"محور المقاومة" مستنفر للدفاع عن حفل زفاف ابنة علي شمخاني المسرب
طهران- لقي نشر فيديو لجزء من حفل زفاف ابنة علي شمخاني، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في مجلس الدفاع، في أحد أفخم فنادق طهران، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل في إيران وخارجها. وانتقد عدد من الناس الحفل الباذخ. كما يرى البعض أن نشر فيديو الحفل، الذي أُقيم العام الماضي، له أهداف ونوايا سياسية.
أثار حفل زفاف ابنة شمخاني، وهو عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشار سياسي لخامنئي وكان أمينًا عامًا لمجلس الأمن القومي ووزيرًا سابقًا للدفاع ووزيرًا للحرس الثوري، الذي أقيم في فروردين العام الماضي، انتقادات واسعة.
ونشرت صحيفة "أرمان ملي" تقريرًا بعنوان "فضيحة زفاف في فندق إسبيناس بارسيان". وكتبت "إذا لم نُتهم بالابتزاز، فمن حقنا أن نتساءل كيف نطلب من الناس الصبر في مواجهة العقوبات الاقتصادية، بينما يُقام حفل زفاف ابنة الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن في إحدى أفخم وأغلى قاعات البلاد".
ونقل التقرير عن صحيفة "فراز" الإلكترونية قولها إن تكلفة الحفل "حوالي مليار و400 مليون تومان".
في جزء من الفيديو، يظهر شمخاني وهو يرافق ابنته إلى العريس. يُقال إن هذا الفيديو من "قسم النساء" في الحفل. في إيران، تُخصص قاعات منفصلة للنساء وأخرى للرجال لنفس الحفل.
ومع ذلك، من النقاط التي لفتت انتباه الرأي العام أن العديد من النساء الحاضرات، بحضور شمخاني، لم يرتدين الزي الرسمي المطلوب.
كما أشار مستخدمون آخرون إلى الأخبار التي انتشرت مؤخرًا حول تشكيل "غرفة عمليات العفة والحجاب" و"تفعيل 80 ألف عنصر أمن في معروف".
وكتبت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة الفارسية على إنستغرام، أثناء نشرها صورًا من حفل زفاف ابنة شمخاني: "إذن، جولة الإرشاد السياحي الإلزامية والحجاب مُخصصان فقط لعامة الإيرانيين؟"
جذب أسلوب حفل زفاف ابنة شمخاني انتباه العديد من المستخدمين، بما في ذلك المشهد الذي يمسك فيه شمخاني، بصفته والد العروس، بيد ابنته ويقودها إلى القاعة. يعتقد الكثير من المستخدمين أن هذه اللفتة تُذكّر بأساليب حفلات الزفاف في الدول الغربية، بينما يؤكد النظام في إيران دائمًا في دعايته الرسمية على بُعده عن الثقافة الغربية واهتمامها بالطقوس الإسلامية.
ويقول النقاد إن نشر لقطات من حفل زفاف سياسي انتُخب مجددًا لعضوية مجلس الدفاع، أحد أعلى هيئات الحكومة الإيرانية، بصفته ممثلًا لخامنئي، كان "مستهدفًا".
يقول شمخاني والمقربون منه إن هذه التقارير تُنشر "لأغراض سياسية" و"لتشويه" صورته.
وصفت مهدية شدماني، ابنة قائد قاعدة خاتم الأنبياء الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، نشر فيديو زفاف ابنة شمخاني بأنه "مشروع للموساد"، وقالت إنه بعد فشل الاغتيال الجسدي، أصبح الهدف "اغتيال الشخصية". وصفت وكالة أنباء دانشجو التابعة للباسيج نشر الفيديو بأنه انتهاك للخصوصية، لكنها دعت إلى محاسبة شمخاني.
إلى جانب الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية، أثيرت قضية الثروة "الخرافية" لأبناء علي شمخاني وأقاربه في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لسنوات، وانتشرت صور لمنازل "فاخرة" تُنسب إليه وإلى صهره.
استهدفت إسرائيل شمخاني في اليوم الأول من هجوم واسع النطاق على إيران، لكنه نجا. في الوقت نفسه، لفت مسكنه في برج فاخر في إحدى أغلى مناطق طهران انتباه النقاد.
بعد أن أُقصي لفترة من الزمن عن الساحة السياسية الإيرانية، رُقّي مرة أخرى إلى أعلى المناصب بأمر من خامنئي، ليصبح عضوًا في مجلس الدفاع.
وكن لافتا الدفاع المتسميت من حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية تدافع عن شمخاني واتفقت حسابات على نشر تدوينة مفادها إن "ما حدث من تسريب لصورة من حفل زفاف ابنة #علي_شمخاني في مجلس نسائي خاص هو تصرف غير أخلاقي ولا يمت للإعلام أو الحرية بصلة. انتهاك الخصوصية بهذا الشكل مدان، وكل التضامن مع #شمخاني وعائلته أمام هذا السلوك المؤسف":
ودافع بعض العرب، خاصة من الشيعة اللبنانيين، العراقيين، واليمنيين الموالين لـ"محور المقاومة"، عنه بنفس المنطق الذي ينتقدون به الآخرين.
دفاع الذي يقدمه بعض العرب عن علي شمخاني في قضية زفاف ابنته يعكس تماماً فكرة "الأخلاق حسب الطلب ووفق الشخص"، لكنه أخذ طابعاً طائفياً وجيوسياسياً. هؤلاء المدافعون، يطبقون معايير أخلاقية مزدوجة تجعل كل شيء متعلق بشخصية شمخاني "حلالاً" و"جهادياً"، بينما نفس السلوكيات تصبح "حراماً" و"فساداً" عندما يتعلق الأمر بخصومهم السياسيين والطائفيين. هذا الدفاع ليس مجرد رد فعل عاطفي، بل استراتيجية سياسية تعتمد على تحويل النقد الأخلاقي إلى هجوم على "العدو المشترك".
وسخرت معلقة:
وينفق النظام الإيراني سنويًا مبالغ ضخمة من المال العام لنشر المعلومات المضللة والتلاعب بالرأي العام عبر ما يُعرف بـ"الجيش الإلكتروني".
وفي إيران كان الأمر مختلفا إذ تذكر كثيرون بناتهم اللاتي قتلن في احتجاجات "المرأة الحرية الحياة". وكتبت معلقة "قُتلت ابنة أخي لأنها نزلت إلى الشارع للاحتجاج من أجل مهسا، من أجل الحرية... من أجل إيران... ردّوا عليها بالذخيرة الحية، فقتلوها. والآن نُشر فيديو حفل زفاف ابنة #علي_شمخاني، بدون حجاب، ومع كل هذا الافتراء، أصدر هؤلاء أنفسهم الأوامر بقتل الناس وقمعهم".
واعتبرت أخرى "بناتهم في فساتين زفاف! بناتنا في أكفان!".