مصر تعزز انفتاحها على دول حوض النيل مع استمرار النزاع مع إثيوبيا

الرئيسان المصري والرواندي يشهدان توقيع مذكرات تفاهم بشأن إدارة الموارد المائية.
الأربعاء 2025/09/24
مصر تعزز علاقاتها مع رواندا

القاهرة - تعمل مصر على تعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل، مع استمرار نزاعها مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، والذي كانت أديس أبابا أعلنت افتتاحه رسميا في وقت سابق من الشهر الجاري، بحضور زعماء ومسؤولين أفارقة.

وبات تعزيز التعاون مع دول حوض النيل أحد أولويات السياسية الخارجية المصرية بما يدعم موقفها حال التصويت على اتفاقيات مياه وتعاون مشترك.

واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الثلاثاء نظيره الرواندي بول كاجامي في قصر الاتحادية بالعاصمة القاهرة.

وجاءت زيارة الرئيس الرواندي إلى القاهرة بعد أيام من زيارة قام بها وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم إلى كيغالي، تم خلالها مناقشة جملة من المشاريع التنموية لمصر في رواندا.

وذكر بيان لمتحدث الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي أن الرئيس المصري استقبل نظيره الرواندي بمراسم رسمية، عقبها لقاء مغلق بين الرئيسين، ثم جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

مصر تفعّل أدواتها الناعمة من أجل ضمان حضور مؤثر في دول حوض النيل، وتركز على إقامة مشاريع استثمارية

وفي اللقاء، أشاد السيسي بالعلاقات التاريخية الوطيدة بين مصر ورواندا، وأكد أهمية مواصلة العمل على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما في القطاعات الاقتصادية والتجارية والطبية.

كما أعرب السيسي عن حرص مصر على مواصلة دعم رواندا في تحقيق تطلعاتها التنموية، واستعدادها لتعزيز التعاون في مجال بناء القدرات، بما يسهم في إنجاح رؤية رواندا للتنمية 2050.

من جانبه، ثمّن الرئيس كاجامي التعاون القائم بين البلدين، مشيدا بما يحققه التعاون من منفعة متبادلة للشعبين. وأعرب عن تطلع رواندا إلى توسيع التعاون المثمر مع مصر.

وتعتزم مصر تفعيل أدواتها الناعمة من أجل ضمان حضور مؤثر في دول حوض النيل، وتركز بالأساس على إقامة مشاريع استثمارية لاسيما في قطاع المياه.

وبحسب بيان الرئاسة المصرية، فقد شهد الزعيمان توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات إدارة الموارد المائية، وتبادل تخصيص الأراضي للأغراض اللوجستية والاقتصادية والتجارية، والإسكان، وتعزيز وحماية الاستثمار.

وذكر متحدث الرئاسة المصرية أن لقاء الزعيمين تناول أيضا عددا من القضايا الإقليمية والدولية، حيث بحثا مستجدات الأوضاع في منطقة البحيرات العظمى.

وجدد السيسي موقف مصر الداعم لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات التي تعيق التنمية والازدهار. كما ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، وسبل تعزيز السلم والأمن في الإقليم.

وتبادل الرئيسان الرؤى حول سبل تعزيز التكامل بين دول حوض النيل، واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، وتحقيق التنمية المستدامة لكافة دول الحوض، مع التأكيد على احترام القانون الدولي في إدارة الأنهار العابرة للحدود.

وبهذا الخصوص، شدد السيسي على أن ملف المياه يمثل قضية وجودية لمصر، خاصة في ظل الندرة المائية الشديدة التي تواجهها، مؤكدا على أن مصر “لن تقبل المساس بحقوقها المائية.”

مصر تعارض اتفاقية عنتيبي التي أُبرمت عام 2010، وتسمح لدول المنبع بإنشاء مشروعات مائية من دون التوافق مع دولتَي المصب مصر والسودان

وأكد أيضا أن التعاون في منطقة حوض النيل يتطلب تغليب روح التعاون والتفاهم لتحقيق المصلحة المشتركة.

وترتبط مصر بعلاقات جيدة مع رواندا، وتريد القاهرة الاستفادة من هذه العلاقة في الحصول على دعم كيغالي في مواجهة التصرفات أحادية الجانب لإثيوبيا، في أزمتي سد النهضة واتفاقية عنتيبي.

وتعارض مصر اتفاقية عنتيبي التي أُبرمت عام 2010، وتسمح لدول المنبع بإنشاء مشروعات مائية من دون التوافق مع دولتَي المصب مصر والسودان.

وفي تعليق على زيارة الرئيس الرواندي إلى مصر، قال الكاتب الصحافي المصري عماد الدين حسين “علينا ألا ننسى أن رواندا واحدة من الدول التي صدّقت على اتفاقية عنتيبى.”

وأوضح حسين في تصريحات صحفية أن “القضية هنا ليست قضية مياه النيل الأزرق، بل هي إدارة مياه النيل، ومصر كانت منسحبة من اتفاقية عنتيبى، وبدأت تعود بعلاقات على أسس جديدة ومختلفة، وكل علاقة جيدة مع أيّ دولة من دول حوض النيل في صالحنا ومهمة للأمن القومي المصري، والتجربة الرواندية تجربة مهمة، حيث قامت بعمل نهضة حقيقية.”

وتتشارك 11 دولة في نهر النيل، الذي يجري لمسافة 6650 كيلومترا، وهي: بوروندي ورواندا والكونغو الديمقراطية وكينيا وأوغندا وتنزانيا وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان بالإضافة إلى السودان ومصر.