ملف المساعدات يعرقل محادثات الهدنة في غزة
الدوحة- تحول ملف المساعدات الإنسانية إلى واحدة من أبرز العقبات في المحادثات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، بعدما أصبح محل خلاف حاد حول آليات التوزيع والرقابة.
وتشير تسريبات إلى أن المحادثات التي جرت في الدوحة الاثنين شهدت توترا حول آليات إدخال المساعدات وتوزيعها حيث تصر إسرائيل أن يتم ذلك تحت رقابة دقيقة تضمن عدم استفادة حماس منها، وهو ما تعتبره الأخيرة محاولة لإقصائها فعليا عن إدارة القطاع.
ويقول مراقبون إن المساعدات لم تعد تقدم كمساعدة في غزة، بل باتت تستخدم كورقة ضغط مزدوجة حيث ترى فيها إسرائيل وسيلة لإجبار حماس على تقديم تنازلات أمنية، في حين تنظر لها حماس على أنها ورقة مهمة لتثبيت حضورها الميداني.
◄ المتفاوضون ينتظرون نتائج لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للبناء عليه
وتؤكد تقارير أن بعض المناطق في غزة لم تتلق مساعدات منذ أسابيع بسبب خلافات حول الجهة المخولة بتوزيعها، وسط مخاوف من أن يتحول هذا التأخير إلى انفجار اجتماعي داخلي لن يكون في مصلحة حماس.
وتواجه أطراف الوساطة، وخاصة مصر وقطر، صعوبة متزايدة في إيجاد صيغة ترضي الطرفين. فإسرائيل تطالب بأن تمر كل المساعدات الإنسانية عبر معابر محددة وتخضع لتفتيش أمني دقيق، بينما ترفض حماس أيّ صيغة ترى فيها محاولة لحرمانها من دورها كممثل للسكان وتصر على أن توزع المساعدات من خلال شبكات محلية تحت إشرافها.
وتحدثت تقارير إعلامية غربية الاثنين عن خطة لإقامة مخيمات على مساحات كبيرة تُسمى “مناطق انتقال إنسانية” داخل غزة، وربما خارجها، لإيواء فلسطينيين من القطاع بما يشير إلى رؤية “لإنهاء سيطرة حماس على السكان في غزة”.
وقال مصدران إن الخطة التي تبلغ تكلفتها نحو ملياري دولار طُرحت بالفعل على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأوضح أحدهما أنها نوقشت في الآونة الأخيرة في البيت الأبيض. وقال المصدران إن الخطة تم إعدادها في وقت ما بعد 11 فبراير وتحمل اسم مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة.
◄ بعض المناطق في غزة لم تتلق مساعدات منذ أسابيع بسبب خلافات حول الجهة المخولة بتوزيعها
وتصف الخطة المخيمات بأنها أماكن “واسعة النطاق” و”طوعية” حيث يمكن لسكان غزة “الإقامة بها مؤقتا والتخلص من التطرف والعودة إلى الاندماج والاستعداد لإعادة التوطين إذا رغبوا في ذلك”.
وأكدت حركة حماس، الاثنين، أن إسرائيل تستخدم العطش سلاحا إلى جانب الجوع ضد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، ما يفاقم الكارثة الإنسانية التي خلّفتها الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 22 شهرا.
وقالت الحركة في بيان “تتواصل جرائم الاحتلال الصهيوني بحقّ المدنيين العزل في غزة، عبر الآلية القاتلة للمساعدات، التي تحوّلت إلى مصائد موت تديرها قوات الاحتلال بغطاء أميركي، ما يفاقم أعداد الشهداء يوميا، ويكشف الطبيعة الإجرامية لهذه المنظومة”.
وقال مصدران فلسطينيان لرويترز الاثنين إن رفض إسرائيل السماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة بحرية وأمان يظل العقبة الرئيسية أمام إحراز تقدم في المحادثات التي تستضيفها قطر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع.
وذكر المصدران أن قطر استضافت جولة محادثات غير مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ومسؤولين إسرائيليين صباح الاثنين، وتوقعت استئناف المحادثات في المساء.
وانتهت جلسة ثانية من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بعد ظهر الاثنين في الدوحة “من دود تحقيق اختراق،” على ما أفاد مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، “انتهت بعد ظهر اليوم (الاثنين) جلسة المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة” لافتا إلى أنه “لم يتم تحقيق اختراق في اللقاء الصباحي لكن المفاوضات سوف تستمر”.
◄ حماس ترفض أي صيغة تحرمها من دورها كممثل للسكان وتصر على أن توزع المساعدات من خلال شبكات محلية
وأضاف أن حماس “تأمل التوصل إلى اتفاق”.
وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في قطر مساء الاثنين بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أن سلم الوسطاء مقترحا جديدا للطرفين يستند، بحسب مصادر مطلعة، إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
في الوقت ذاته ينتظر المتفاوضون نتائج لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للبناء عليه.
والأحد، قال ترامب إن هناك “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق.
وقال للصحافيين “لقد نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن في ما يتعلق بالرهائن المتبقين، فسيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع”.
اقرأ أيضا:
• خطط مؤسسة غزة الإنسانية لإقامة مخيمات داخل القطاع وخارجه تعزز مخاوف التهجير