مدارس الريادة في المغرب: ضوابط جديدة تخص الكتب المدرسية
الرباط - تعد المدارس الرائدة في المغرب تجربة تربوية جديدة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم العمومي. ولا تُعتبر مدرسةً خاصةً بالمفهوم التقليدي، بل هي مؤسسةٌ تعليميةٌ عموميةٌ تُطبق مناهج تربوية وبيداغوجية حديثة، وتُركز على تطوير مهارات الطلاب وإعدادهم لمواجهة تحديات العصر، مستفيدةً من أحدث التقنيات والوسائل التعليمية.
وقبيل إرساء التعلّمات الجديدة (التدريس الصريح)، التي ستبدأ في السابع والعشرين من أكتوبر 2025، أصدرت وزارة التربية الوطنية ضوابط جديدة لتنظيم عملية اقتناء الكتب المدرسية في مؤسسات الريادة بمرحلة التعليم الابتدائي، بهدف ضمان حصول التلاميذ على جميع المستلزمات التعليمية اللازمة في الوقت المناسب.
وتضمنت هذه الضوابط، التي جاءت في مراسلة حديثة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، إلزام مديري المؤسسات بإعداد وصل خاص بلائحة الكتب المدرسية، يحمل ختم المؤسسة، ليتم تسليمه لولي أمر التلميذ. وبموجب هذا الوصل الرسمي، يمكن للأولياء اقتناء الكتب من المكتبات، حيث شددت المراسلة على أن الكتبيين لن يبيعوا الكتب إلا لمن يحمل الوصل.
واعتُمد مشروع مدارس الريادة في التعليم الابتدائي الحكومي، بدءا من الموسم الدراسي (2023 – 2024)، وتم توسيعه ليشمل مئات المؤسسات الإعدادية الحكومية خلال هذا الموسم، واستفاد منه أكثر من مليون تلميذ مغربي خلال الموسم الحالي، مستهدفا تلاميذ التعليم الابتدائي بنسبة 30 في المئة، في الوسطين القروي والمديني. كما وفر برنامجا للدعم المدرسي لفائدة 70 ألفا من التلميذات والتلاميذ المتعثرين في التعليم الإعدادي.
وكانت وزارة التربية الوطنية قد أطلقت برنامج المدرسة الرائدة كإحدى الركائز الأساسية في خارطة الطريق 2022 – 2026، في خضمّ المساعي الحثيثة لتطوير التعليم والارتقاء بمخرجاته في المغرب. ويأتي تبنّي هذا البرنامج في سياق محاولة تجاوز التحديات التي ظلت تعاني منها المدرسة العمومية لعقود، منها ضعف مستوى التحصيل الدراسي ونقص التجهيزات وقلة التكوين المستمر للكوادر التعليمية.
مشروع مدارس الريادة اعتمد في التعليم الابتدائي الحكومي، بدءا من الموسم الدراسي 2023 – 2024، وتم توسيعه ليشمل مئات المؤسسات الإعدادية الحكومية
ويهدف مشروع المدارس الرائدة إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم العمومي من خلال توفير بيئة تعليمية محفزة ومُجهزة بأحدث التقنيات واعتماد مناهج تربوية حديثة تُركز على تطوير مهارات المتمدرسين وإكسابهم القدرات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل.
كما يعتبر هذا المشروع جزءًا لا يتجزأ من الجهود الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المغرب، حيث يساهم في بناء أجيال متعلمة ومؤهلة قادرة على المساهمة في بناء مستقبل أفضل للبلاد.
وتُركز مدارس الريادة على إشراك المتمدرسين في عملية التعلم وتحفيزهم على التفكير النقدي و الإبداعي وحل المشكلات بدلا من الاكتفاء بتلقين المعلومات بشكل سلبي.
كما توظف مدارس الريادة التكنولوجيا الحديثة كأداة فعّالة لدعم التعليم وتوفير موارد رقمية متنوعة للأساتذة والمتمدرسين، مما يُساهم في إثراء التجربة التعليمية وجعلها أكثر جاذبية.
ولا يشمل المشروع كل مدارس المغرب، لكن وزارة التربية أكّدت أنها ستعمم هذه التجربة الإصلاحية على المدارس على نحو تدريجي في ظرف 3 سنوات تقريبا.
ويؤكد خبراء التربية أنه لم يتم إقرار هذا المشروع التربوي إلا بعد أن وصل الوضع التعليمي إلى أسوأ أيامه، على مستويات شملت في الأساس وضعية المتعلِّم أولا والمدرِّس ثانيا. وتشيد الأبحاث المؤيدة لمشروع الوزارة باعتماد الحلول الرقمية والتكنولوجية.
وبحسب تربويين، فإن مشروع مدارس الريادة جاء ليعالج بالضرورة المشاكل التعلمية والتعليمية للتلاميذ المتعثرين أكثر من الفئات الأخرى، كالمتفوقين. وقد عاين التربويون الاختبارات المعتمدة والأنشطة المدرسية للطلاب الذين يواجهون صعوبات في “التعلمات” الجزئية البسيطة في الحساب والقراءة والتعبير الشفهي.