فضل شاكر يخرج من عزلة عين الحلوة إلى بوابة المصالحة
بيروت - أثار خبر تسليم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه إلى الجيش اللبناني تفاعلا واسعا على منصة إكس في لبنان والعالم العربي. وأكدت مصادر رسمية أن الفنان اللبناني فضل شاكر سلّم نفسه طوعاً إلى مخابرات الجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان)، حيث عاش منذ عام 2013 عقب أحداث عبرا التي اندلعت بين جماعة الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني.
وقال شهود عيان لـ”رويترز” إن شاكر “مشى من المخيم إلى حاجز للجيش قرب الحسبة في صيدا، وكان مرتاحاً ويتحدث بتفاؤل مع أصدقائه”، قبل أن يتسلمه ثلاثة ضباط من المخابرات اللبنانية.
كان شاكر قد أعلن في عام 2012 اعتزاله الفن وانضمامه إلى جماعة الأسير التي عُرفت بخطابها المناهض لـ”حزب الله” والنظام السوري، ودعمه العلني للمعارضة السورية.
رمزية فضل شاكر كفنان معروف قد يُستفاد منها في تمرير رسالة مصالحة داخلية، خصوصاً أن ملفه ظل يُستخدم لسنوات كأداة تجاذب في لبنان
وبعد معارك عبرا، اتُهم بالتدخل في “أعمال إرهابية” ومساندة مجموعات مسلحة، ما أدى إلى صدور ثلاثة أحكام غيابية بحقه، أحدها في 2017 بالسجن 15 عاماً مع تجريده من حقوقه المدنية، وآخران عام 2020 على خلفية دعمه لجماعات متشددة.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن تسليم الفنان لنفسه يأتي تمهيداً لاستجوابه وتسوية ملفه القضائي، خصوصاً في ظل التحولات السياسية اللبنانية الحالية.
ويشكل فضل شاكر حالة فنية استثنائية في هذه الفترة. فالفنان يسجّل أغانيه في مخيم عين الحلوة، لكن المفارقة أن أعماله تحقق نجاحاً لافتاً، وتحديداً آخر أغانيه التي تُسجَّل بتقنيات موسيقية متواضعة، وكان آخرها “كيفك ع فراقي” و”صحاك الشوق” التي حققت ملايين المشاهدات وأعادت اسمه إلى النجومية.
وفي أبريل الماضي، أصدر شاكر بياناً قال فيه إنه “تعرّض للظلم لأكثر من 13 عاماً”، معتبرًا أن كل التهم التي وُجهت إليه كانت “نتيجة تصفية حسابات سياسية”. وأوضح أنه لجأ إلى المخيم “هرباً من تهديدات بالقتل” وليس خوفاً من القضاء، مشدداً على أن مذكرات التوقيف صدرت لاحقاً دون مبرر قانوني.
يقول ناشطون أن الجيش اللبناني قد يحيله إلى المحكمة العسكرية الدائمة لإعادة محاكمته حضورياً، وهو ما قد يفتح الباب لتخفيف العقوبة إذا ما أثبت فريق دفاعه أن دوره في أحداث عبرا كان محدوداً أو غير مباشر. غير أن الأحكام السابقة الصادرة بحقه في قضايا “إرهاب” تُعقّد الموقف، وقد يواجه عقوبة فعلية بالسجن ما لم يتم التوصل إلى صفقة قضائية تتيح له تسوية وضعه.
غير أن مراقبين في بيروت يرون أن عودة شاكر ليست بمعزل عن مناخ سياسي جديد، يسعى إلى إغلاق ملفات الملاحقين في مخيم عين الحلوة بعد الاشتباكات الأخيرة. وقد يُستفاد من رمزيته كفنان معروف في تمرير رسالة مصالحة داخلية، خصوصاً أن ملفه ظل يُستخدم لسنوات كأداة تجاذب بين محورين سياسيين في لبنان.
في هذا السياق، قد تكون خطوة شاكر مقدّمة لتفاهم أمني-قضائي يشمل آخرين من الملاحقين.
وقال إعلامي:
AZK_SA@
اعتبرت معلقة:
MaimounahK@
وقال معلقون إن جهات سعودية تدخلت في ملف فضل شاكر. وبثت منصة شاهد مايو الماضي مسلسلا بعنوان “يا غايب” حقق نجاحا واسعا، وظهر شاكر يبكي وهو يتحدث عن محطات موجعة في حياته.
وفي يوليو، وجه الفنان فضل شاكر التحية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، طالباً أن تكون قضيته أولوية العهد الجديد في لبنان.
وأكد حساب:
Abedelshoubaki@
في المقابل رفض معلقون تسوية ملف فضل شاكر. وكتبت معلقة:
JosephineBoSaab@
من جانب قال الممثل زياد عيتاني
ZiadItanioff@
وطالب معلقون بالحكم ببراءته من تهم كيدية كان ضحية لها بسبب التجاذب الطائفي في لبنان عندما كان حزب الله يفرض سطوته على القرار في البلاد.
rawan_jdetawy@