نظام البكالوريا الجديد يدخل التعليم المصري رسميًا

البكالوريا المصرية أحد أهم مشروعات تطوير التعليم في مصر.
الثلاثاء 2025/08/19
الطلاب يدخلون مرحلة جديدة

القاهرة - أكدت وزارة التربية والتعليم في مصر أن التحاق الطلاب بنظام البكالوريا سيكون اختيارًا مطلقًا، حيث يمكن للطالب أن يقرر الانضمام إليه أو الاستمرار في الثانوية العامة التقليدية، مشددة على أنه لا يحق لأي جهة إجبار الطالب على دخول مسار تعليمي بعينه. وسط جدل حول مدى جاهزية المدارس الثانوية لتطبيق هذا النظام.

ونشرت الجريدة الرسمية مؤخرا التعديلات الخاصة بقانون التعليم التي تضمنت إضافة التعليم بنظام البكالوريا للفصل الخامس بالقانون المرتبط بالتعليم الثانوي، وهو النظام الذي أعلنت الحكومة عنه العام الماضي، ونوقش في مجلس النواب.

وكشفت الوزارة أن تعديلات قانون التعليم الأخيرة تضمنت تخصيص فصل كامل بعنوان التعليم بنظام البكالوريا، حيث أوضحت المادة (37 مكررًا) أن هذا النظام مجاني، ويستهدف الطلاب الحاصلين على شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسي، مع التنبيه على أنه لا يجوز التحويل من وإلى هذا النظام خلال سنوات الدراسة.

وعلى الرغم من انتقاد رئيس مجلس النواب، حنفي جبالي، خلال المناقشات، تأخر الحكومة في إرسال تعديلات القانون المقترحة، وتعجيل مناقشته قبل وقت قصير من فض دور الانعقاد البرلماني؛ فإن وزارة التعليم قررت تطبيقه خلال العام الدراسي المقبل على الطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي.

ويشيد المسؤولين في وزارة التعليم بهذا النظام، حيث أكد سعيد عطية وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالجيزة أن البكالوريا المصرية أحد أهم مشروعات تطوير التعليم في مصر، واصفا شهادة البكالوريا المصرية بأنها تمثل نقلة نوعية في مسيرة بناء الإنسان المصري.

التعديلات الخاصة بقانون التعليم أكدت أنه لا يحق لأي جهة إجبار الطالب على دخول مسار تعليمي بعينه

وقال عطية، خلال كلمته بمؤتمر مجلس الأمناء والآباء والمعلمين في إحدى المدارس “أن البكالوريا المصرية فكرة مبدعة لإكساب الطالب مهارات التفكير النقدي، والقدرة على التحليل، والابتكار، وحل المشكلات، بعيداً عن النمط التقليدي القائم على الحفظ والتلقين. نحن نسعى لأن يتحول الطالب من متلقٍ سلبي للمعلومة إلى باحث نشط، يسعى وراء المعرفة ويطبقها في حياته اليومية.”

ويطرح هذا التغيير تساؤلات عديدة لدى الطلاب وأولياء الأمور حول طبيعة الاختلاف بين النظامين الجديد والقديم، ومدى تأثيره على مستقبل التعليم والالتحاق بالجامعات.

ويختلف نظام البكالوريا بشكل كامل عن نظام الثانوية العامة الحالي الذي يمهد للالتحاق بالجامعات، في كونه يمنح الطالب فرصتين للامتحان كل عام، على أن يكون دخول الفرصة الثانية بمقابل لكل مادة بحد أقصى 200 جنيه (الدولار يساوي 48.3 جنيه في البنوك) مع إمكانية دراسة الطالب لمواد إضافية في أي مستوى حال رغبته في تعدد المسارات بعد انتهاء المسار الأساسي وتحديد الحد الأقصى لسنوات الدراسة للمرحلة الرئيسية ليكون 4 سنوات.

ويبدأ نظام البكالوريا بمرحلة تمهيدية في الصف الأول الثانوي، حيث يدرس الطالب 6 مواد أساسية: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، الرياضيات، التاريخ المصري، العلوم المتكاملة، والفلسفة والمنطق. بينما تبقى مواد مثل التربية الدينية واللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب مواد غير مضافة للمجموع. وهذا يتشابه مع مقررات الصف الأول الثانوي في النظام التقليدي، لكن مع تعديلات أكثر ارتباطًا بالتطورات الحديثة.

ورغم تشابه المقررات بين النظامين، إلا أن البكالوريا في مصر أضافت مقررات حديثة ترتبط بسوق العمل والتخصصات الجامعية الجديدة. كما أنها قسمت التعليم إلى أربعة مسارات واضحة: الطب وعلوم الحياة، الهندسة وعلوم الحاسب، الآداب والفنون، والأعمال. بينما لا يزال النظام التقليدي يعتمد على شعب علمي علوم ورياضة والأدبي.

ويختلف المجموع الكلي أيضًا؛ ففي الثانوية العامة لا يتجاوز 320 درجة، بينما يصل في البكالوريا إلى 600 درجة، بواقع 100 درجة لكل مادة. هذا التغيير يتيح مرونة أكبر في التقييم، ويقلل من الضغوط النفسية على الطلاب.

15