مهرجان الإسكندرية السينمائي يبحث السينما في عصر الذكاء الاصطناعي
الإسكندرية (مصر) - تتواصل فعاليات الدورة الـ41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والتي انطلقت مساء الخميس وتعقد على مدى خمسة أيام، بمشاركة 46 دولة عربية وأجنبية.
تنظم فعاليات هذه الدورة تحت شعار “السينما في عصر الذكاء الاصطناعي”، وتتضمن مجموعة من المسابقات الرسمية، من بينها مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة، ومسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة وأفلام التحريك لدول البحر المتوسط.
كما تتضمن الفعاليات مسابقات غير رسمية، من بينها مسابقة الأفلام الروائية العربية الطويلة، والفيلم المصري الروائي الطويل، وأفلام شباب مصر للطلبة والمحترفين، وأفلام الأطفال، بالإضافة إلى مسابقة السيناريو.
ويعد مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط أحد أبرز المهرجانات السينمائية في المنطقة، ويهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني بين دول البحر المتوسط، وكذلك تكريم الفنانين الذين ساهموا في إثراء السينما بأعمالهم المتميزة.
وتحمل الدورة الحالية اسم الممثلة المصرية ليلى علوي. وقالت الفنانة بعد تكريمها في افتتاح المهرجان الذي أقيم بمسرح مكتبة الإسكندرية “شكرا للمهرجان وتقديره إنه يعمل دورة باسمي… هذا تكريم كبير أشكره عليه”.
وأضافت “شكرا لجمهوري الحبيب اللي بيديني الثقة إني أستمر، ويشجعني إني اختار كويس وأعمل له أعمال تهمه، تفيده، وتفيد مجتمعنا، مش بس مجتمعنا المصري ولا العربي”.
وتابعت قائلة “الإنسان هو الإنسان في العالم كله، مشاكلنا وقضايانا واحدة، مهما اختلفت الجنسيات واللغات، الإنسان واحد، وأنا إنسانة بعز الإنسانية في العالم، أتمنى السلام للعالم كله، السلام لبلدي ولوطني العربي ولفلسطين الغالية والعالم كله”.
وكرم المهرجان، الذي تنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، مجموعة من الفنانين المصريين هم فردوس عبدالحميد ورياض الخولي وأحمد رزق وشيرين إضافة إلى المخرج هاني لاشين ومدير التصوير سامح سليم.
ومن دول البحر المتوسط يكرم المهرجان المخرج التونسي رضا الباهي، والمخرج والسيناريست الفرنسي جان بيير آماريس، والممثلة والمخرجة الإسبانية مرسيدس أورتيجا.
ويعرض المهرجان الممتد حتى السادس من أكتوبر الجاري أكثر من 130 فيلما، ويحتفي بالمغرب “ضيف شرف” هذه الدورة، كما يضم البرنامج ندوات للمكرمين وورش تدريب مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجه صناعة السينما في عصر الذكاء الاصطناعي.
ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المتوسطي الطويل المنتج تشارل سيبيتا وتضم اللجنة في عضويتها الناقد المغربي أحمد الحسني والنجمة الإسبانية مرسيدس أورتيغا والسيناريست والروائي المصري الكبير ناصر عبدالرحمن والمخرج اليوناني مايكل هبيشس والنجمة السورية سوزان نجم الدين.
وقال الناقد الأمير أباظة، رئيس المهرجان، إن دورة هذا العام تشهد مشاركة واسعة من حيث عدد الأفلام والدول المشاركة، حيث سيتم عرض 131 فيلما ضمن 8 مسابقات، منها 7 مسابقات للأفلام ومسابقة للسيناريو.
وأضاف أباظة أن المهرجان يحظى بدعم كبير من العديد من الجهات، مشيرا إلى أن حفل الافتتاح أقيم في مكتبة الإسكندرية، بينما تُعرض الأفلام في مختلف دور العرض السينمائي بالإسكندرية، ويُختتم المهرجان بحفل يقام داخل حديقة أنطونيادس.
ويطلق المهرجان خلال هذه الدورة استفتاء الـ100 فيلم سياسي في تاريخ السينما المصرية والذي يضم قائمة كاملة بأهم الأفلام السياسية التي عرضت في السينما المصرية منذ عقود.
وجاءت القائمة وفق التصويت الذي شارك فيه 43 ناقدا وناقدة من مصر والعالم العربي، لتشمل أبرز الأعمال التي صنعت ذاكرة السينما السياسية، ومن هذه الأفلام: الكرنك، البريء، شيء من الخوف، إحنا بتوع الأتوبيس، في بيتنا رجل، طيور الظلام، الإرهاب والكباب، العصفور، غروب وشروق، القاهرة 30، زائر الفجر، زوجة رجل مهم، المذنبون، رد قلبي، ضد الحكومة، هي فوضى، الأرض، المواطن مصري، ميرامار، اشتباك، ثرثرة فوق النيل، الراقصة والسياسي، اللعب مع الكبار، ناصر 56.
ولا يقتصر الاستفتاء على قائمة الأفلام، بل يضم مدخلا إلى الفيلم السياسي بقلم مرفت عمر، الناقدة السينمائية التي أشرفت على إعداد الاستفتاء، ودراسة في دلالات التصويت بقلم الدكتور وليد سيف، ودراسة معمقة عن الموسيقى في الفيلم السياسي بقلم الدكتورة رانيا يحيى، فضلا عن مقالات نقدية وتحليلية عن أفلام القائمة شارك فيها النقاد سمير شحاتة وطارق الشناوي وصفاء الليثي وخالد محمود وسيد محمود سلام ومرفت عمر وأحمد سعدالدين ومهدي عباس ونزار الفدعم وكاظم السلوم، ليكون الإصدار أقرب إلى موسوعة نقدية شاملة تتيح للباحثين والقراء والمهتمين فرصة الغوص في التجربة المصرية مع السينما السياسية منذ نشأتها وحتى اليوم.
ومع إطلاق هذا الاستفتاء يصبح بين أيدي القراء والباحثين نص تأسيسي يساعد على إعادة قراءة تاريخ السينما المصرية من خلال منظور سياسي يضع الفن في مواجهة أسئلة الواقع، ليغدو “استفتاء الـ100 فيلم سياسي” ليس مجرد احتفاء بالماضي، بل أيضا أداة لفهم الحاضر واستشراف المستقبل.