مآسي فلسطين الإنسانية تنقلها السينما إلى جمهور مهرجان أنطاليا السينمائي
أنطاليا (تركيا) - يخصص مهرجان “البرتقالة الذهبية” السينمائي الدولي بأنطاليا التركية مساحة مهمة للسردية الفلسطينية ومآسي الشعب الفلسطيني، إذ يعرض 3 أفلام عن فلسطين وتحديدا المأساة في غزة حيث ارتكب الجيش الإسرائيلي إبادة جماعية على مدى عامين.
ويقام مهرجان أنطاليا السينمائي الذي يستضيف العديد من المخرجين وكتاب السيناريو والممثلين من تركيا وخارجها، بنسخته الـ62، في الفترة من 24 أكتوبر الجاري إلى 2 نوفمبر المقبل.
ومن المنتظر أن يعرض المهرجان 5 أفلام في مجموعة “من الحدود إلى اللاحدود” التي تسلط الضوء على المعاناة في الشرق الأوسط.
وستجسد 3 أفلام المأساة الإنسانية في غزة وفلسطين عموما على الشاشة الكبيرة من خلال عيون مخرجين وكتاب سيناريو وممثلين من الشرق الأوسط.
الفيلم الأول الذي سيعرض هو فيلم “ضع روحك على يدك وامش” للمخرجة الإيرانية سبيدة فارسي، وهو فيلم وثائقي يصوّر الحياة في غزة في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
ويجسّد هذا الفيلم المكوَّن من مقابلات فيديو أجرتها فارسي مع شابة عاشت هناك خلال الإبادة، معاناة الوجود الإنساني في خضم الحرب، بأسلوب مؤثر.
ويستمد الفيلم عنوانه من جملة ترددها البطلة طوال الوقت وكأنها إنذار لاقتراب الموت الذي يخيم على القطاع. تعكس الكلمات مرارة العيش تحت وطأة احتلال لا يرحم وضربات عشوائية لا تفرق بين كبير ورضيع. تحاول البطلة حسونة أن تنجو هي وعائلتها كل يوم ولكن بلا ضامن لاستمرار هذه الحياة. نكاد نشتم رائحة الموت في كلماتها كل بضع دقائق وليس ساعات. تستيقظ وتسير واضعةً روحها على كفيها تنتظر الموت في أي لحظة.
أما الفيلم الثاني فهو فيلم “صوت هند رجب” من تأليف وإخراج التونسية كوثر بن هنية، الحائز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي العام الجاري.
ويجسد الفيلم الساعات الأخيرة من حياة الطفلة هند التي كانت بعمر 5 سنوات قبل أن يقتلها الجيش الإسرائيلي مع 6 من أقاربها بقصف سيارة لجؤوا إليها جنوب غرب مدينة غزة في 29 يناير 2024.
ويركز العمل الدرامي الواقعي على مشغلي خدمة الهاتف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذين حاولوا لساعات طويلة طمأنة هند رجب العالقة وهي تتوسل لإنقاذها من السيارة، حيث كانت عمتها وعمها وثلاثة من أبناء عمومتها يرقدون بالفعل في عداد الموتى.
كما سيُعرض فيلم “اللي باقي منك”، من إخراج الفلسطينية – الأردنية شيرين دعيبس، لأول مرة في المهرجان. وهو فيلم يغوص بعمق في الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني والصدمات التي توارثتها الأجيال من خلال قصة عائلية امتدت لـ3 أجيال.
ويدور الفيلم حول مراهق فلسطيني في الضفة الغربية، ومن بطولة صالح بكري وآدم بكري ومحمد بكري وشيرين دعيبس وماريا زريق.
وينافس الفيلم باسم الأردن على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي في الدورة الـ98 للجائزة الأشهر سينمائيا.
وقالت المديرة الفنية لمهرجان “البرتقالة الذهبية” السينمائي الدولي بأنطاليا دنيز يافوز إن المهرجان يسعى لتجنب تجاهل المعاناة والمجازر في الشرق الأوسط، وأنهم استحدثوا مجموعة “من الحدود إلى اللاحدود” في المهرجان العام الماضي.
وأشارت يافوز إلى أن المجموعة تضمنت هذا العام أفلاما تركز على فلسطين، وأنها كانت تهدف في الأصل إلى تسليط الضوء على قضية اللاجئين.
ويعقد مهرجان البرتقالة الذهبية في أنطاليا منذ عام 1963، ويُعتبر واحدا من أهم الفعاليات في التقويم الثقافي التركي. يهدف هذا المهرجان إلى دعم صناعة السينما التركية وتقديمها إلى العالم، واختيرت “البرتقالة الذهبية” شعارا له نظرا لرمزية البرتقالة في مدينة أنطاليا، التي تُعرف بإنتاجها الوفير من الحمضيات، لتصبح رمزا يجمع بين ثقافة المدينة وفن السينما.
لا يقتصر المهرجان على عرض الأفلام فقط، بل يُعد منصة للحوار السينمائي وملتقى للمخرجين والممثلين والنقاد. يتضمن برامج وورش عمل تناقش مستقبل السينما، وتُمنح فيه جوائز مرموقة تسهم في دعم المبدعين والسينما المستقلة.