نتنياهو يتعهد في اعتذار رسمي لقطر بعدم تكرار الهجوم على الدوحة

رئيس الوزراء القطري ونتنياهو يتفقان على مقترح ترامب لإنشاء آلية ثلاثية تشمل واشنطن والدوحة وتل أبيب لتعزيز التنسيق وحلّ الخلافات ودرء التهديدات.
الثلاثاء 2025/09/30
اعتراف إسرائيلي بالخطأ

واشنطن - أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعرب لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عن أسفه على الهجوم على الدوحة في وقت سابق من الشهر الجاري، متعهدا بعدم تكرار ذلك بالمستقبل.

جاء هذا الإقرار بالخطأ خلال مكالمة هاتفية ثلاثية جمعت رئيس الوزراء القطري والرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو، أثناء زيارة الأخير للبيت الأبيض لإجراء محادثات حول خطة السلام في غزة.

وقال البيت الأبيض في بيان، إن "نتنياهو أعرب عن أسفه العميق لأن الضربة الصاروخية الإسرائيلية على أهداف لحركة حماس في قطر أدت إلى مقتل جندي قطري عن غير قصد".

كما أقر نتنياهو، بأن هذه الهجمات "انتهكت السيادة القطرية"، مؤكدا لقطر أن لن تشن هجوما في المستقبل كالذي نُفذ في 9 سبتمبر الجاري. وفقا للبيان.

وعقب الهجوم الإسرائيلي، أعلنت الداخلية القطرية مقتل مواطن قطري في الهجوم الإسرائيلي، بينما أعلنت "حماس" نجاة وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.

وكانت هذه الحادثة قد دفعت قطر إلى تعليق جهودها للوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، مع تأكيدها على احتفاظها بحق الرد على العدوان.

ورحب رئيس الوزراء القطري بتأكيدات نتنياهو بعدم تكرار الهجمات على الدوحة وفقًا لما جاء في بيان البيت الأبيض الذي ذكر أن الشيخ محمد بن عبدالرحمن رحب بهذه الضمانات، مؤكدا استعداد قطر لمواصلة المساهمة الفعّالة في الأمن والاستقرار الإقليميين، وهو الالتزام الذي أعرب عنه نتنياهو أيضا.

وذكر البيت الأبيض أن رئيس الوزراء القطري ونتنياهو اتفقا على مقترح ترامب لإنشاء "آلية ثلاثية (تشمل واشنطن والدوحة وتل أبيب) لتعزيز التنسيق وتحسين التواصل وحلّ الخلافات المتبادلة، وتعزيز الجهود الجماعية لدرء التهديدات".

وأوضح أن ترامب أعرب عن رغبته في "وضع العلاقات الإسرائيلية القطرية على مسار إيجابي بعد سنوات من الخلافات وسوء الفهم المتبادل"، وفق البيان.

وضمن تقييم المراقبين للخطوة الإسرائيلية، يكتسب اعتذار إسرائيل لقطر أهمية أكبر بكثير من سابقة اعتذار نتنياهو لنظيره رجب طيب أردوغان عندما كان رئيسا للوزراء في تركيا، إذ جاء الاعتذار حينها بعد سنوات طويلة من حادثة "مافي مرمرة" التي كانت تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

يرى المراقبون أن توقيت اعتذار نتنياهو بالغ الأهمية والحساسية، حيث جاء متزامنًا مع إعلانه قبول البنود الواردة في خطة ترامب لوقف الحرب في غزة.

وتعكس هذه الخطوة ضرورة ملحة لاستعادة قناة الوساطة القطرية الحيوية، التي توقفت مؤقتا بسبب الهجوم على الدوحة، وهو ما قد يعيق كل الجهود الدبلوماسية.

ولا يستبعد المحللون أن يكون نتنياهو قد أقدم على هذه الخطوة الحاسمة بدفع مباشر وضاغط من الرئيس ترامب، الذي يعتمد بشكل كبير على الدور المحوري الذي تلعبه الدوحة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، وكذلك في تسهيل ترتيبات غزة ما بعد الحرب.

وعقب بيان البيت الأبيض بوقت قصير، أصدرت الخارجية القطرية بيانًا أكدت فيه أن إسرائيل اعتذرت عن هجومها على الدوحة خلال الاتصال الثلاثي.

وشدد البيان على أن نتنياهو قدم اعتذاره عن هجوم الدوحة وانتهاك السيادة القطرية، متعهدًا بعدم تكراره في المستقبل.

كما رحبت الخارجية القطرية بـ "الضمانات المقدمة حيال حماية دولة قطر من الاستهداف والتعهدات بعدم تكرار الاعتداءات الإسرائيلية".

ولفت البيان إلى أن "رئيس الوزراء أكد في اتصال مع ترامب ونتنياهو على الرفض التام والقاطع للمساس بسيادة قطر تحت أي ظرف من الظروف".

وعقب اعتذار نتنياهو، أكدت الدوحة في بيانها استعدادها لمواصلة الانخراط في العمل للوصول إلى نهاية للحرب في قطاع غزة في إطار مبادرة الرئيس ترامب، ما يمثل تحولًا في موقفها بعد تجميد جهود الوساطة.

كان الهجوم الإسرائيلي على سيادة قطر قد أثار إدانات عربية ودولية واسعة، ودعا إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف الاعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.

وسبق أن هاجم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نتنياهو، متهما إياه بالسعي لإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار بالعدوان على الدوحة، ووصف إسرائيل في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها دولة "مارقة"، مؤكدًا أن تراجع النظام الدولي أمام منطق القوة يعني السماح بتسيُّد منطق الغابة.