كوميدي جزائري يثير عاصفة انتقادات على إكس لرقصه في فيديو كليب مغربي
تعرض الفنان الكوميدي الجزائري محمد خساني إلى هجمة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي لظهوره راقصا مع مغني راب مغربي في مشهد اعتبره الجزائريون مهينا لهم، تدخلت على إثره وزارة الثقافة لسحب بطاقة فنان منه.
الجزائر – أثارت مشاركة الفنان الكوميدي والممثل الجزائري محمد خساني في فيديو كليب لمغني الراب المغربي “مستر دراغانوف”، ويظهر فيه وهو يرقص، موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبر بعض مستخدمي الإنترنت أن دوره في هذا المشروع الفني “إهانة” للجزائر.
واستاء العديد من الجزائريين من رقص خساني أمام المغني الذي يجلس على كرسي مرتفع، وهو مشهد فُسِّر على أنه يضعه في موقف دوني. واتهمت العديد من التعليقات الممثل بـ”تشويه صورة بلاده”، بل وطالبت بسحب بطاقة الفنان منه.
وانتقد ناشط منح بعض الفنانين بطاقة مهنية معتبرا أنهم لا يستحقونها، وقال:
BanoudK12357@
وتبنى البعض نظرية المؤامرة معتبرين أن مقطع الفيديو يحمل رسائل سياسية، وقال أحدهم:
ml_bachir@
ويأتي هذا الجدل إضافة إلى خلافات سابقة أخرى، إذ سبق للممثل أن تعرض لانتقادات بسبب أدوار اعتبرت “استفزازية” و”مخالفة للقيم” من قبل قطاع من الجمهور، وخاصة عندما لعب شخصية “فتيحة”، مع جعل موجة الهجوم تزداد عليه.
في المقابل تضامن العديد من الناشطين مع الفنان الجزائري معتبرين أن الهجمة عليه غير أخلاقية، وكتب أحدهم:
nourelyazid@
ليس من اللباقة ولا الأخلاق في شيء التهجم والسخرية من فنان جزائري فقط لأنه شارك في كليب فنان مغربي!
التهجم الأعمى والحاط من الكرامة الذي تعرض ويتعرض له الفنان الجزائري #محمد_خساني ابن مدينة وهران، طيلة الأيام القليلة الماضية لمجرد أنه أدى رقصة فنية مشهورا بها في كليب للرابور المغربي ابن مدينة وجدة، هو تصرف تمييزي ويدخل في إطار حملة الكراهية، التي للأسف الشديد وإن كانت من صنع النظام الجزائري الذي يذكيها يوميا بآلته الدعائية الرسمية، إلا أن الكثيرين من الشعبين الشقيقين سقطا فيها بسهولة!
وأضاف الناشط “لا ينبغي على أي عاقل أن يؤاخذ الناس بجرائر وأخطاء غيرهم، والفنان في هذه الحالة، ومادام لم يصدر عنه إلا عمل فني مرح يحمل رسالة حب وسلم، فإنه لا يستحق منا إلا مبادلته بالحب نفسه والتقدير والاحترام الواجبين. وأي حملة رفض أو استهجان مجانية ضده من أي كان إنما تصب في خانة الذين يؤجّجون الكراهية والحقد بين الشعبين الجزائري والمغربي!”.
وأفاد ناشطون بأن وزارة الثقافة والفنون الجزائرية أعلنت رسميا عن سحب بطاقة فنان من محمد خساني، وذلك في إطار “الحفاظ على مكانة الفنان الجزائري وصورة الثقافة الوطنية”، مؤكدة أن بطاقة الفنان ليست مجرد وثيقة إدارية، بل هي مسؤولية أخلاقية ورمزية تُمنح لحامليها وفق شروط وضوابط تحترم القيم الفنية والهوية الثقافية للبلاد.
وجاء في تعليق:
22NN_A@
وجاء ذلك بعد أن طالب كل من الفنان سليم مجاهد المعروف بسليم “آلك” وكذلك الإعلامي مجيد بوطمين، بضرورة سحب “بطاقة الفنان”، من الممثل محمد خساني، عقب الجدل الكبير الذي أثاره بظهوره في فيديو كليب لمعني راب مغربي.
وقال سليم مجاهد في فيديو له إن وزارة الثقافة مطالبة بالتدخل وسحب بطاقة الفنان من كل من لا يستحقها. وأضاف “لن أظهر بطاقة الفنان التي أحوزها مجددا.. وعلى وزارة الثقافة والفنون الضرب بيد من حديد وسحبها من كل من لا ‘يصلح’ لأن يكون فنانا”.
بدوره، قال مجيد بوطمين في منشور له إن “المهزلة التي تسبب فيها المدعو خسّاني والمحسوب على قطاع الفن والفنانين لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وعلى وزارة الثقافة أن تتحمّل مسؤولياتها بمعاقبته وسحب بطاقة فنان منه، لأنه أساء إلى الجزائر قبل أن يسيء إلى نفسه”.
وأضاف “أن يُبتلى الإنسان ويرقص أمام الملأ بتلك الطريقة البشعة، غير مبال بأبنائه وعائلته وهو ربّ أسرة، حسب علمي، فذلك أمر قبيح في ذاته، فكيف إذا زاد الطين بلّة ورقص لأجنبي يصعد هو على كرسي مرتفع ويغني بينما الجزائري يرقص له بتلك الطريقة المزرية؟ هذا ما لا نقبله نحن الجزائريين”.
وتابع “لقد سبق لك أن ظهرت من قبل في صورة مشوّهة.. مقلّدا هيئة المرأة بأبشع صورة، وتلقت تلك السلوكيات حينها انتقادات واسعة، لكنك لم تعتبر، وما زلت تصرّ على إثارة الجدل بأوضاع لا تشرّفك، لا كفنان ولا كمواطن جزائري”.
وختم كلامه بالقول “إن أقلّ ما يُطلب منك اليوم هو أن تعتذر علنا للشعب الجزائري، وتتعهد بالكفّ عن هذه الأفعال المشينة، وإلا فإن إبعادك من عالم الفن ضرورة لا مفرّ منها”.
وعلى إثر هذه الضجة خرج الفنان الكوميدي خساني عن صمته، وقال في تعليق له “أنا فنان، وما قمت به لا يُعدّ إساءة”، مضيفا “أنا مع بلدي ومع سلطاته، وهذه المشاركة الفنية لا تمسّ من انتمائي”، مؤكدا أن الرقص جزء من أدواته التعبيرية التي لطالما استخدمها في عروضه الكوميدية.
وتابع أن الفيديو يدخل في إطار عمل فني، ولا يحمل أي أبعاد سياسية أو رمزية