"فاطمة الهواري - لا تصالح" حكاية من نضال الفلسطينيين يرويها غنام غنام
القاهرة – شهد مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة في دورته الثالثة، عرض مسرحية “فاطمة الهواري- لا تصالح”، أحدث أعمال المسرحي الفلسطيني غنام غنام، وفيها يستعيد حكاية من السردية الفلسطينية، عبر العودة إلى أربعينات القرن الماضي.
وعقب انتهاء العرض، وجه المخرج غنام غنام التحية والشكر للحضور، وأشار إلى أن هذا العرض هو عمل تطوعي بشكل كامل، مسرحية بلا إنتاج من الألف إلى الياء، بمشاركة الفنانين التونسية أماني بلعج، والأردني أحمد العمري.
يحكي العمل المسرحي في 55 دقيقة، قصة فاطمة (1930- 2012) ضحية القصف في 28 أكتوبر 1948، حيث ادعت إسرائيل أن طائرة عربیة مجهولة شنت غارة انتقامية وقصفت ترشيحا المدينة التي تعيش فيها، وفي ظل ھذا الإنكار، لم يقدم الاحتلال أي معونة طبية أو صحية لفاطمة.
وبعد 47 عاما یحضر لبيتها (آبي ناتان) رفقة كاميرات “سي إن إن” ليعترف بأنه الطيار الذي قصف ترشيحا، لتصبح الضحیة في مواجهة القاتل، فأي حوار سوف یدور بينهما؟ وأي معلومات تاریخیة جديدة حول نضال الشعب الفلسطیني سيحمل العمل المسرحي “فاطمة الهواري-لا تصالح” سردية الفلسطيني صاحب الحق في مواجهة سردية الاحتلال الفاشي.
وقال الناقد والكاتب المسرحي المصري باسم صادق عن العمل “فاطمة الهواري هي أحد الأصوات الفلسطينية التي تكشف وتفضح زيف الادعاءات الإسرائيلية وقبح مزاعمها، وقد أبى المخرج غنام غنام أن نرتكن إلى توقعاتنا بأننا سنشاهد مرثية بكائية حول مصير هذه السيدة، فقد انحاز من الوهلة الأولى إلى فكرة اللعبة المسرحية، كاشفا ما سيدور خلال الدقائق التالية ومقدما ممثليه العمالقة، التونسية أماني بلعج فى دور فاطمة الهواري والأردني أحمد العمري في دور آبى ناتان وموضحا أنه – المخرج – سيلعب دورا رمزيا معهما مجسدا شخصية رمزي خطيب فاطمة الذي راح ضحية القصف الإسرائيلي، وهي تقنية يسعى بها المخرج إلى الحفاظ على يقظة المتفرج وانتباهه ليصبح صوتا مضافا إلى رسائل العرض بكشف الزيف الإسرائيلي”.

وغنام غنام الملقب بسندباد المسرح العربي ولد في أريحا، أقدم مدن العالم، عام 1955، وهاجر من فلسطين عام 1967 ليحمل معه، ومن مرارة التنكيل وظلم الاحتلال الإسرائيلي، مخزونا من التجارب الثقافية والسياسية والاجتماعية والمسرحية.
كتب وأخرج العديد من المسرحيات، وألف القصص القصيرة. وهو حاصل على جوائز في الإخراج والتأليف المسرحي. وهو عضو لجان تحكيم في عدة مهرجانات مسرحية كمهرجان مسرح الطفل في الأردن، ومهرجان البقعة المسرحي في السودان، ومهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح الجامعي.
استهل غنام العمل المسرحي في السبعينات برفقة مجموعات مسرحية محلية بعد انتقاله إلى الأردن، إذ أسس مع عدد من زملائه فرقة جرش المسرحية للهواة. ومن بين أعماله مسرحية “سأموت في المنفى” التي قدمها عام 2018، وهي من مسرحيات الممثل الواحد، عرضها على عدد من المسارح العربية.
يذكر أن مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة تنظمه مؤسسة جارة القمر وتتشكل إدارته من المخرجة والممثلة عبير لطفي رئيسة المهرجان، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين والكاتبة والناقدة رشا عبدالمنعم المديرتين الفنيتين للمهرجان ومصطفى محمد ومنى سليمان المديرين التنفيذيين.