديد واسع.
حينها، أكد الجيش الإسرائيلي استهداف مراسل الجزيرة أنس الشريف، متهما إياه بأنه “إرهابي” و”قائد خلية في حماس”.