نافذة أمل لغزة مع اتفاق أوروبي إسرائيلي لتوسيع وصول المساعدات
بروكسل (بلجيكا) - توصّل الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس إلى اتفاق مع إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى دخول المزيد من شاحنات الأغذية إلى غزة وفتح نقاط عبور إضافية، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للتكتل.
وقالت كايا كالاس عبر إكس "توصلنا اليوم إلى اتفاق مع إسرائيل لتوسيع نطاق الوصول الإنساني إلى غزة".
وأضافت المسؤولة الأوروبية "هذا الاتفاق يعني فتح المزيد من المعابر، ودخول المزيد من شاحنات المساعدات والمواد الغذائية إلى غزة، وإصلاح بنى تحتية حيوية، وحماية عمال الإغاثة. نعوّل على أن تنفذ إسرائيل كل الإجراءات التي تم الاتفاق عليها".
ويواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمة ظروفا إنسانية صعبة بسبب تقييد إسرائيل المساعدات بشكل كبير خلال حربها المدمرة مع حماس.
وقالت كالاس في بيان إن التدابير التي وافقت عليها إسرائيل "يتم أو سيتم تنفيذها في الأيام المقبلة، مع تفاهم مشترك بأن المساعدات على نطاق واسع يجب أن تصل مباشرة إلى السكان".
ولفتت إلى أن الخطوات تشمل "زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية المحملة بالأغذية والمواد غير الغذائية" التي تدخل غزة، وفتح نقاط عبور أخرى في كل من المناطق الشمالية والجنوبية من القطاع، وإعادة فتح ممرات نقل المساعدات من الأردن ومصر.
وجاء في البيان أن "الاتحاد الأوروبي على استعداد للتنسيق مع جميع أصحاب المصلحة الإنسانيين ذوي الصلة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على الأرض، لضمان التنفيذ السريع لهذه الخطوات العاجلة".
ويأتي هذا الاتفاق فيما تستمر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حول تفاصيل اتفاق لوقف إطلاق النار تدعمه الولايات المتحدة.
وكان الاتحاد الأوروبي يدرس اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بعدما خلص إلى أنها تنتهك اتفاق التعاون الثنائي بسبب سلوكها في غزة.
لكن الاتحاد الذي يضم 27 دولة يواجه صعوبة في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها بسبب انقسامه بين مؤيدين لإسرائيل ودول تدعم الفلسطينيين.
وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الخميس أن الولايات المتحدة متفائلة حيال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف متفائل أيضا بأنه سيتم عقد محادثات غير مباشرة قريبا.
وقال روبيو للصحافيين في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا "أعتقد أننا أقرب، وربما أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة"، وأضاف أنه تحدث مع ويتكوف مساء الأربعاء.
وأعلنت حركة حماس الأربعاء أنّها وافقت على إطلاق سراح 10 رهائن محتجزين في غزة، بعدما أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق هدنة في القطاع.
وبعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن يومي الإثنين والثلاثاء، قال نتنياهو في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية "نعم، أعتقد أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق. أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إليه".
ويضغط ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي لا يزال موجودا في الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
من جانبه، أعلن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الأربعاء "توافر الظروف" للمضي في اتفاق يضمن الإفراج عن رهائن في قطاع غزة.
وقال إيال زامير في خطاب متلفز "لقد أنجزنا نتائج عدة مهمة. ألحقنا خسائر كبيرة بحكم حماس وقدراتها العسكرية"، مضيفا "بفضل القوة العملانية التي أثبتناها، باتت الظروف متوافرة للمضي في اتفاق بهدف الإفراج عن الرهائن".
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعين مع الرئيس الأميركي في واشنطن، وأكد عزم بلاده على الاحتفاظ "إلى الأبد" بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة الذي تحكمه حماس منذ 2007.
وتصر الحركة الفلسطينية على الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وضمانات بوقف دائم لإطلاق النار، واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها.
والثلاثاء، أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين "بحلول نهاية الأسبوع" يشمل هدنة لستين يوما والإفراج على رهائن، بينما أكدت قطر أنّ النقاشات "تحتاج إلى وقت".
وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين مساء الأحد في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنها لم تسفر عن اختراق حتى الآن.
وتنص مسودة الاتفاق بحسب ويتكوف على تسليم 10 رهائن أحياء وجثث تسعة آخرين.
وبدأت الحرب في غزة بعدما شنت حركة حماس هجوما على مناطق في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين.
وردا على الهجوم، أطلقت إسرائيل حملة عسكرية مدمرة في غزة أسفرت عن مقتل 57680 فلسطينيا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبر الأمم المتحدة معطياتها موثوقة.