مشاورات القاهرة فرصة لتقليص الفجوات بشأن خطة ترامب للسلام في غزة

 ترتيب الظروف الميدانية لعملية تبادل الأسرى يتصدر أجندة المشاورات.
الأحد 2025/10/05
عبء ثقيل

القاهرة - تستضيف القاهرة الأحد، مفاوضين من إسرائيل وحركة حماس لبحث مسألة الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى الدولة العبرية في سياق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع.

وتشكل المشاورات، التي سيحضرها صهر ترامب جاريد كوشنر وموفده ستيف ويتكوف، فرصة أيضا لتضييق الفجوات بشأن خطة ترامب للسلام في غزة، ومنها خطوط الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وأيضا قضية نزع سلاح حماس.

وتجري هذه الجهود الدبلوماسية بعد يومين على إعلان حماس استعدادها للإفراج عن الرهائن في إطار مقترح ترامب لإنهاء الحرب التي توشك على دخول عامها الثالث.

وفي القدس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت أنه طلب من وفده المفاوض التوجه إلى القاهرة التي تتولى دور الوساطة في هذا الملف، “لإنجاز التفاصيل التقنية.”

اليأس عاد ليسيطر على الغزيين، بعدما أثارت الأنباء عن احتمال تحقيق اختراق نحو وقف الحرب تفاؤلا في القطاع

ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” القريبة من المخابرات المصرية أن حماس وإسرائيل ستجريان الأحد والاثنين مباحثات غير مباشرة في القاهرة حول “ترتيب الظروف الميدانية لعملية التبادل لجميع المحتجزين والأسرى طبقا لمقترح ترامب.”

وحذر الرئيس الأميركي السبت من أنه “لن يتهاون مع أيّ تأخير” في تنفيذ خطته التي تنص على وقف الحرب وإطلاق الرهائن خلال 72 ساعة، وانسحاب إسرائيل تدريجيا من غزة، ونزع سلاح حماس والفصائل على ألا تؤدي دورا في الحكم، وأن تتولى إدارة القطاع هيئة تكنوقراط تُشرف عليها سلطة انتقالية برئاسة ترامب.

وتتضمن خطة ترامب الكثير من التفاصيل الغامضة، ويتوقع أن يجري تفكيك هذا الغموض خلال مشاورات القاهرة.

وفي وقت لاحق، قال ترامب إن إسرائيل وافقت على “خط انسحاب أولي عرضناه على حماس،” مرفقا ذلك بخريطة تظهر خط انسحاب بالأصفر داخل قطاع غزة، يبعد من الحدود مع إسرائيل مسافة تتراوح بين 1.5 و3.5 كيلومترات. وأضاف “لدى تأكيد حماس موافقتها (على خط الانسحاب هذا)، يسري وقف إطلاق النار فورا، ويبدأ تبادل الرهائن والمعتقلين، وسنوفر الظروف للمرحلة المقبلة من الانسحاب.”

وواصلت إسرائيل شنّ ضربات على القطاع على رغم طلب الرئيس الأميركي منها الكفّ عن ذلك. وبعد يوم دامٍ أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصا، أعلن الدفاع المدني الأحد مقتل خمسة أشخاص في مدينة غزة منذ الفجر.

pp

وقال “نقل 4 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف طيران الاحتلال منزلًا في شارع عايدية، في منطقة النصر في غرب مدينة غزة.” وأشار أيضا إلى مقتل شخص في “غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في شارع الثلاثيني في حي الصبرة غرب غزة.”

وأفاد مستشفى ناصر في خان يونس بسقوط ثلاثة آخرين من طالبي المساعدات “في منطقة الشاكوش قرب مركز المساعدات في شمال غرب رفح جنوبي قطاع غزة.” من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأحد، إن الهجوم العسكري على مدينة غزة أدى إلى نزوح نحو 900 ألف فلسطيني إلى جنوب القطاع المدمر.

وأضاف كاتس خلال خطاب في القدس “إن قرار السيطرة على غزة، وانهيار المباني متعددة الطوابق، وكثافة عمليات الجيش الإسرائيلي في المدينة، كلها عوامل أدت إلى إجلاء ما يقارب 900 ألف من السكان نحو الجنوب، ما شكّل ضغطًا هائلًا على حماس والدول الداعمة لها.”

وأعرب نتنياهو السبت في كلمة متلفزة عن أمله في عودة كل الرهائن “خلال الأيام المقبلة… خلال عطلة عيد العرش” اليهودي التي تبدأ في السادس من أكتوبر وتستمر أسبوعا.

وكانت حماس ردت على مقترح ترامب الجمعة بإعلان “موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين،” مؤكدة “استعدادها للدخول فوراً” في مفاوضات لبحث تفاصيل ذلك.

وفيما أكدت حماس موافقتها على الإفراج عن كل الرهائن وتسليم إدارة غزة لهيئة من “المستقلين”، إلا أنها شددت على وجوب التفاوض بشأن نقاط أخرى مرتبطة بـ”مستقبل القطاع.”

ورأى ترامب الجمعة أن حماس مستعدة “لسلام دائم،” داعيا إسرائيل لأن “توقف قصف غزة فورا، حتى نتمكن من إطلاق سراح الرهائن بسرعة وبأمان.”

وبعدما أثارت الأنباء عن احتمال تحقيق اختراق نحو وقف الحرب تفاؤلا في قطاع غزة حيث بلغت الأوضاع الإنسانية الكارثية حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في أغسطس، عاد اليأس مع تواصل القصف الإسرائيلي.

pp

وفي مدرسة للنازحين في مخيم الشاطئ، خرجت إيناس موسى (21 عاما) لتعبئة المياه. وقالت “لم أجد الدبابات التي كانت تقف في المخيم الشمالي بمخيم الشاطئ… أختي قالت إن الدبابات قرب منزلها في منطقة الشيخ رضوان تراجعت إلى منطقة أبوإسكندر قرب بلدة جباليا.” لكنها أشارت إلى أن “الطيران الحربي والاستطلاع والطائرات المسيّرة موجودة على ارتفاع منخفض.”

أما أحمد بربخ الذي يقيم في منطقة المواصي في خان يونس فأكد أن “الغارات مستمرة والقصف المدفعي مستمر، فجر اليوم فجرت إسرائيل عدة منازل في شرق خان يونس.”

وبالنسبة إلى بربخ فإن “الاحتلال يكذب ولم يوقف القصف،” معبّرا عن أمله أن “تنجح المفاوضات في وقف الحرب وفتح المعابر وإدخال المساعدات لإنهاء المجاعة.”

واندلعت الحرب إثر هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا، وخطف إبان الهجوم 251 شخصا، ما زال 47 منهم محتجزين، من بينهم 25 قضوا وفقا للجيش الإسرائيلي.

وأسفرت الحملة الإسرائيلية العنيفة عن مقتل ما لا يقل عن 67074 فلسطينيا، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.